السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

ابتكار مشروع لاستدامة أشجار الغاف والسمر

ابتكار مشروع لاستدامة أشجار الغاف والسمر
23 مارس 2019 01:34

أزهار البياتي (الشارقة)

مجموعة من الفتيات الإماراتيات الواعدات، من طالبات العلم والمعرفة، يبتكرن مشروعاً بيئياً هادفاً، انطلاقاً من أهمية المحافظة على مقدرات البيئة وما تحتويه من عناصر تحمي الغطاء النباتي الذي يثري أرض الإمارات الطيبة، من الأشجار المحليّة كشجر الغاف والسمر، والتي أوصانا بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي أكد على أهميتها وضروريتها لحيوية التنّوع الطبيعي والبيئي، بجانب ارتباطها بتاريخ الإمارات ومورثها الإنساني والشعبي.
وفق هذا النهج التنموي الذي يدعم الاستدامة البيئية ويعالج مشكلات انحصار الأشجار والنباتات الطبيعية والمميّزة محلياً، جاء مشروع طالبات قسم العلوم لمدرسة الرسالة الأميركية في الشارقة كإضافة إيجابية تسهم في إذكاء الحملات التوعوية التي تحث فئات المجتمع كافة، على تبني الثقافة البيئية.

روح الفريق
تشير الطالبة هند الهرمودي، أحد العناصر المساهمة في مشروع الاستدامة في المدرسة، قائلة: «اشتركت مع مجموعة من زميلاتي المتفوقات في مادة العلوم، بابتكار مشروع يختص بمعالجة تناقص وانحصار زراعة أشجار السمر والغاف، بفعل عوامل ومسببات مختلفة منها بشرية وأخرى مناخية وبيئية، مما ينذر بالمخاطر التي تحدق بهذه النوعيات النباتية الهامة، التي تميّز التكوين الطبيعي لصحراء الإمارات، وتنسجم مع منظومة تضاريسه وأجوائه الحارة والجافة في معظم شهور السنة، عاملين معاً بروح الفريق وموزعين مهمات مشروعنا البيئي بين أفراد المجموعة، بحثاً ودراسة وتمحيصاً، بحيث نقف على أسباب مشكلة تراجع أعداد هذه الأشجار، وكيفية معالجتها وحمايتها من خطر الانقراض».

قلة الوعي
وتتابع زميلتها شيخة الحمادي شرح أهم عوامل انحسار شجر السمر والغاف، فتقول: «هنالك أسباب عدة تسهم في تراجع أعداد هذه الأشجار الصحراوية على وجه الخصوص، من أهمها قلة الوعي المجتمعي بأهميتها ودورها الريادي في استمرار دورة ديمومة الحياة في البيئة المحلية، كونها تعتبر من أهم الأشجار التي ترمز للارتباط الوثيق بين الإنسان الإماراتي وأرضه، بما توفره من ظلال وغذاء وفوائد جمة، ويمكنها العيش في ظروف مناخية قاسية عند انخفاض منسوب الأمطار متحملة نسب الجفاف العالية لمدة عام كامل، بالإضافة إلى امتداد عروق جذورها إلى أعماق باطن التربة الرملية بحثاً عن مصادر المياه، مما يجعلها مثالية التناغم والانسجام مع طبيعة أرضنا الصحراوية ومناخها الجاف».
وتضيف الحمادي أن للسلوكيات السلبية دورا في انحسار كل من السدر والسمر والغاف وخلافه، بسبب قطع جذوع وأغصان هذه الأشجار واستخدامها كحطب ووقود للتدفئة في البر، كما أن هناك أسباباً بيئية وطبيعية أخرى تحيط بأسباب تراجع هذه النوعيات، من أبرزها كثرة تواجد شجرة «الغويف»، والتي عادة ما تجاور الغاف وتستولي على نسبة كبيرة من مصادر مياهها».

«بنك الجينات»
وعن أهم عناصر مشروع الاستدامة تقول الطالبة شما الكتبي «أطلقنا على مشروعنا عنوان (Gene Bank)، أي «بنك الجينات»، فكما هو معروف أن كل الكائنات الحية تحتوي على جينات خاصة بها، ونحن وفي سبيل المحافظة على نوعية هذه الأشجار الصحراوية، أخذنا عينات من كل شجرة وجمعنا جيناتها والمادة الوراثية التي تميّزها، بحيث تخّزن هذه الجينات وتحفظ وفق أساليب علمية وتقنية متطورة وبالتعاون مع الجهات المختصة في هذا المجال، مما يمنحنا فرصة كبيرة لإعادة الاستفادة منها وزرعها مستقبلا، مساهمين في زيادة نسب تواجدها في مناطق بيئية تلائمها».
وتكمل الكتبي: «كما ابتكر قسم العلوم التابع للمدرسة أيضاً مشروعاً آخر يطرح حل لمشكلة تراجع أعداد السمر والغاف، ولكن بطريقة مميزة ومبتكرة، جاء تحت اسم (Barcode)، حيث يكون للشجر حسب الأنواع والمناطق والمحميات رموز خاصة بها، تحتوي على أجهزة استشعار اللمس متصلة بالجهات المسؤولة والمعنية، مرسلة إشارات في حالة تعرضها لأي ضرر، مما يسهل على الجهات المختصة بحماية البيئة الإسراع في تحديد المنطقة المتضررة وحمايتها».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©