الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمزية نوتردام

رمزية نوتردام
17 ابريل 2019 03:31

المشهد الملتهب في باريس أشعل الأفئدة حول العالم. فألسنة النار التي تصاعدت من المبنى العريق لكاتدرائية نوتردام، لم تأتِ على أكثر من ثمانية قرون من التاريخ فحسب، ولكنها أضرمت الحسرات على مثال للإبداع المعماري الإنساني.
كانت «ليلة حزينة» بحسب وصف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو وصف شاركه فيه، قادة ومسؤولون ومثقفون وفنانون وأناس من المشارب كافة.
عندما كان المشاهدون حول العالم يتابعون لحظة بلحظة غضبة النار، كانت المشاعر تزاحم الأفكار، حول مآل هذا الصرح أولًا، وحول الدلالات التي يكتنز بها. فالكاتدرائية، بقدر ما هي معلم يخص أبناء الديانة المسيحية، فإنها تمثّل إرثاً ثقافياً يعني أبناء كل الحضارات. فهي أبهى نتاجات العمارة القوطية، بهندستها وأقواسها. وتحتضن بين جنباتها، عناصر من روائع الفنون التي صاغتها مواهب أشهر الفنانين، خصوصاً في اللوحات ذات الطابع الديني، أو في التشكيلات المحفورة أو المنقوشة على الزجاج. ومن رمزيتها منح فيكتور هيغو عنواناً لأحدبه، في إحدى روائع كلاسيكيات الأدب الفرنسي.
وبقدر ما كان الحزن عاماً على ما جرى في كاتدرائية نوتردام، فإنه كان مبعثاً للتفكر بهذا الإجماع الذي وحّد بين بني البشر في الشرق والغرب. فقد عبّر الجميع، بلا استثناء عن صدمتهم، وترجموا عواطفهم بشكل أسقط الحواجز الفاصلة، وأظهر مشتركات إنسانية عديدة. فكأن هذا الحريق، قد جاء ليذكّر الجميع بأننا ننتمي إلى معنى واحد، أصله التسليم بوحدة الخالق، وبالتقاء الثقافات، وبنهج التسامح، فتبقى هذه «المنارات توحّد الشعوب وتجمعهم على الخير»، بحسب تعبير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

"الاتحاد"

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©