الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

هل أصبحت الرواية سيّدة المشهد القرائي؟

هل أصبحت الرواية سيّدة المشهد القرائي؟
28 ابريل 2019 02:12

أحمد السعداوي (أبوظبي)

أحدثت الجائزة العالمية للرواية العربية، منذ انطلاقها قبل عدة سنوات حالة من الحراك الثقافي والفكري في المشهد القرائي العربي، عبر تسليط الضوء على مجموعة من أبرز الأعمال الروائية التي أنجزها روائيون عرب، وبالتالي أسهمت بشكل أو بآخر في الترويج لهذه الأعمال والعمل على زيادة جماهيريتها، وهذا بحد ذاته أهم الجوائز التي يحظى بها المبدعون في كافة المجالات.
فهل أصبحت الرواية سيدة المشهد القرائي العربي، بعد ما أضفته عليها «البوكر» من أهمية ورواج؟ هذا ما يجيب عنه روائيون وقراء التقتهم «الاتحاد» في معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

أهمية كبرى
هدى بركات، الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية 2019، أكدت أن «البوكر»، لها أهميتها الكبرى في المشهد الروائي العربي، ورغم فوزها بعديد من الجوائز والتكريمات عبر مسيرتها الممتدة لسنوات طويلة، حيث يمثل فوزها بجائزة عربية تكريما شخصيا لها كونها تكتب باللغة العربية وعن العالم العربي بما يضمه من جماهير واسعة تقرأ الروايات على اختلاف أنواعها. وهذا يعد دافعا لأي كاتب أن يقدم المزيد حين يدرك أن أعماله ليست قاصرة على النخبة فقط، وإنما يقبل عليها الكثيرون وهذا من ردود الفعل الطبيعية للروايات والروائيين الذين يتم تكريمهم عبر جائزة البوكر.
وشددت على أن «البوكر» لها تأثيرها القوي في المشهد القرائي العربي، حيث إنها لم تكن تعرف إلى أي درجة القارئ العربي يتابع نتائجها، ويتفاعل معها بهذا الشكل الذي فاجأها، حين جاءت إلى أبوظبي والتقت مثقفين وأدباء وروائيين وقراء يعرفون قدر «البوكر» ودورها في دعم الرواية العربية إقليمياً وعالمياً.
وتمنت بركات أن تستمر «البوكر» بهذا الزخم من النجاح والتفاعلي الأدبي والجماهيري والإعلامي الواسع الذي ينعكس في النهاية على الواقع الروائي العربي. خاصة وأنها ككاتبة مقيمة في الخارج وتصر على الكتابة بلغتها العربية، رغم إتقانها المتأخر للغة العربية التي تعتز بها وتحرص على تقديم سردها الروائي المعبر عن الواقع العربي بهذه الروايات ومنها الرواية، التي نالت عنها جائزة البوكر مؤخراً.
وأكدت أن انطلاق الجائزة من أبوظبي يعد تأكيداً لمكانة العاصمة الإماراتية ثقافياً وحضارياً في المنطقة ويعطيها زخماً من النجاح والاستمرارية، وأكدت سعادتها بحصولها على جائزة في بلد عربي على نص مكتوب بالعربية، وهي أمنية قديمة حين سبق وأن تقدمت للمشاركة في «البوكر» عام 2013.

لحظة مميزة
الكاتب المغربي محمد المعزوز، أحد الذين وصلوا للقائمة القصيرة للجائزة عن روايته «بأي ذنب رحلت؟»، نوه من جانبه إلى أن «البوكر»، تعتبر لحظة مميزة لإعطاء فرصة للكتاب أن يٌقرأوا على نطاق أوسع في مختلف أنحاء العالم العربي، والمساهمة في التغلب على مشكلة القراءة في العالم العربي، وبالتالي فإن «البوكر» من أهم الروافع والمبادرات التي شهدتها المنطقة وتشجع على القراءة، وتعيد إليها شيئاً من الاهتمام التي بدأت تفقده في ظل سيادة التكنولوجيا على حياة الكثيرين، ولذلك «البوكر» تطلع بدور شجاع واستثنائي في هذا الإطار، لابد أن يشكر ويقدر بالشكل الذي يتلاءم معه.
وفيما يتعلق بـ«البوكر» عالمياً، رأى المعزوز أنها بالمؤكد في المستقبل القريب، ستفرز كتابا عرباً على الصعيد العالمي، ويمكن اعتبارها عتبة لإيصال العرب إلى العالمية، وهذا يأتي ضمن الدور الذي لا تخطئه عين لأبوظبي في نشر الثقافة ورعايتها في المنطقة. متمنياً أن تحذو كثير من العواصم العربية نهج أبوظبي في هذا السياق إسهاماً من الجميع في رفع الوعي والثقافة العربية.
بسام كردي، عضو مجلس إدارة اتحاد الناشرين العرب، أكد أن «البوكر» تثير بلا شك شغف الكثيرين للقراءة، ويمكن القول بكل تأكيد إنها الجائزة الوحيدة، في الرواية العربية التي تعطي دفعة وحجماً أكبر للقراءة في العالم العربي، ومن المؤكد أن الروايات الست التي وصلت للقائمة القصيرة، ستنال حظاً كبيراً من الشيوع والانتشار، وبالتالي الإسهام في تحريك القراءة والثقافة والعمل الإبداعي في العالم العربي ككل.

الطرح الروائي
الأديب خالد إبراهيم أبو العيمة، عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، قال إن «البوكر»، منذ تأسيسها في الإمارات عام 2007 تزداد أهميتها، كما أنها تسهم بشكل كبير في الوصول بالطرح الروائي العربي نحو العالمية، وهذه الفكرة منذ بدايتها والذي يعكس حرص القائمين عليها عاماً بعد عام؛ لتؤكد أن المنطقة العربية بإمكانها الوصول بالإبداع المحلي إلى المستوى العالمي من خلال تلك الرؤى، والتي تقدم تعريفاً للعالم الكبير بأن هناك رواية عربية لا تقل جمالاً ولا طلاوة عن العالمية، وبهذه الجائزة ضمنت للمبدع العربي تعريفاً أدبياً يؤهله لترجمة أعماله على نطاق عالمي وقد أصبحت الآن أحد السبل الهامة لإعطاء الضوء الأخضر إلى اللجان التحضيرية للترشيح لجائزة نوبل للآداب للنظر في الأعمال الأدبية للذين فازوا بجوائز البوكر، ولقد كانت بداية الفوز بها في 2008 عن طريق رواية «واحة الغروب» للأديب بهاء طاهر، مروراً بقائمة من الوطن العربي وصولاً إلى هدى بركات عام 2019.

إبداع بشري
ومن الجمهور المهتم بفنون الرواية، يقول عبد الحفيظ المهيلمي، من زوار معرض أبوظبي الدولي للكتاب، إن جائزة البوكر تساعد على إضفاء العالمية على الإبداع البشري وقد تكون فاتحة خير لبعض المبدعين العرب مثل كاتبنا الكبير بهاء طاهر والذي فاز بنسختها الأولى وهو أحد المرشحين لجائزة نوبل عن نفس العمل «واحة الغروب» ونأمل أن تتسع الجائزة لتشمل كتاباً من آسيا وأفريقيا من أجل زيادة التواصل وكسر الحاجز الذي وضعه روديارد كبلنغ عندما قال: الشرق شرق والغرب غرب، لا يلتقيان.
وبين المهيلمي، أنه كقارئ نهم للروايات على إطلاع بمسيرة «البوكر» منذ انطلاقها، وينتظر بشغف، القائمة القصيرة للبوكر حين يتم الإعلان عنها في كل دورة، لينهل من جماليات النصوص المتضمنة في هذه الروايات خاصة وأنها ترجع إلى قامات كبرى في عالم الرواية العربية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©