الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أسبوع صعب للأسواق العالمية

أسبوع صعب للأسواق العالمية
29 فبراير 2020 00:06

باريس (أ ف ب)

سيطر الخوف على الأسواق المالية في العالم فتراجعت البورصات الأوروبية منذ بدء التداولات أمس في ظل المخاوف من تبعات انتشار فيروس كورونا المستجدّ على الاقتصاد العالمي.
وتعد الخسائر التي تكبّدتها الأسهم الأوروبية منذ الجمعة الماضي بنسبة 12 إلى 13%، هي الأكبر منذ الأزمة المالية في 2008-2009 عندما دخل الاقتصاد العالمي مرحلة ركود.
وتقول الخبيرة الاقتصادية فيرونيك ريش-فلوريس في مذكرة «في سياق مبالغة في تقدير قيمة الأسواق، ما كان يمكن أن نخشاه الأسبوع الماضي لم يتأخر في أن يحدث.. موجة الصدمة المالية التي نشأت جراء تفشي فيروس كورونا المستجدّ خارج الحدود الصينية في الأيام الأخيرة، اتّسمت بعنف نادر إلى حدّ إعطاء بعد جديد لهذه الأزمة».
وتضيف «في الظروف الحالية، سيكون للبعد الجديد للأزمة المالية إذا طال أمدها، تبعات قد تسبب أضراراً أكبر من أضرار وباء كوفيد-19». وبعد تدهور وول ستريت الخميس، ظهر التراجع في الأسواق الآسيوية، فتراجع مؤشرا طوكيو وشنغهاي بنحو 4% فيما سجّل مؤشر شينزن انخفاضاً بنحو 5%. وكانت الخسائر محدودة أكثر في هونج كونج التي أغلقت على تراجع بنسبة 2.42%. وتوضح ريش-فلوريس أن «تسارع التراجع المسجل في المؤشرات الأميركية لا يبشّر بالخير للأسواق المالية العالمية التي تشهد خلال جلسات التراجع المتتالية، ابتعاد فرص حصول انتعاش ونمو».
وفي الواقع، لم تسلم الأسواق الأوروبية إذ إنها سجّلت تراجعاً يفوق نسبة 3% عند افتتاح جلساتها قبل أن تسجّل مزيداً من الانخفاض.
ويرى الخبير الاستراتيجي تانجي لوليبو من شركة «أوريل بي جي سي» المالية أن ذلك يعود «إلى القضاء بشكل شبه كامل على الحركة التصاعدية منذ الصيف الماضي، كل ذلك في أسبوع واحد فقط».
نحو صدمة كبرى!
وبحسب ريش-فلوريس، فإن البورصات «تتجاوز الواحدة تلو الأخرى العتبات الحساسة التي ترفع مخاطر التوجه نحو التراجع وبحكم الأمر الواقع احتمال حصول صدمة اقتصادية كبرى».
وتضيف «في هذه المرحلة، لا يزال الخطر كبيراً لأن الوباء مستمر في التفشي مهدداً عدداً متزايداً من المناطق في جميع أنحاء العالم بما فيها الولايات المتحدة من الآن فصاعداً».
وإذا كانت الصين حتى وقت قريب البؤرة الوحيدة في العالم للفيروس، فإن الخطر تضاعف مع ظهور إصابات في دول باتت تُعتبر مصدراً جديداً للمرض هي كوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا. وأُعلن عن أول إصابات في هولندا ونيجيريا ونيوزيلندا.
وأكد مدير عام منظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن الفيروس بلغ «نقطة حاسمة» عالمياً، مشيراً إلى أنه خلال اليومين الماضيين فاق العدد اليومي للإصابات الجديدة في العالم نظيره في الصين حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى من ديسمبر.
ويرى محللون عدة أن خطورة الوباء على الصحة في حدّ ذاتها أقل ما يُقلق مقابل التدابير المتخذة لاحتوائه، التي ستُسبب أضراراً بالنسبة للاقتصاد العالمي.
وتقول ريش-فلوريس «لا أحد يقدر على التنبؤ بمسار الوباء في مواجهة سرعة تفشيه، وتحسّن الوضع في الصين يمرّ مرور الكرام رغم عودة الوضع إلى طبيعته بشكل تدريجي».
ويتابع لوليبو «لا يمكن التنبؤ إطلاقاً بالتأثيرات الاقتصادية، هذا ما يؤدي إلى تدهور البورصات العالمية».
وسجّلت السندات الألمانية لعشر سنوات التي تُعتبر مرجعاً في السوق الأوروبية تراجعاً بنسبة 0.62% واقتربت بذلك من أدنى مستوياتها التاريخية الصيف الماضي، فيما تراجعت السندات الأميركية للفترة نفسها بنسبة 1.18%.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©