عدد اليوم
هناء الحمادي (أبوظبي)
عمل المرأة في العصر الحديث أصبح ضرورة من ضروريات الحياة، فمعظم النساء الآن يخرجن للعمل ، الأمر الذي أدى إلى الغيرة والتنافس فيما بينهن، وهذا النوع من الغيرة يسبب آلاما نفسية، حيث تؤكد دراسات نفسية أن الغيرة تصل في بعض الأحيان إلى محاولة انتقام الموظفة من الأخرى التي سببت هذا الإحساس المؤلم.
افتعال المشاكل
تقول ريم إبراهيم «معلمة»: الغيرة بين النساء العاملات جحيم تكتوي بناره النساء أكثر من الرجال، حيث تسعى بعض الموظفات لأن تثبت نفسها على حساب الأخريات من خلال افتعال المشاكل والافتراء واستعمال أساليب لا تعكس إلا صورة سيئة عن الأخرى، ومن خلال تجاربي فقد تنقلت بين وظائف متعددة، وأتذكر حادثة لي مع إحدى زميلات العمل التي كنت أراها بمثابة الأخت والصديقة، ورغم هذا حاولت مراراً أن تعرقل عملي الإضافي الذي حصلت عليه، وفي مرات أخرى تقوم بتوجيه كلمات وعبارات حادة ومثبطة لمهاراتي وقدراتي ونشاطي، كل ذلك لإثارة غضبي لكي أترك العمل، ولم أرد الإساءة بمثلها، إنما كان نفسي طويلاً معها، وقاومت أفعالها وترقيت في عملي.
أما سارة أحمد «موظفة» فتقول: في أي مجال عمل يوجد التنافس الإيجابي البناء، وفي الوقت نفسه هناك نفوس تسيطر عليها الغيرة المرضية التي تعكس آثاراً سلبية نتيجة الإحباط ومشاعر الحقد، وعن تجربتي الشخصية فقد كُنت أشعر بغيرة بعض الزميلات، ولكني لم أعمق هذا الشعور ولا أحاول أبداً أن أشعرهن بأنني أفضل، بل على العكس أقوم بمصادقتهن حتى أكسبهن لصفي، مع أن هناك صديقات من الصعب فعلاً أن تكسبهن المرأة مهما بذلت.
انطلاقة إيجابية
وتنصح بشاير السويدي «موظفة» من تتعرض لغيرة من قبل زميلاتها أن تجعل هذه الغيرة دافعاً إلى انطلاقة جديدة، فلكل امرأة طريقة خاصة بها لا يمكن أن تتواجد لدى أخرى، وعلى الموظفة الجديدة أن تحافظ على هذا الأمر، وتتمتع بالتميز وتتجنب تقليد الأخريات.
أما خديجة الحميري فتجد الغيرة من مثيلاتها من النساء، تكون عندما تكتشف أن امرأة لا تتميز بالكفاءة- من وجهة نظرها-، وسرعان ما تتبوأ مكانة ما، فيما تكون هي أقدر منها بكثير، سواء في العلم أو الثقافة أو الإمكانيات،، مؤكدة أن مثل هذه الأمور تبعث على الغيرة وأحياناً الحقد.
وأضافت: تسبب هذه الأمور الإزعاج بالنسبة لي، حيث أشعر أني امتلك إمكانيات تفوق إمكانيات زميلتي في العمل، والتي تبوأت منصباً ليست هي أهلاً له، ولكن «فرصة ما» جعلتها تصل إليه.
تقدير الذات
يقول الدكتور محمد عمر أستاذ علم النفس، إن الغيرة مرتبطة بشكل وثيق بتقدير الذات فإذا كان تقدير الإنسان لذاته عالياً فإن مستوى غيرته من الآخرين تكون أخف والعكس صحيح، إذ يشعر الإنسان الذي يقدر نفسه ضمن المستوى الضعيف أن الآخرين ينافسونه بل ويأخذون حقوقه الأمر الذي ينعكس سلبياً على علاقته بنفسه وعلى الآخرين ويحوله إلى إنسان متردد وخائف ومبتعد عن التعامل مع الناس بصدق، والأدهى من ذلك أن غيرته الوظيفية ترحل معه إلى بيته ما ينعكس على أفراد أسرته الذين قد لا يفهون سبب عصبيته ومزاجه الحاد، مشيراً إلى أن هذا النوع من الأشخاص غير مرتاح لا في بيته ولا بمحيطه، بل إن علاقاته الاجتماعية بشكل عام تكون متوترة، وعلى ذلك يشعر أنه مظلوم على الرغم من معرفته بأن كفاءته متواضعة واستعداده الوظيفي محدود، ولذلك يسقط فشله على الآخرين لأن الترويج لفشلهم هو محاولة نجاح له.
