عدد اليوم
عواصم (وكالات)
دعت المملكة العربية السعودية أمس إلى عقد اجتماع طارئ لمنتجي النفط من أوبك وخارجها، بهدف التوصل إلى اتفاق نفطي عادل لجلب الاستقرار إلى سوق الخام.
وقالت وكالة الأنباء السعودية: «جرى اتصال هاتفي بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وفخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، جرى خلاله مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأبرزها أوضاع أسواق الطاقة في العالم».
وقال الرئيس الأميركي أمس إنه يتوقع أن تخفض السعودية وروسيا إنتاج النفط نحو عشرة ملايين برميل، حيث أبدى كلا البلدين استعداده لإبرام اتفاق. وفي وقت سابق من أمس، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن موسكو قد تعود إلى مفاوضات النفط مع السعودية بعد انهيار محادثات الشهر الماضي، وهو ما دفع مع انتشار فيروس كورونا المستجد أسعار الخام إلى أدنى مستوياتها في 18 عاماً.
وأضاف، متحدثاً إلى إذاعة صدى موسكو، أن روسيا ستواصل المباحثات مع الولايات المتحدة بخصوص أسواق النفط.
وقال عندما سئل عن إمكانية استئناف المحادثات مع السعودية «هذا أحد الخيارات ونحن لا نستبعده». وتراجعت أسعار النفط نحو 70 بالمئة عن يناير في حين عصفت إغلاقات عامة بسبب فيروس كورونا.
ويوم الثلاثاء، تحدث وزير الطاقة الأميركي دان برويليت مع نوفاك بخصوص تهاوي الأسعار واتفقا على إجراء مباحثات بمشاركة كبار منتجي النفط الآخرين ومستهلكيه.
جرت المكالمة بعد يوم من اتفاق الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي على أن يبحث كبار مسؤولي الطاقة لكلا البلدين اضطرابات أسواق النفط العالمية.
وقال نوفاك «اتفقنا أن نبقى على اتصال، وأن نعمل من أجل إجراءات مشتركة، مما سيسهل جلب الاستقرار إلى السوق في المستقبل القريب جداً». من جهتها، قالت وزيرة الطاقة المكسيكية روسيو نالي أمس الخميس إن المكسيك على اتصال بمنتجي النفط الآخرين في مسعى لتحقيق استقرار الإنتاج والتوصل إلى سعر مناسب للخام.
وكتبت نالي على تويتر أنها مسرورة لأن الولايات المتحدة وروسيا والسعودية يمضون «على نفس المسار». وكانت ترد على رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب أشار فيها إلى تخفيضات محتملة في إنتاج النفط العالمي.
وقفزت أسعار النفط أكثر من ثلاثين بالمئة، في طريقها إلى أكبر مكسب ليوم واحد على الإطلاق، على خلفية تقارير بخفض إنتاجي بين عشرة ملايين و15 مليون برميل.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 8.04 دولار بما يوازي 33 بالمئة إلى 32.78 دولار للبرميل، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 6.62 دولار أو 33 بالمئة إلى 26.93 دولار. يضع ذلك برنت على الطريق نحو أكبر مكسب يومي له على الإطلاق.
وعلى صعيد متصل، دعا الرئيس الأميركي المسؤولين التنفيذيين لشركات النفط إلى البيت الأبيض لبحث مساعدة محتملة للقطاع في الوقت الذي توقد فيه جائحة فيروس كورونا شرارة انحدار تاريخي في أسعار الطاقة.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال، التي كانت أول من أورد نبأ الاجتماع نقلا عن مصادر لم تسمها، إن ترامب سيبحث عدداً من الخيارات لمساعدة الصناعة.
وقالت الصحيفة إن الاجتماع سينعقد الجمعة ويحضره ممثلون عن شركات نفط رئيسية مثل إكسون موبيل وشيفرون وأوكسيدنتال بتروليوم. ويهدد انهيار الأسعار صناعة النفط الصخري الأميركية التي كانت مزدهرة يوماً ما، حيث إن تكاليفها عالية نسبياً، مما حدا بواشنطن للمسارعة إلى البحث عن سبل لحماية القطاع.
