الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

جولة جديدة من المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين

جولة جديدة من المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين
23 فبراير 2019 00:54

واشنطن، بكين (وكالات)

استأنف كبار المسؤولين الأميركيين والصينيين بواشنطن جولة اللحظة الأخيرة في مفاوضاتهما التجارية، سعياً إلى التوصل إلى اتفاق بعد أشهر من التوتر والتهديدات، إذ استقبل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كبير المفاوضين التجاريين الصينيين، في واشنطن أمس، حيث تحاول الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق مبدئي مع أكبر منافس اقتصادي لها قبل زيادة الرسوم الجمركية على واردات صينية بأكثر من الضعف الشهر المقبل.
وقالت وكالة «بلومبرج» إن الاجتماع بين ترامب ونائب رئيس وزراء الصين، ليو هي، يأتي في ختام أحدث جولة من المحادثات التجارية بين البلدين، في واشنطن. ويبعث الاجتماع بين ترامب وليو على التفاؤل بأن المحادثات بين الصين والولايات المتحدة تحقق تقدما كافيا يسمح بعقد مثل هذا الاجتماع المباشر.
وناقش الرئيس الأميركي ونائب رئيس الوزراء الصيني أبعاد النزاع التجاري بين البلدين في البيت الأبيض أواخر الشهر الماضي. وسلم الضيف الصيني الرئيس ترامب رسالة من الرئيس الصيني شي جين بينج، جاء فيها أن العلاقات بين البلدين «تمر بنقطة حرجة».
وقال الرئيس الصيني في رسالته: «آمل أن يواصل الجانبان العمل على مستوى الاحترام المتبادل»
ويأتي لقاء ترامب مع كبير المفاوضين الصينيين، بعد يوم من لقاء ممثل التجارة الأميركي روبرت لايتهايزر ووزير المالية ستيفن منوشين، مع نائب رئيس الوزراء والموفد التجاري الصيني ليو هي في مبنى قرب البيت الأبيض. ورفض المسؤولون الرد على أسئلة الصحفيين بشأن ما إذا تم إحراز تقدم في المفاوضات.
وفي بكين قال المتحدث باسم وزارة التجارة غاو فينغ إن «هذه المشاورات المكثفة بين الفريقين المكلفين الاقتصاد والتجارة تهدف إلى العمل بلا هوادة للتوصل إلى اتفاق يتطابق مع التسويات بين رئيسي الدولة».
وتأتي هذه الجولة الرابعة من المفاوضات الرفيعة المستوى بعد يومين من المحادثات التمهيدية بين وفدي البلدين. ولم يتسرب شيء تقريبا عن هذه المحادثات.
وبدا الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء وهو يؤكد أن المفاوضات «المعقدة جدا» تجري بشكل «جيد جدا»، وكانه يبدي مرونة بشأن مهلة الأول من مارس التي ترغب الإدارة الأميركية بعدها في رفع الرسوم الجمركية من 10 إلى 25% على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار.

الجيل الخامس
وقال ترامب «الموعد ليس تاريخا سحريا، لأن الكثير من الأشياء بصدد الحدوث».
وفي تغريدتين نشرهما مع افتتاح جولة المفاوضات الخميس، انتقد ترامب حجب تكنولوجيا الجيل الخامس (5جي) «الأكثر تقدما»، في ما بدا إشارة إلى أكبر شركات العالم في هذا المجال الصينية هواوي التي تشتبه سلطات غربية في أنها تقدم تقارير إلى أجهزة المخابرات الصينية.
ومنذ يوليو، فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية بنسبة 25% على واردات سلع صينية للسوق الأميركية بقيمة 50 مليار دولار و10% على واردات أخرى بقيمة 200 مليار دولار، وردت الصين بخطوات مماثلة.
وهددت الولايات المتحدة برفع الرسوم المفروضة بنسبة 10% إلى 25% مطلع مارس إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين.

اتفاق في الأفق
وقال ديفيد دولار الخبير في الاقتصاد الصيني «أعتقد أن الرئيسين» شي جيبينغ ودونالد ترامب «أمرا مفاوضيهما بعقد صفقة».
من جانبه، قال المحلل وليام رينش «أنا متأكد انهما يتوصلان إلى شيء ما سيكون تجميليا جدا لكنه سيكون أقل مما يطلب».
ويطلب الأميركيون خفض العجز التجاري مع الصين لكن أيضا تغييرات «هيكلية» مثل وقف النقل المفروض للتكنولوجيا واحترام حقوق المؤلف الفكرية وإنهاء القرصنة المعلوماتية وإزالة الحواجز غير الجمركية.
ويتوقع أن تعرض الصين «شراء المزيد من المنتجات الأميركية» على غرار الصويا «الأمر الذي يسر بالتأكيد الرئيس ترامب، بحسب المحلل دولار.
وأثرت رسوم المعاملة بالمثل العقابية الصينية بشدة على الزراعات الأميركية. وبحسب بولمبيرغ نيوز فقد اقترح الصينيون زيادة مشترياتهم الزراعية بـ 30 مليار دولار.
وقال وزير الزراعة الأميركي سوني بيرديو لدى سؤاله بهذا الشأن إنه «من المبكر» الخوض في مثل هذه المعلومات طالما لم يتم التوصل إلى «اتفاق كبير».
وقال يوم الخميس في مؤتمر تجاري منفصل عن المفاوضات «بكل تأكيد المشكلة الكبرى هي الإصلاحات الهيكلية المتعلقة بحماية حقوق الملكية الفكرية وتطبيق إجراءاتها».
وأضاف «أعتقد انه إذا تمكنّا من الحصول على تطمينات بأن الصين تأخذ على محمل الجد مسألة الملكية الفكرية فسيكون بإمكاننا النظر في إنعاش المبادلات الزراعية بين البلدين». وبشأن الإصلاحات المطلوبة بشأن الشراكات الأجنبية، قال المحلل دولار إنه من المتوقع تقديم قانون جديد حول الاستثمارات الأجنبية في الصين في الدورة القادمة للبرلمان الصيني التي تبدأ في الخامس من مارس مضيفا «لكن سيكون من الصعب على الولايات المتحدة بعد ذلك المطالبة بالمزيد» وخصوصا لمراقبة تنفيذ هذه التغييرات العميقة.

الاستثمارات الأجنبية
بيد أن هذا الخبير الاقتصادي أوضح أنه من المتوقع تقديم قانون جديد حول الاستثمارات الأجنبية في الصين في الدورة القادمة للبرلمان الصيني التي تبدأ في الخامس من مارس. وأضاف أنه باستثناء ذلك «سيكون من الصعب، صراحة، التفكير في إجراءات للتثبت من التطبيق».
من جهته، يرى المحلل وليام رينش أن واشنطن تريد الحفاظ على «إمكانية أن تبادر من جانب واحد لإعادة فرض الرسوم العالية ولا اعتقد أنه بإمكان الصينيين القيام بكل ما يطلب منهم».
ويرى ديفيد دولار أيضاً أن الولايات المتحدة تريد أن تبقى على «تهديد الرسوم الجمركية» لكن ذلك ينذر بإطالة أجواء «الشك بين أوساط الأعمال».
وفي حال تم التوصل إلى اتفاق لوحت الإدارة الأميركية إلى اجتماع الرئيسين الصيني والأميركي في الأسابيع القريبة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©