الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

السويدي: الإخوان سرقوا عمري

السويدي: الإخوان سرقوا عمري
9 مارس 2019 02:12

أبوظبي (الاتحاد)

أكد عبدالرحمن بن صبيح السويدي المتهم في قضية التنظيم السري في دولة الإمارات، وصاحب كتاب (كبنجارا.. قصتي مع تنظيم الإخوان المسلمين) الصادر عن مداد للنشر والتوزيع عام 2018، والذي وثق فيه تآمر تنظيم الإخوان على دولة الإمارات، وقدم فيه حقائق واعترافات عديدة يعادي فيها التنظيم السري، أكد أن تنظيم الإخوان المسلمين يروج للأحلام الواهية والشعارات الزائفة، ويطرحها للتغرير بالشباب بشكل عام. وقال: إن «التنظيم استقطبه بادعاء صقل مهارته، ورعاية مواهبه عبر أنشطتهم في جمعية الإصلاح وغيرها»، ليكتشف في النهاية أنه سُرق عمره، وأنه اتخذ قراراً خاطئاً في مقتبل حياته، وأنه كان يسير في الاتجاه الخاطئ.

واستعرض السويدي، في لقاء خاص بثته القنوات الفضائية الإماراتية، أساليب التنظيم في التغرير بالشباب واجتذابهم، ورسالته لهم لتجنب ذلك، بقوله: يتاح لكل شباب الدولة العديد من النشاطات التطوعية في المدارس والمصالح الحكومية لخدمة المجتمع وخدمة نفسه، حيث تضم الدولة قرابة 300 مؤسسة أو تزيد، فليس بالضرورة أن تخرج الطاقة في مكان مخفي أو مكان بعيد عن الجوانب الرسمية، مشيرا بذلك إلى المؤسسات والتنظيمات غير الشرعية التي تعمل على استقطاب الشباب بأساليب تدريجية، محببة في البداية وذات نهايات مهلكة». ودعا الشباب إلى سؤال أنفسهم قبل التورط مع مثل هذه التنظيمات: هل هي قانونية وشرعية تعمل من خلال الدولة؟ وهل هي جهات يعرفها الناس والمجتمع، أم أنها شيء غريب وشاذ غير معروف؟ وأظن أن قانونية الأعمال ومشروعيتها واعتراف المجتمع بها هو الفيصل في كل ذلك.


أساليب شيطانية
ووصف الأساليب الشيطانية، التي يتبعها التنظيم في تجنيد الشباب، بأن ظاهرها جميل ومرتب وحضاري، ويشرح ذلك بقوله: هم ينتهجون أساليب جاذبة ومحببة للشباب، من خلال الاهتمام بمواهبهم، ومدح قدراتهم ومهاراتهم في الألعاب وغيرها من الهوايات. ويحذر السويدي من كلام المديح الذي يبثه التنظيم في آذان الشباب، مؤكداً أن ذلك تستتبعه خطوات أخرى يدخلون فيها الشباب في مجالات مختلفة، رياضية ورحلات داخلية وخارجية، كما يدخلونهم في مسابقات، لافتاً إلى أن الأساليب تمتد لرغبات أولياء الأمور مثل تحفيظ القرآن أو رحلات أو فرق كشافة أو ما إلى ذلك، كلها أشياء تجذب الشباب بطريقة ممتازة إلى مكان خطأ.

الطريق إلى السجن
ويشرح السويدي، أسباب اختياره كلمة «كبنجارا» عنواناً لكتابه عن التنظيم، بقوله: هذه الكلمة بالنسبة لي هي التي غيرت حياتي بالكامل. تتكون الكلمة من جزئين «ك» وتعني بالإندونيسية «إلى» و «بنجارا» وتعني السجن، وأنا عندي إلمام بهذه اللغة، وعندما كنت موقوفاً في إندونيسيا بسبب مخالفة تتعلق بالهجرة، وإصدار بطاقة مزورة، أمر ضابط التحقيق الشرطي الواقف بالقول «كابنجارا» يعني خذه إلى السجن. أول مرة أسجن بحياتي، وأول مرة أقع في مخالفة، وأول مرة أدخل إلى ما وراء أسوار السجن، بعد هذا الموقف بدأت أغير حسابات كثيرة جداً، وظننت أن هذه الكلمة هي التي فعلاً ستغطي موضوع الكتاب. لأن بسببها حصل التحول في حياتي، ويمكن اعتبارها المفتاح الذي غير حياتي.. فبعد أن كنت مسالما وغير مخالف، تحولت فجأة لشخص مخالف وأواجه عقوبات متدرجة داخل وخارج الدولة. ونتيجة لهذا التغيير صدر هذا الكتاب.
وعزا مؤلف «كبنجارا» رواج مبيعات الكتاب لأكثر من 20 ألف نسخة خلال معرض الشارقة للكتاب لكون مادة الكتاب ليست مادة نظرية، هي تطبيق عملي لتنظير التنظيم تم إسقاطه على يد شخصه المتواضع. ويقول: عندما تطبق مبادئ هذا التنظيم السري المصنف تصنيفاً إرهابياً على شخص من الأشخاص تخرج بنتيجة هذا الكتاب، الذي يعتبر نتيجة للتزاوج بين شخص طبيعي مواطن شاب في فترة عمره الماضية وجد نفسه داخل أروقة هذا التنظيم، ما يعني ممارسة عملية وليس تنظيراً لوقائع. وإني أجعل من نفسي عبرة للآخرين، وأستشعر الأجر من الله سبحانه وتعالى حتى لا يقعوا في مثل هذا الأمر.
ونفى السويدي توقعه بأن تصل مبيعات كتابه الذي يكشف فيه مساوئ التنظيم السري للإخوان لهذا القدر، معزياً الأمر برغبة الجمهور والناس، خاصة الشباب، في معرفة تفاصيل وخبايا التنظيم، وإلى ما انتهت قصة المؤلف معه.

قطر دولة «التسويغ»
وعن كواليس المؤتمر التنسيقي الذي احتضنته قطر وجمعت فيه الجمعيات الخليجية التابعة للتنظيم لإيجاد مظلة قانونية تحمي الأعمال التنظيمية المرتبطة بالأموال منذ التسعينيات، يقول السويدي: هناك اتصالات كثيرة بين التنظيمات المختلفة في دول الخليج وغير دول الخليج سواء كانت جمعيات مانحة تجمع تبرعات أو جمعيات منفذة تقوم بتنفيذ المشروعات وتوزيع المبالغ على المحتاجين في دول الخليج أو غير دول الخليج. كان هناك تأزم في الاتصالات لأن جزءاً من هذه الكيانات غير رسمية والجزء الرسمي أحياناً يكون بعضه معلن وبعضه غير معلن فتحصل على لافتة لممارسة أعمالها غير القانونية تحتها. وبحصول اجتماع الدوحة في التسعينيات فإنهم أوجدوا مسوغاً ومبرراً لهذه الاتصالات التي كانت تحدث في الخفاء لكيانات معزولة وغير شرعية لمؤتمر دولي ترعاه «دولة» وشاركت فيه كل المنظمات التي لم يكن لها ترخيص قانوني. وخرج المؤتمر بأشخاص كلفوا بإنشاء جمعيات خيرية في بعض دول الخليج التي لم تكن بها جمعيات من قبل، بدعوى أنها تقوم بالعمل الخيري. ومن هنا بدأ نشاط واتصالات تلك الجمعيات بمنظمات خارجية وحصولها على عضويات بمنظمات وهيئات تابعة للشؤون الثقافية والاجتماعية بالأمم المتحدة. وعبر هذا الاجتماع تحولت الممارسات التي كانت تتم في الخفاء إلى ممارسات علنية، ما أبعد عنها الشبهات وأبعدها عن أعين الجهات الرقابية.

محاور«كبنجارا»
وحدد السويدي أبرز محاور كتابه «كبنجارا» التي يجب الانتباه إليها بقوله: أهم شيء يمكن أن نركز عليه بالكتاب هو الأمور التي ينبني عليها قرار العمل عند الشباب، فما أريده من كتابي أن نقول للشباب الموجودين هنا، والذين شاركوا بحسن نية أو بغير قصد ودخلوا بعلاقات مع أعضاء للتنظيم السري والمصنف تصنيفاً إرهابياً، إن عليكم أن تراجعوا حساباتكم، لقد حصلت محاكمات قانونية وواضحة وأشخاص تم إدانتهم وآخرون تمت تبرئتهم، والآن بعد وضوح الحقائق وحصول الفرز القانوني، على الشباب أن يستفيدوا من طاقاتهم عبر المحاضن التربوية والتطوعية الرسمية، وهناك ما يزيد عن ثلاثمائة جمعية ذات نفع عام في الدولة، بخلاف المؤسسات التابعة للقطاع الخاص، بدلا من الرجوع لعهود الظلام والضباب التي تتبناها مثل هذه التنظيمات الظلامية.
أما أبرز محطات الكتاب، فحددها المؤلف بمراحل الطفولة في الستينيات والسبعينيات، ثم مرحلة اهتمامه بممارسة الرياضة، تلك التي استغلها التنظيم في استقطابه من خلالها، حيث يتم جذب أصحاب المواهب والثناء على أدائهم.. ومن ثم توظيف الطاقات في ممارسات أخطر وأبعد من ذلك. ويقول: في مرحلة لاحقة تعرفنا على أشخاص كنا نظن أنهم يمارسون أعمالاً خيرية لكن تبين أنهم مصنفون كإرهابيين مثل عبد الله عزام، وتميم العدناني، وزاهد الشيخ، كما تبين لنا أن مسميات مثل جمعيات الإصلاح ليست سوى القشرة الخارجية للمسمى، فيما نشاطاتها الحقيقية تتبع التنظيم العالمي، وتخدم الأجندات العالمية.

نصائح للشباب
حدد السويدي أهم نصائحه التي أوردها في نهاية كتابه بضرورة تعامل الشباب مع الجمعيات والمؤسسات الرسمية القانونية، وعليه أيضاً أن يفرق بين ما هو قانوني وشرعي، وغير ذلك من الجمعيات والمؤسسات، كما شدد على أن بيعتنا وولاءنا لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة شرعاً وقانوناً.
وروى كيف أن ذويه فوجئوا به عند عودته لهم سالماً معافى بعد أن صوره لهم أعضاء التنظيم من داخل وخارج الدولة في صور مشوهة بأن يديه قطعتا وأنه اختطف من مجهولين، خاصة وأنهم لم يتمكنوا من الحصول على نسخة من كتابه عن التنظيم السري، ناصحاً بعدم الانجرار وراء ما يشاع عن المحكومين في الدولة، مؤكداً أنه كان يلقى المعاملة الطيبة والرعاية الصحية، وهو ما كان متاحاً له وغيره من الموقوفين، داعياً إلى عدم الاعتداد بما يثار بين الحين والآخر عن الدولة، التي يعرف القاصي والداني ممارساتها الحضارية والإنسانية داخلياً وخارجياً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©