عدد اليوم
في وقت أصدرت المفوضية الأوروبية قائمة بالسلع الأميركية التي قد تكون عرضة لتعريفات جمركية انتقامية، عززت الولايات المتحدة من احتمال التوتر التجاري مع الاتحاد الأوروبي بإعلانها السماح برفع دعاوى قضائية بحق الشركات الأجنبية العاملة في كوبا.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم الأربعاء، أن واشنطن ستفتح اعتباراً من الثاني من مايو، الطريق لآلاف الدعاوى القضائية ضد شركات أجنبية موجودة في كوبا، على الرغم من تحذيرات الاتحاد الأوروبي الذي هدد بإجراءات انتقامية.
وقال بومبيو في مؤتمر صحافي: "أي شخص أو شركة لديه أعمال في كوبا يجب أن يحترم هذا الإعلان".
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن لن تستثني أي شركة أجنبية من هذه الإجراءات.
وقررت الولايات المتحدة تطبيق قانون يعود إلى أكثر من عقدين يفتح الطريق أمام آلاف الدعاوى القضائية ضد الشركات الأجنبية الموجودة في كوبا، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى تحذير واشنطن من فرض عقوبات على الاستثمارات الأوروبية في الجزيرة.
وكان مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب صرّح أن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون سيعلن الأربعاء خلال خطاب في ميامي "تطبيق الفصل الثالث من قانون هيلمز- بورتون" الصادر في 1996.
من جهتها، قالت المفوضية الأوروبية اليوم إن الاتحاد الأوروبي "على استعداد لحماية مصالحه إذا شددت الولايات المتحدة من عقوباتها ضد كوبا لدرجة تضر بالشركات الأوروبية" وهو ما يبشر بتوترات جديدة بين الاتحاد الأوروبي وأميركا.
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية الكسندر وينترستن، إن "الاتحاد الأوروبي أكد معارضته القوية لتطبيق إجراءات تقييدية أحادية غير قانونية، تمثل انتهاكاً للقانون الدولي".
وأضاف أن "الاتحاد الأوروبي على استعداد لحماية المصالح الأوروبية، وتشمل الاستثمارات الأوروبية والأنشطة الاقتصادية لأفراد وكيانات أوروبية في علاقتها مع كوبا، في حال الاضرار بها".
ويشار إلى أن الإجراءات الأميركية، التي تعود جزئياً للغضب من دعم هافانا لرئيس فنزويلا نيكولاس مادورو، ستزيد من خطورة عمل الشركات في كوبا.
توترات تجارية جديدة
وفي السياق ذاته، أصدرت المفوضية الأوروبية اليوم، مسودة قائمة بالسلع الأميركية التي قد تكون عرضة لتعريفات جمركية انتقامية من جانب الاتحاد الأوروبى، وسط خلاف بين بروكسل وواشنطن بشأن إعانات لشركات تصنيع الطائرات.
وتغطي القائمة مجموعة من السلع تشمل طائرات ومواد كيميائية معينة وكذلك منتجات غذائية مثل السمك والمأكولات البحرية والفواكه والمشروبات الكحولية والتبغ.
وستطبق الرسوم على واردات تبلغ قيمتها نحو 12 مليار دولار. ويعادل هذا المبلغ القيمة المقدرة لإعانات غير قانونية يتم منحها لشركة "بوينج" الأميركية الصناعة الطائرات، كما هو محدد من جانب "منظمة التجارة العالمية".
وتتمثل المسألة التى يدور حولها الجدل في الخلاف القائم منذ فترة طويلة، حول الإعانات المالية التي يتم منحها لشركة "بوينج" ومنافستها شركة "إيرباص" الأوروبية.
وفي مارس، قضت "منظمة التجارة العالمية" بأن الولايات المتحدة الأميركية أخفقت في وقف بعض الإعانات المالية لـ "بوينج".
وأعلنت "منظمة التجارة العالمية" أيضاً أن الإعانات المالية الأوروبية لـ"إيرباص" غير قانونية، وقضت في مايو 2018 بأن الاتحاد الأوروبي أخفق في إلغاء دعمه لـ "إيرباص".
اقرأ أيضاً: «التوتر» يسود محادثات «إيرباص» بين واشنطن وباريس
وقالت سلطات التجارة الأميركية الأسبوع الماضي، إنها ستقدم قائمة بالمنتجات الأوروبية التي ستواجه رسوماً إضافية جراء الإعانات المقدمة لـ "إيرباص".
وشددت المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم أنها لا تريد "استراتيجية الصاع بالصاع. وفي حين أننا بحاجة لأن نكون مستعدين بتدابير مضادة في حال لم يكن هناك سبيل آخر، مازلت أؤمن أن الحوار هو ما يجب أن يسود".
وستكون القائمة عرضة لمشاورات عامة حتى 31 مايو، وستحدد "منظمة التجارة العالمية" التدابير المضادة الملائمة.
