الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد يوسف: المعرض حوار بين الهويّات

محمد يوسف: المعرض حوار بين الهويّات
2 ابريل 2019 02:54

إبراهيم الملا (الشارقة)

في سياق الالتفات للتنوع الفني والتباين التعبيري وثراء المناهج والتيارات الكلاسيكية والمعاصرة، ولتوثيق النظرة الخاصة للفنان ولتأثيرات بيئته ومرجعيته الثقافية، نظمت كلية الفنون الجميلة والتصميم بجامعة الشارقة مؤخرا معرضا بعنوان «انبثاق واندماج» ضمّ 35 عملا فنيا نفذها 22 فنانا من أعضاء الهيئة التدريسية والفنية بالكلية، ترجمة لمشروع متواصل تنتهجه الكلية من أجل خلق حوار بصري بين الأساتذة والطلبة وبين المتلقين الشغوفين بالفنون الجميلة من خارج الكلية.
وحول المعرض وطبيعة الأعمال التي احتضنها التقت «الاتحاد» بالفنان الدكتور محمد يوسف عضو هيئة التدريس بكلية الشارقة للفنون الجميلة والتصميم، الذي أشار بداية إلى أن معرض «انبثاق واندماج» تم الإشراف عليه من قبل القيّمة على المعرض، الفنانة شيخة المزروع، مضيفا أنه معرض يضم إسهامات المدرسين في أقسام الكلية المختلفة مثل: الفنون الجميلة، والتصميم الداخلي، والأزياء، والغرافيك، ووصف المعرض بأنه تجمّع فني يستلهم المدارات الإنسانية، وخصوصية الهوية الوطنية والثقافية التي نشأ فيها المشاركون في المعرض، من خلال موتيفات متنوعة وخامات مختلفة وأساليب مستقلة تنبع في مجملها من الذاكرة الشخصية للفنان، ومن الموروثات الفلكلورية، والطقوس الشعبية، بينما اعتمدت أعمال أخرى على تصورات مفاهيمية غير منفصلة عن تأثيرات الزمان والمكان والظروف المحيطة بالفنان في سياق التأثر والتأثير قديما وحديثا، وحاضرا وآنفا.
وأضاف الدكتور محمد يوسف أن الأعمال طرحت مواضيع فنية وإنسانية هامة، وتم تنفيذها بتكنيكات متنوعة، عبّرت عن طيف واسع من الدلالات البصرية المشغولة بقياسات مكثفة تستدعي الجانبين المادي والروحي للفنان، وقابلية العمل نفسه في استحضار اللحظة الإشراقية للوعي، وترجمته بعد ذلك إلى منتج فني ملموس ومشاهد ومؤثر في وعي المتلقي وفي ذائقته الفنية.
ونوّه الدكتور محمد يوسف إلى أن الأعمال التي نفذها فنانون من الإمارات امتلكت ميزة مختلفة عن تلك التي قدمها فنانون عرب وأجانب، والعكس صحيح، وبالتالي فإن وجود هذا التمايز تحت سقف واحد – كما أشار – خلق حوارا بصريا غنيا بين الأعمال المشاركة، وساهم في إثراء الهدف الحقيقي لإقامة المعرض، وهو التعرف على وجهات النظر المختلفة، وتطوير الرؤية الفنية للطلبة، واكتشاف الإمكانات الإبداعية لهيئة التدريس في الكلية، وكذلك رفد المجتمع الفني المحلي بنتاجات فارقة ومدهشة.
وعن مشاركته بالمعرض، أوضح يوسف أن عمله المشارك في الحدث حمل عنوان «شواهد» وأهداه لروح صديقه الفنان المسرحي الراحل مؤخرا «حميد سمبيج»، واعتمد في تنفيذ العمل على خامات ومواد مختلطة لها علاقة بالبيئة المحلية وبذاكرته الشخصية، ونظرته الخاصة تجاه شواهد القبور، وانعكاساتها الماورائية، وسط جدلية حاضرة دوما بين الموت والحياة، والوجود والفناء.
وأشار إلى استخدامه المرايا في العمل من أجل إشراك المتلقي في الحالة العامة التي يعكسها منظر الشواهد وما تحيل إليه من طقوس الدفن، وحالات الفقد، وكثافة الحزن، وأن انعكاس وجوه المشاهدين للعمل في هذه المرايا يترجم التبادل العميق بين الغياب والحضور، وسط صمت طاغ وموشح بهيبة الموت، ومناخات العزاء الممتدة من الآخر إلى الذات، وصولا للحيوات المتعالقة في الغيب والمجهول.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©