الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

"الأيام" في ميزان الجَمْعان

"الأيام" في ميزان الجَمْعان
23 مارس 2019 01:35

عصام أبو القاسم (الشارقة)

حظيت أيام الشارقة المسرحية، خلال مسيرتها، بجهود بحثية متنوعة، أرخت عروضها وندواتها وتأثيراتها الثقافية والاجتماعية، بيد أن البحث الذي أنجزه السعودي سامي الجمعان، حول التظاهرة خلال ربع قرن، بدا جديداً بتوجهه إلى تحليل خطاب المهرجان استناداً إلى النصوص التي ارتكزت عليها عروضه، مستثمراً المادة التاريخية والتوثيقية التي عثر عليها ضمن إصدارات عديدة نشرت في وقت سابق لا سيما من دائرة الثقافة في الشارقة، مثل الإصدار الموسوم بـ «ذاكرة الأيام»، الذي يقدم معلومات ببليوغرافية حول العروض، ومؤلفات أخرى لباحثين مثل يوسف عيدابي، وعبد الإله عبد القادر، وعبد الله طابور، وعبد الله صالح، كلها شكلت مرجعية للجمعان للانطلاق في بحثه الذي استغرق في كتابته لمدة تزيد عن عامين كاملين، وهو ما كشفه في الاحتفائية التي أقامتها إدارة المهرجان أمس الأول في مقر إقامة ضيوف المهرجان.
واستهلت الاحتفالية برفع أسمى عبارات الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على رعايته ودعمه اللامحدود لأيام الشارقة المسرحية، منذ البداية إلى أن صارت من أكبر التظاهرات الثقافية في العالم العربي.
وفي مداخلته، ثمن سامي الجمعان جهود دائرة الثقافة في الشارقة في رصد وتوثيق أنشطتها، وأشار إلى أن شعوره بالخوف من نقص المصادر تبدد حين جاء إلى الشارقة ليعد مادته، فوجد كل ما أراده من مصادر ومراجع، حول «الأيام»، متوجهاً بالشكر للباحثين الذين أفاد منهم، كما لفت إلى أن مجلات مثل «المسرح» التي تصدرها دائرة الثقافة، و«كواليس» التي تصدرها جمعية المسرحيين، و«الرولة» التي أصدرها مسرح الشارقة الوطني، كانت مفيدة له في إنجاز كتابه بشكل كبير.
واستعرض الجمعان فصول كتابه الذي عني بـ «النصوص»، كمجال للدراسة، واعتمد منهج تحليل الخطاب، كطريقة للوصول إلى نتائجه، وخصص جملة من الجداول لإحصاء وحصر النصوص وكتّابها، بشكل إجمالي، ثم حدد رصيد كل كاتب إماراتي من المشاركات في الدورات المتعددة لأيام الشارقة المسرحية.
وفي هذا السياق، عمد إلى تقسيم مراحل التظاهرة إلى: مرحلة البدايات، ثم التوقف والمراجعة، ثم مرحلة التطور التي استمرت إلى يومنا هذا.
وخلال هذه المراحل الثلاث، راح الباحث يقرأ النصوص ويبرز موضوعاتها وتوجهات كتّابها الفكرية، ولغاتها (عامية أم فصحى)، وثيماتها: التراثية منها والاجتماعية والفنية والسياسية.
وأشاد الكاتب والمؤرخ المسرحي عبد الإله عبد القادر، بفكرة الكتاب ومنهجيته، وقال إنه يشكل إضافة حقيقية للمكتبة المسرحية الإماراتية والعربية.
وفي تعليقه على الكتاب الذي أصدرته دائرة الثقافة، أثنى الفنان عمر غباش على الجهد المبذول الذي نزع نحو التحليل المنهجي، وأشار إلى أن الباحث «حدد الحيز الزمني للدراسة بست وعشرين دورة من دورات الأيام التي امتدت من 1984 حتى 2016، كما حدد مجال الدراسة بالجانب الإبداعي، وهو النصوص المسرحية التي كتبت بأقلام إماراتية..».
ولفت غباش إلى أن دراسة الباحث السعودي ركزت على أعمال مسرحية معينة واستبعدت مسرح الطفل والمسرح المدرسي والمسرحيات القصيرة. وأكد غباش الدور المحوري الذي لعبه صاحب السمو حاكم الشارقة، ودعمه المستمر للحركة المسرحية، مما أعطى «الأيام» مكانتها المتطورة الحالية كما دعم وطوّر الحركة المسرحية في الإمارات عامة.
وصحح غباش ما ورد حول النصوص الأولى للكتاب: ناجي الحاي، وجمال مطر، وسالم الحتاوي، موضحاً أن ناجي الحاي وجمال مطر كانت لهما نصوص سابقة، هي «حبة رمل» و«جميلة» على التوالي، فيما كانت لسالم الحتاوي مسرحية «أحلام مسعود» وهي أول مشاركة فعلية للحتاوي.
وأشاد غباش بمحاور الكتاب الذي وصفه بـ «الجهد العلمي الذي يستحق أن ترفع له القبعة»، كمقاربته الأعمال المقدمة في أيام الشارقة المسرحية، من النواحي الاجتماعية والتراثية والسياسية، وثنائية المرأة والرجل، بما في ذلك التوجه التاريخي والإنساني والقيمي والسيكولوجي، كما توقف عند «الأيام» بوصفها الحاضن الأساسي للإبداع المسرحي الإماراتي، التي امتد تأثيرها للمسرح الخليجي برمته، سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، وكذلك للمسرح العربي.
واختتمت السهرة بمداخلات أثرت النقاش لكل من الدكتور محمد يوسف، وهو شاهد عيان لمسيرة «الأيام»، وأحد الذين شاركوا في التأسيس الفني، منذ البدايات. توقف د. يوسف عند تفاصيل كثيرة، وأمكنة حميمة احتضنت الفعل المسرحي في بداياته، كقاعة أفريقيا، كما شكر المؤلف على هذا الجهد وما فيه من توثيق وصدق.
بدوره تحدث الدكتور فيصل القحطاني عن أهمية التوثيق، ودوره في تقديم خبرة فنية يستفيد منها الجيل الجديد، موضحاً ندرة هذا الجانب وصعوبته في الخليج بوجه عام، غير أنه نوه بأهمية هذه المصادر، وتوافرها في الشارقة على وجه الخصوص، حيث تشتمل رفوف جمعية المسرحيين الإماراتيين على وثائق نادرة يمكن الاستفادة منها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©