الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

"بحر فتاة العرب" يموج في دبي

"بحر فتاة العرب" يموج في دبي
22 فبراير 2019 02:30

غالية خوجة (دبي)

تعتبر الشاعرة الراحلة عوشة بنت خليفة السويدي (1920ـ2018)، من أهم رواد الشعر النبطي في الإمارات، عُرفت بـ«فتاة الخليج»، ثم بـ«فتاة العرب»، وهو ما أطلقه عليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي تبادل المساجلات مع الشاعرة عوشة السويدي، وهي من مواليد منطقة المويجعي في مدينة العين، اعتزلت الشعر أواخر التسعينيات، لكنها ظلت تقوله مديحاً للرسول (صلى الله عليه وسلم).
واستذكاراً لحضورها الدائم، من خلال روحها المحلقة بين الكلمات والقصائد والإمارات، وما تعكسه من ذاكرة تراثية، ومعاصرة، ومستقبلية، فإن معرض أبوظبي الدولي للكتاب اختارها شخصية محورية لدورته التاسعة والعشرين في أبريل القادم، كما يحتفي بها مهرجان طيران الإمارات للآداب في دورته الحالية، واحتفاء بمسيرتها الحياتية ومنجزها الثقافي والأدبي، نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، أول من أمس، في مقرها بدبي، أمسية بعنوان (مغاصات المكان في شعر فتاة العرب الشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي)، وهو عنوان الإصدار الـ(23) من السلسلة التوثيقية لمؤسسة العويس (سلسلة أعلام من الإمارات)، للكاتب مؤيد الشيباني، الذي قام بتوقيعه في الختام، لكنه تحدث في البداية عن سيرة الشاعرة الإماراتية عوشة بنت خليفة السويدي، حياة وثقافة وشعراً، وذلك بحضور عبد الغفار حسين، د.محمد عبد الله المطوع، عبد الإله عبد القادر، وعدد من المثقفين والمهتمين.
استعاد الشيباني بأثر رجعي زمن نازك الملائكة التي وجد بعض الملامح المشتركة بينها والشاعرة عوشة السويدي، منها الإشارة إلى المكان، والمناخ العام، والفترة الزمنية، متسائلاً: لكن، ما هي خصائص فتاة العرب؟
ليجيب: مفردتها نابتة في مكانها، فلا يمكن استبدالها أو الاستغناء عنها، ولها أكثر من خمسين قصيدة غناها أكثر من خمسين مغنياً، منهم حارب حسن وعلي بالروغه وجابر جاسم وميحد حمد (1960ـ1989)، وساهم في تلحينها العديد من الموسيقيين، إضافة لما تتمتع به من مسارات معينة يدركها القارئ، مثل اللغة القريبة من الفصحى، والبسيطة العميقة، هي الشاعرة التي حلمت بابتلاعها للقمر وكان عمرها 7 سنوات، لتكون حياتها بين الحلم والتأويل شعراً، ومن الممكن أن نجد بينها والمتنبي إيحاءات ليست تأثرية، مثل ذاك البيت الذي يصف فيه المتنبي سيف الدولة:«هو البحر غص فيه إذا كان ساكناً، على الدر واحذره إذا كان مزبداً»، وتكمل فتاة العرب الصورة ذاتها ولكن بلغتها وروحيتها في البناء وتقول:«احترس لي جيت حذرك تشغله، لين يسمحلك ويصغي للمقال».
وتابع مستذكراً الدور الحيوي لصفحة الشعر الشعبي في جريدة «البيان»، التي أسسها الأديب الراحل حمد خليفة أبو شهاب 1983، بمتابعة تنفيذية من الشاعر سيف السعدي، مكملاً: كان لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشاعرة فتاة العرب دور ثقافي بارز من خلال إهداءات القصائد وتبادل الردود والمشاكاة والمساجلات التي أخذت الكثير من الأبعاد الثقافية والفنية والاجتماعية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©