السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

"مهرجان أم الإمارات".. قيم تراثية بقالب عصري

"مهرجان أم الإمارات".. قيم تراثية بقالب عصري
23 مارس 2019 01:34

نسرين درزي (أبوظبي)

يختتم اليوم السبت «مهرجان أم الإمارات» بدورته الرابعة على كورنيش أبوظبي عند منطقة «عالبحر»، والذي شهد على مدى أسبوعين باقة من الفعاليات الخاصة التي تترجم رؤية وعطاء سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
وعبر الزوار من مختلف الجنسيات عن اهتمامهم بالفقرات المتنوعة التي يقدمها المهرجان بما فيها تلك التي أضاءت على «عام التسامح» ومظاهر التنمية والتقدم في الدولة. وأبدى الجميع ارتياحهم للأجواء المتفردة التي تميز بها المهرجان وتم تقديمها في قالب حيوي وعصري يرتكز على القيم الراسخة لشعب الإمارات. وشكل المسرح الرئيسي الوجهة الأكثر استقطاباً للجمهور، حيث يستضيف مساء اليوم أوبريت «لزايد سلام»، وكان استضاف على مدى الأيام الماضية نخبة من الأمسيات الموسيقية بينها حفل الفنان رابح صقر وعروض فرقة «ميامي» والـ«دي جي» الهولندي العالمي نيكي روميرو.

أنشطة رقمية
المتجول في أرجاء «مهرجان أم الإمارات»، ما بين مناطق السعادة والتقدم، والسوق والمطاعم، والأولمبياد الخاص يلاحظ الاهتمام المتزايد للكبار والصغار في قضاء وقت مفعم بالأنشطة ضمن الأجواء المفتوحة على الهواء الطلق. والبداية كانت من منطقة «التقدم» والتي تضمنت مجموعة واسعة من الألعاب العلمية والرقمية بينها 3 تجارب جديدة، هي: ألعاب تحدي الليزر، ورحلات «ترانسبورتا» وعروض «غاستروبيتس».
وذكر سمير ياسين الذي كان برفقة ولديه أنه شخصياً تحمس للمشاركة بالألعاب الإلكترونية المخصصة للأطفال لتشجيعهم على المنافسات الحرة المرتبطة بالذكاء والقدرة على التركيز. وقال إن هذا النوع من الأنشطة الرقمية تلامس متطلبات العصر بما يخدم اهتمامات الجيل الجديد، مشيراً إلى أن المهرجان عرض لهذه الفقرات بأسلوب مشوق ومتجدد، وأكثر ما لفت نظره تقسيم أجنحة اللعب بما يتيح للجميع تشجيع المتبارين مما أضاف إلى المنافسات طاقة إيجابية والمزيد من الروح الرياضية.

متعة الصغار في التلوين والتصميم

تعليم تفاعلي
وتحدث يوسف الخاجة (15 عاماً)، عن إعجابه برحلات «ترانسبورتا» التي تدعو الزوار إلى الانطلاق في رحلة نحو عالم الميكانيكا المذهل، وأوضح أنه خاض هذه التجربة للمرة الأولى بعدما سمع عنها من قبل أصدقائه في المدرسة، وتعتمد هذه التجربة على التعليم التفاعلي باستخدام الفنون الرقمية والوسائط المتعددة من خلال غرف مظلمة في كل منها يختبر الزائر تطبيقاً مختلفاً عن علاقة الصوت والشكل وسواها من التطبيقات العلمية.
وقال إن هذه اللعبة مميزة، فهي تمنح الشخص شعوراً جميلاً باستكشاف عوالم أخرى لا تتوافر دائماً في الحياة اليومية، ومن الجميل أن يتضمنها حدث وطني ضخم مثل «مهرجان أم الإمارات» الذي يسعى سنوياً إلى تقديم كل جديد لتثقيف الجمهور بمواد تراثية وعصرية لا تتوافر على هذا النحو في أي فعالية جماهيرية أخرى.

مفهوم التسامح
وأورد السائح فيليب دوبوا أنه زار مسرح «غاستروبيتس»، واستمتع بمشاهدة مجموعة متنوعة من العروض التي قدمها فنانون مقيمون في الإمارات من مختلف الجنسيات. وقال إنه لمس خلالها الكثير من مفاهيم التسامح التي يتميز بها مجتمع الإمارات باحتضانه فئات كبيرة من المقيمين القادمين إليه من مختلف بقاع الأرض. وأشار إلى أن عروض رقصات الشارع أعجبته وكذلك الحركات البهلوانية والعزف على آلات موسيقية جديدة غير متداولة كثيراً في أوساط الجيل الحالي، وهذه اللوحات الفنية متعددة الجنسيات تظهر التعايش الذي تنعم به البلاد، بحيث يظهر «مهرجان أم الإمارات» أن المشاركات فيه تشمل الجميع ولا تقتصر على فئة عمرية محددة، وإنما يعد عنواناً سنوياً للتعرف إلى كل جديد.

المهرجان ملتقى عائلي بامتياز

شاشات كبيرة
وقال عمار إدريس الذي كان منشغلاً في تصوير ولده جالساً أمام إحدى الشاشات الإلكترونية، إن أهم ما في المهرجان تركيزه على أهمية اللعب بتوازن وأن للألعاب الرقمية إيجابية معينة طالما أنها لا تتعدى المنافسة الذكية وحسب، ومما أعجبه استضافة المهرجان لمسابقات إلكترونية مع لاعبين محترفين، وهذا ما لم يحدث من قبل، معتبراً أن هذا الأمر يدل على ضرورة توضيح الدافع الأساسي من وراء أي لعبة إلكترونية وأن الأمر لا يصبح خطيراً إلا إذا تعدى الوقت المحدد للعب في الأسبوع.
وأشار ابنه محمود (12 عاماً) إلى أنه من عشاق لعبة «فورت نايت» التي يتم تقديمها يومياً في المهرجان في قالب تنافسي. وذكر أنه من الجميل عرضها على شاشات كبيرة حتى يتمكن الحضور من مشاهدة التمايز بين اللاعبين وشدة الملاحظة التي ينعمون بها، ومع أن الحظ لم يحالفه في الفوز بالنهائيات ضمن منافسات «الفورت نايت» إلا أنه كان سعيداً بالمشاركة وشعر بروح التحدي مما أوجد بداخله إحساساً بالرضا والثقة بالنفس.

أشهى الأطباق
وبالوصول إلى منطقة «السعادة» التي تستضيف مجموعة متنوعة من الفقرات العائلية المناسبة لمختلف الأعمار أظهر الأهالي والأبناء تجاوباً واضحاً مع الأجواء الترفيهية المريحة التي توفرها، حيث تحدثت علياء النويس عن ألعاب «آرت زوو» ضمن الحديقة النطاطية الأكبر من نوعها والتي تزور أبوظبي للمرة الأولى. وذكرت أن أطفالها يطلبون المجيء يومياً إلى المهرجان للاستمتاع بفقراته بدءاً من الألعاب الإلكترونية إلى فقرات الحركة والعروض التنافسية. وقالت إن المهرجان حرص على تقديم محتوى مختلف وألعاب جديدة تتسم بطابع عائلي يناسب الكبار والصغار.
وقالت منى النعيمي إنها أعجبت بمنطقة «غاستروبيتس» التي تضمنت جلسات مفتوحة على الهواء الطلق، حيث أقيمت المعزوفات الحية من مختلف الثقافات العربية والأجنبية. وذكرت أن تنوع المطابخ التي تقدم أشهى الأطباق في المهرجان، تؤكد حرص الإدارة المنظمة على مفهوم التعايش واختلاط عادات الشعوب التي أكثر ما تكون واضحة في أسلوب تحضير الطعام المالح والحلو.

فعاليات مشوقة تجذب جميع الأعمار

نموذج إماراتي
يرسخ «مهرجان أم الإمارات» مكانة المدينة على المستوى العالمي، ويقوي روابط المجتمع ويحتفي بالقيم النبيلة ويقدم تجربة متكاملة تضيئ على النموذج الإماراتي في التعايش السلمي وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات.
وتضمن مهرجان أم الإمارات في دورته الحالية منطقة الأولمبياد الخاص التي استضافتها العاصمة أبوظبي للمرة الأولى، وشملت مجموعة من الفقرات الحية التي شارك فيها متخصصون ولاعبون في مختلف المجالات والرياضات التنافسية.

ألعاب نارية
قالت أمينة عبدالرحمن، إنها أعجبت جداً بمسابقة الألعاب النارية التي شاركت فيها فرق من 4 قارات، مشيرة إلى استمتاعها بالأجواء الترفيهية المشوقة التي زينت سماء الكورنيش بالكثير من ملامح السعادة والفرح. واعتبرت أن المهرجان الذي ينتظره كثيرون على كورنيش أبوظبي عاماً بعد عام، تحول إلى عنوان للاستكشاف والانفتاح على الآخر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©