الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أصحاب الهمم.. «أنامل من ذهب»

أصحاب الهمم.. «أنامل من ذهب»
30 مارس 2020 02:01

أشرف جمعة (أبوظبي)

أنامل ذهبية تصنع، وسواعد تعمل، إذ يستقبل العديد من أصحاب الهمم صباحهم بالعمل وصناعة الملابس بكل عناية وتركيز، يسطرون كل يوم صفحات مضيئة في حب الحياة واجتياز الصعاب بحسب ما تمليه عليهم مواهبهم الحرة وإصرارهم على أن يجعلوا للحياة طعماً آخر، فأصحاب الهمم في الإمارات وجوه مسكونة بالأمل والتفاعل.
وأثبت العديد من المنتسبين لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، قدرتهم على خوض غمار مبادرة «العمل عن بعد»، وواصلوا بدأب الخياطة بأناملهم من منازلهم، بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم والمؤسسة ومجموعة المسعود برستيج، ومن ثم العلامة التجارية الخاصة بهم تحمل شعار «النحلة»، فوراء كل مبدع من أصحاب الهمم حكاية، وفي منظور كل واحد هدف، ما يجعل تفاعلهم مع هذه المبادرة تأكيداً لحضورهم الأصيل في المشهد.
عبدالله الشحي، مدرب تأهيل مهني ومدير مشروع ورشة الخياطة في مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم يقول: إن تجربة أصحاب الهمم مع الخياطة ناجحة بكل المقاييس، وإنها في هذه المرحلة تؤتي ثمارها، وتؤكد قدراتهم في ظل الرعاية التي تقدمها لهم مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، ومن ثم تقديم المبادرات لدمجهم وتمكينهم في المجتمع، وهو هدف وطني أصيل.
وأشار إلى أنه تم نقل معدات الخياطة إلى عدد من أصحاب الهمم المشاركين في المبادرة والذين تم تدريبهم بشكل متميز، وأنهم يعملون الآن داخل البيوت بنشاط وحيوية، وتحت إشراف المدربين المختصين، تماشياً مع إجراءات السلامة المتبعة عالمياً في الفترة الحالية.
ولفت إلى أن المشاركين يشعرون بالسعادة لخوض هذه التجربة، خاصة أن دمجهم في المبادرة حقق أهدافاً كثيرة، منها التعاون الكامل من قبل أولياء الأمور، فضلاً عن استثمار أوقات المشاركين في عمل مفيد يسهم في تعديل سلوكياتهم بشكل إيجابي، وتوجيههم إلى العمل بكفاءة وإتقان، فضلاً عن حصول كل واحد منهم على راتب شهري ضمن منظومة متكاملة، وأن عدد المشاركين حالياً نحو 25، وأنه في الفترة المقبلة ستتم مشاركة عدد آخر منهم، تماشياً مع الرؤى والأهداف والطموحات، وأن تستمر المبادرة في إيصال رسالتها للمجتمع.

تحقيق الذات
يعكف عبدالقادر العيدروس، 35 عاماً، في منزله على صناعة قطع ملابس، إذ يجلس إلى ماكينة الخياطة ويمرر الخيوط لتلتئم القطع، وهو في سعادة غامرة، ومن حوله الأهل يبثون فيه الثقة ويحفزونه على العمل، فقد التحق بهذه المبادرة منذ أشهر عدة، واستطاع بعد التدريب أن يتقن فن الخياطة، وأن يحيك القطع بشكل متناسق وجميل، ويبين أنه يواصل العمل بالساعات يومياً من أجل زيادة إنتاجه، ومن ثم الشعور بأنه مميز.

استغلال الوقت
وفي بيت آخر، كان سعيد عبدالله العوبثاني، 24 عاماً، يتأمل ماكينة الخياطة التي حُملت إلى منزله لكي يباشر «العمل عن بعد»، ومن ثم يلتحم بها ويحقق من خلالها طموحاته، حيث استطاع في فترة وجيزة أن ينتج العديد من القطع الخاصة بالزي المدرسي، ويذكر أنه استطاع أن يتعلم هذه الحرفة مع زملائه، وأنه يلقى دائماً دعماً من المشرفين على المبادرة الذين يزورونه في البيت ويلبون احتياجاته، ويشير إلى أنه أصبح يستغل وقته بشكل أفضل.

بصمة ماهرة
ابتسامة فرحة رسمتها المبادرة على وجه نجود خميس صالح التي تستيقظ في الصباح الباكر من أجل مواصلة العمل على ماكينة الخياطة، وكأنها تسابق الزمن في البيت من أجل أن تضع بصمتها الماهرة على كل قطعة تنتجها، وهو ما يؤكد براعتها في الحياكة.
وتشير إلى أنها حققت من قبل إنجازات رياضية مع مؤسسة زايد العليا، وحصولها على ميدالية ذهبية ضمن مشاركتها في مسابقات كرة القدم، وأنها تشعر بتحول كبير في حياتها بعد خوضها غمار هذه التجربة الجديدة، خصوصاً أن والديها يصفانها دائماً بأنها ذكية وقادرة على التغلب على الصعاب.

تدريب
على الرغم من أن مريم زاهر ناصر تبلغ من العمر 15 عاماً، إلا أنها برعت في الحياكة، واستطاعت أن تنتج قطعاً وفيرة من الزي المدرسي في زمن قياسي، وتبين أنها من خلال هذه التجربة استطاعت التفاعل بشكل إيجابي مع كل المعطيات، حيث اكتسبت مهارات الخياطة في فترة التدريب، ومن ثم أتقنتها، وركزت في تقديم القطع المطلوبة بشكل متقن، وتشير إلى أنها كلما نظرت إلى ما أنتجته تشعر بالسعادة، وأنها لا تنكر حجم الدعم الذي تحظى به من المؤسسة والجهات التي ترعى المبادرة، فضلاً عن إحساسها بأنها تؤدي عملاً مهماً يثبت خطاها في سوق العمل.

طقوس خاصة
بعد أن خصص له الأهل مكاناً ليمارس فيه طقوس الخياطة أصبح، صالح المري، 26 عاماً، يلوذ بمقعده أمام أدواته التي تمكنه من الإنتاج وحياكة الملابس بمهارة وإتقان، ويبين أنه حصد العديد من الميداليات الذهبية في رياضة البولينج ضمن أنشطة المؤسسة، وأنه اليوم يخوض تجربة جديدة من خلال العمل عن بعد في ظل الظروف الراهنة والتدابير التي تضمن للجميع الصحة والسلامة وفق المعايير العالمية المتبعة في بلدان العالم.
ويذكر أنه يعيش مع الفكرة الجديدة بشكل متفاعل، حيث استطاع إنتاج العديد من قطع الملابس، وأنه يشعر بالسعادة لكونه أصبح منتجاً، ومن ثم يتقاضى راتباً عن عمله، فضلاً عن أن المبادرة عززت ثقته بنفسه، وعلمته كيف يتعامل مع الوقت والحياة، ويتفاعل بشكل إيجابي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©