الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قايدنا جديد محمد بن راشد في حب محمد بن زايد

قايدنا جديد محمد بن راشد في حب محمد بن زايد
12 مارس 2020 01:16

محمد عبد السميع (الشارقة)

تزهر صورة الربيع الذي يسبق الربيع، كما يعلو السور الذي يشكل حصناً منيعاً للبلاد، من منظور القصيدة الرائعة التي خطّتها يمين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وهو يعلن أنّ يوم ميلاد صاحب السّمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هو يومٌ فيه تتجدد البيعة ويتعاضد خلاله الشعب وجميع المحبين في بناء الدولة.
ففي القصيدة الهادرة والقويّة لنا أن تبيّن جماليّة القائد المغرم دائماً بتحقيق المعالي والصعاب من الأمور، ولنا أن نُعجب الإعجاب كلّه بالممدوح «بوخالد»، صاحب المناسبة، الذي لا تفيه الأشعار حقه؛ فهو العظيم ورفيع القدر، والذي يسير الشعب معه وفي ظلّه في كلّ الأمور، وهي صورة قويّة تؤكّد الثقة الكبيرة بالقائد الذي يعتصم به الوطن، ولا يمكن للأشعار أن تفيه حقه، في مدحه وفي استذكار مواقفه المشرّفة على الدوام.
يبتدئ صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالتهنئة للقائد الهمام، المطاع، فرحاً وسعيداً وهو ينوب عن الجميع في نقل هذا الفرح، بحلول اليوم الميمون، الذي يتزامن مع حلول الربيع، بل يسبقه، ولنا أن نقرأ جمال صورة «الربيع» بمعناه المزهر الذي ينتظره الناس؛ وهذا التعبير بحدّ ذاته هو مرآة لحالة الهناء التي تعمّ الدولة، وهو أيضاً يدلّ على براعة توظيف البيت في خدمة المعنى وتأكيده؛ إذ يحيلنا إلى فصول «الخريف» التي تعاني منها دول عديدة على المستوى السياسي، إذ يحتمل البناء القوي للبيت هذا المعنى إن نحن قارنا بين فصول البلدان من منظور سياسي.
في القصيدة، لا يمكن للقائد «بوخالد» أن يسير إلا إلى الأمام، وهو تعبيرٌ أيضاً قوي يضاف إلى ما في القصيدة من مفاجآت انسابت عبر قلم صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وهو تتدفق بين يديه الكلمات مثل الأنهار، نظراً لمقدرته العالية على النفاذ إلى بليغ الصور وفنون الإبداع، فالممدوح هو الذي يستطيع ولا يستطيع غيره، وتلك صفة عظيمة لـ «بوخالد» المتبوع في السلم والحرب؛ لأنّ كلّ قراراته صائبة، حيث ظهرت قيمتها في المواقف الصعبة والأمور العصيبة في المنطقة والإقليم وفي العالم، ولذلك فإنّ الصورة السابقة تؤكّد هذا المعنى: «وكلّنا خلفك وفي أمرك جميع»، كما تظهر صورة «السّد المنيع» الدّالة على البناء العالي الذي لا يمكن أن تنال منه كلّ المكائد التي تتكسّر على يد هذا السور والسّد، وهما صورتان قويتان تلهمان الشجاعة وتجعلان الجميع على ثقة عالية بهذا القائد الهمام.
أمّا صورة «لك غرامٍ بالمعالي واهتمام»، فصورة ثرية جداً؛ إذ نقف على العلاقة المتينة والرابط القوي بين المعالي وصاحب السّمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فهي علاقة غرام وحب لا ينفصل أيّ طرف منهما عن الآخر، ولذلك تبدو براعة صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد بتأكيده هذا بأنّ كلّ الشعر الجزيل لن يقف على ما يحققه «بوخالد» من مجد يُضاف إلى المجد التليد الذي حققه «الشيخ زايد» رحمه الله: «لكنْ نحاول قدر ما نستطيع».
وتأتي أيضاً الصورة القويّة التالية، والتي ترسم العلاقة أيضاً بين العِظام من الأمور والعِظام من البشر، فهي علاقة مميزة تدل على أنّ العسيرات من الأمور لا يمكن أن يحلّها غير الكبار الذين يمتلكون الحكمة والفروسيّة وكلّ مقومات القيادة: «والعظايم ما لها غير العظام»، ولعلّ هذا البيت القوي لا يماثله إلا قول الشاعر المتنبي الذي قال: «على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ.. وتأتي على قدر الكرام المكارمُ»، ويبلغ التأكيد على هذا المعنى حدّه الأعلى عند صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد حين يكمل البيت بقوله: «يا رفيعٍ من رفيعٍ من رفيعْ»، وتلك قمّة المدح في مدح الأصل الطيّب والرفيع والنسب الواضح الشريف، أمّا البيت المعجز، فهو التالي: «ساس مجد وساس جِد وسين لام.. للمعادي يخِر من إسمك صريع»، فهو في منتصف الدفقات الشعريّة التي بلغت عنفوانها الأعلى في هذا النسب والمحتد الكريم، أما صورة العدو الذي يسقط صريعاً بمجرد أن يُذكر اسم «بوخالد» أمامه، فهي صورة قويّة تثير خوف المناوئ العاجز دائماً عن اللحاق بهذا الطود الضارب في نسبه وعزّته وسؤدده في بطون التاريخ.
إنّ الصورة البهية والجميلة التي ينسجها صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد تبدو في الأبيات التالية شديدة التأثير، من حيث تفرّد شخصيّة صاحب السّمو الشيخ محمد بن زايد: «ما استوى مثلك ولا مثلك يرام.. أوحد الدنيا ولي شيخ وربيع»، فيندر أن يشابه القائد أحد أو تماثله في صفاته شخصيّة، أما التزام المادح تجاه الممدوح فهو كما يقول صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد ليس التزاماً بالمعنى العادي للالتزام، بل هو التزام المحبّة التي تحمل «الغلا» في قلب لا يمكن إلا أن يحمل المودّة تجاه صاحب المناسبة حفظه الله.
إنّ هذا الالتزام مبني على العلاقة الوطيدة بين الشخصيتين: المادح والممدوح، فصاحب السّمو الشيخ محمد بن زايد هو أخٌ لصاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد، وهو صديقه أيضاً، وهو ابن خاله كذلك، وعلاوةً على ذلك هو الزعيم- وهي صورة المحبة والطاعة والولاء- وإضافةً إلى كلّ هذا فالوطن يعتصم بـ «بوخالد»- بما في الصورة من جمال- فهو السور والحصن، ولذلك فإنّ خاتمة القصيدة هي في الدعاء إلى الله أن يبقى العزّ دائماً حليفاً للممدوح صاحب السّمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©