السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

"العين السينمائي".. الحلم يقترب والهدف يتحقق

"العين السينمائي".. الحلم يقترب والهدف يتحقق
3 مايو 2019 02:52

تامر عبد الحميد (العين)

يختتم «العين السينمائي» فعالياته مساء اليوم في مدينة العين، بحفل توزيع الجوائز على الأفلام الفائزة في مسابقاته بحضور نخبة من صناع السينما من جميع أنحاء العالم العربي، واقترب المهرجان من الحلم والهدف المنشود بدعم الفيلم الإماراتي والخليجي، من خلال الإنجازات التي حققها في الثلاثة أيام الماضية، والتي بدأها بعرض فيلم «الكنز: الحب والمصير» في عرضه العالمي الأول، الذي كان حديث الضيوف في أروقة المهرجان، ومن ثم الجلسات النقاشية والمبادرات الفنية والشراكات المثمرة، التي وصل من خلال إلى حلول لدعم الفيلم الإماراتي والخليجي بشكل عام، إذ ناقش مسؤولو المهرجان في ندوات حوارية أشبه بـ«مجلس العين السينمائي» مع عدد من صناع السينما المخضرمين والشباب، الهموم والمعوقات والتحديات التي تواجه الشباب وتمثل لهم أزمة في عمليات الإنتاج والتنفيذ وكذلك التوزيع، وكانت أولى مبادرات المهرجان في هذا السياق، إطلاق مبادرة بالتعاون مع المجلس الوطني للإعلام، بعنوان «البرنامج الوطني لدعم الفيلم الإماراتي»، والتي تهدف إلى تقديم التسهيلات للأفلام المحلية، من حيث الإنتاج والتسويق والتوزيع في صالات العرض السينمائية داخل الدولة وخارجها، بهدف وضع الفيلم الإماراتي في مصاف الأفلام العربية والخليجية المنافسة، فضلاً عن تناول الجلسة للتحديات التي تواجهها السينما بسبب القرصنة والتطبيقات والمواقع الإلكترونية، لتأتي الجلسة الثانية «السينما الخليجية بين الواقع والطموح»، لملامسة معاناة وهموم صناع السينما محلياً وخليجياً.
وكان توقيع اتفاقية التعاون بين مهرجان «دلهي السينمائي الدولي» و«العين السينمائي» إحدى مفاجآت اليوم الثالث من الفعاليات، حيث وقع عامر سالمين المري، اتفاقية تعاون مع رامكيشور بارشا، رئيس مهرجان «دلهي السينمائي»، والتي يعمل المهرجان من خلالها على نقل الأفلام التي عرضت ضمن مسابقاته وحققت تميزاً وفازت بجوائزه، وعرضها في منصات ومهرجانات دولية وبخاصة مهرجان «دلهي السينمائي الدولي»، إلى جانب توقيع مذكرة تفاهم أخرى مع مهرجان الشباب السعودي للأفلام، بهدف دعم الأفلام والإبداعات السينمائية الواعدة الإماراتية والسعودية، وعرضها على منصات المهرجانين في الدورات المقبلة.

اتحاد إماراتي سعودي
وشهدت جلسة توقيع مذكرة التفاهم والتعاون بين مهرجان الشباب السعودي للأفلام ومهرجان «العين السينمائي» التي أقيمت عصر أمس ضمن فعاليات المهرجان، الكشف عن «اتحاد» بين المهرجانين لدعم الفيلم الإماراتي والسعودي، من النواحي اللوجيستية والتصويرية والإنتاجية، وكذلك عرضها في مهرجانات دولية، ومنصات سينمائية عالمية، مثل لوس أنجلوس، حيث لدى إدارة مهرجان الشباب السعودي الذي انطلق من هناك، وثم عاد للسعودية بعد الانفتاح الكبير في المملكة، عدة نشاطات سينمائية ومنصات تدريبية خاصة بجميع المجالات الفنية.
حضر توقيع مذكرة التفاهم، عامر سالمين المري المدير العام للمهرجان، وراكان النغيمشي رئيس مهرجان الشباب السعودي للأفلام، وعبد العزيز المطيري، نائب رئيس المهرجان، وفيصل بالطيور، الرئيس التنفيذي للمجلس السعودي للأفلام، وأوضح عامر قبل توقيع المذكرة، أن «العين السينمائي» بدأ بتنفيذ الاتفاقية مبكراً، حيث عرض في المهرجان في دورته الأولى 5 أفلام سعودية، خارج المسابقة الرسمية، تأكيداً على أهمية «الاتحاد» بين مهرجاني الإمارات والسعودية، البلدين الذي تجمعهما علاقات قوية في نواح مختلفة من المجالات، خصوصاً المجال الفني والثقافي والسينمائي، وتعد هذه الاتفاقية أحد مكاسب «العين السينمائي» في دورته الأولى، خصوصاً أن كل من المهرجانين سيوفران منصة للأفلام الإماراتية والسعودية لعرضها في كل بلد، مما سيزيد من الحراك السينمائي في المنطقة.

شغف
من جهته أوضح راكان أن الاتفاقية تنص على العديد من البنود، لكنه سيذكر بعضها حالياً، أهمها من جانب مهرجان الشباب السعودية، أن إدارة المهرجان ستخصص «جناحا خاصا» لعرض الأفلام الإماراتية بالتنسيق مع مهرجان «العين السينمائي»، لعرضها سواء في المسابقة الرسمية أو خارج المسابقة، معلناً أن مهرجان الشباب السعودي لديه مبادرة «شغف» التي تعمل على عرض أفلام المهرجان في مناطق مختلفة من المملكة، على مدار العام، منوهاً أن الفيلم الإماراتي سيكون حاضراً في «شغف» قريباً، إلى جانب إمكانية التعاون في صناعة فيلم مشترك إماراتي سعودي.

مهرجان متنقل
وتفرد «العين السينمائي» أيضاً بتوقيع اتفاقية مع مهرجان «دلهي السينمائي الدولي»، والتي حضرها عامر سالمين المري، المدير العام للمهرجان، وهاني االشيباني المدير الفني للمهرجان، والممثل والمنتج المشهور ديكماتشو ورامكيشور بارشا، رئيس مهرجان «نيودلهي السينمائي»، ووفق بنودها سيعمل «العين السينمائي» على نقل الأفلام التي عرضت في المهرجان وحققت تميزاً وفازت بجوائزه، في مهرجانات دولية ومحلية وبخاصة مهرجان «دلهي السينمائي الدولي».
وقال هاني الشيباني: شراكة من هذا النوع قد تخلق أموراً لا نتوقعها على المدى البعيد، وسيكون لها الأثر البالغ في إثراء المحتوى السينمائي، فمهرجان «دلهي السينمائي الدولي» يقام في ثاني أكبر دولة في صناعة السينما، ما يسهم في تطوير الصناعة لدينا، وكسب الخبرات الفنية.

دورة ثانية
وقال: بداية «العين السينمائي» كانت قوية وموفقة من دورته الأولى، إذ استطاع في يومه الثالث أن يطلق مبادرات لخدمة ودعم السينما الإماراتية والخليجية، الأمر الذي يصب في مصلحة الفنان والمبدع الإماراتي، إلى جانب ورش العمل والجلسات الحوارية التي نالت تفاعلاً كبيراً بين الضيوف في أروقة المهرجان.
وأضاف:هذه الإنجازات جعلت من مهرجان «العين السينمائي» في دورته الأولى بادرة أمل للسينمائيين والمبدعين الإماراتيين، في ظل غياب المهرجانات الداعمة لهم في الإمارات ومنطقة الخليج، حيث حاولنا ألا يقتصر عمل المهرجان على عرض الأعمال السينمائية للمخرجين والمبدعين فقط، بل كان هدفه الأول تبادل الخبرات والثقافات بين مختلف الدول المشاركة فيه، ودعم السينما الإماراتية والوقوف على مقومات نجاحها وانتشارها.
وقالت مصادر إنه تم تحديد الموعد المقبل من الدورة الثانية من إقامة المهرجان في يناير 2020.

إبراهيم الحساوي: المهرجان يحتفي بعمالقة السينما
يعيش السعودي إبراهيم الحساوي حالة من السعادة الكبيرة، كونه أحد الفنانين الذين كرمهم مهرجان «العين السينمائي» في حفل افتتاح دورته الأولى، إلى جانب اختياره عضو لجنة تحكيم في مسابقة «الصقر الإماراتي» للأفلام الطويلة والقصيرة، موجهاً شكره لإدارة المهرجان، التي احتفت بعمالقة السينما الإماراتية والخليجية، ووضعت هدفها لدعم «سينما المستقبل».

إبراهيم الحساوي
الحساوي الذي بدأ حياته الفنية عام 1989 من خلال مسلسل «خزنة»، وبعدها انطلق في الدراما السعودية والخليجية، وقدم العديد من الأفلام السينمائية الروائية الطويلة والقصيرة، على مدار مشواره الفني، كمخرج، وممثل، ومنتج، ومؤلف أيضاً، قال: في ظل غياب واختفاء العديد من المهرجانات، يأتي «العين السينمائي» ليشرق في سماء المهرجانات الخليجية، لدعم الطاقات الإبداعية السينمائية الشبابية، وإثراء الحركة الفنية في الإمارات والمنطقة، فالمهرجان بشكل عام مليء بالأقسام والبرامج المميزة، والتي طالعناها بمجرد الإعلان عن دورته الأولى، وكوني عضو لجنة تحكيم، فقد شاهدت العديد من الأفلام المتميزة، مكتملة العناصر الفنية.وأكد الحساوي أن المميز في المهرجان أنه ظهر في وقت لابد من ظهوره، خصوصاً مع الحالة التي نعيشها حالياً من افتقاد لمهرجانات تدعم الشباب، إلى جانب أنه يعطي الفرصة لصناع السينما الموجودين فيه التعرف إلى بعضهم البعض وتبادل الثقافات، وكسب خبرات من خلال مشاهدة الأعمال، وورش العمل، أيضاً فكرة وجود برنامج مثل «سينما العالم» والاحتفاء بعدد من الأفلام السينمائية من جميع أنحاء العالم مثل كوريا وبنجلاديش والهند واليابان وبلغاريا، سيساعد على التعرف إلى سينما هؤلاء الشعوب التي لا يعلم الكثير عن بعضها شيئاً.

مسعود أمر الله يؤكد أهمية سينما الشباب
أشاد السينمائي مسعود أمر الله الذي تم تكريمه في حفل افتتاح «العين السينمائي» في دورته الأولى، بفكرة المهرجان الذي يهدف لدعم سينما صناع السينما الشباب، واحتضانهم تحت مظلته، في الوقت الذي توقفت فيه العديد من المهرجانات الأخرى، ليأتي «العين السينمائي»، ليناقش أبرز مشكلات الشباب، وصانعي السينما، التي تواجههم خلال التنفيذ والإنتاج والإخراج، من خلال ورش العمل والندوات من أجل الوصول إلى حلول واتفاقات ومبادرات تعمل على دعم الفيلم الإماراتي والخليجي. وأشار إلى أنه مع التطور السينمائي الذي تشهده المنطقة، نحن بالفعل ننظر إلى المستقبل ونهتم بالجيل الواعد، وندعمه ونحفزه لتنفيذ أعمال بأعلى مستوى.

العلاقة بين المخرج والكاميرا في محاضرة متخصصة
استضاف مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى الدكتور هشام جمال الدين –وكيل المعهد العالي للسينما بأكاديمية الفنون بالقاهرة- والذي قدم بحضور هاني الشيباني المدير الفني للمهرجان محاضرة متخصصة بعنوان العلاقة التبادلية بين المخرج وأدوات الكاميرا، تحدث فيها بالتفصيل عن مسؤوليات ومهام المخرج السينمائي باعتباره قائد العملية الإبداعية والمسؤول الأول عن العمل، فهو الذي يقوم بترجمة السيناريو وتحويله لصورة بصرية تظهر على الشاشة في هيئة مادة فيلمية، لذا يجب أن تتوافر في المخرج عدة صفات أهمها أن يكون صاحب رؤية تمكنه من تقديم عمل فني مميز يحمل بصمته الإبداعية، كذلك يجب أن يتحلى بالقدرة على القيادة ليستطيع قيادة فريق العمل بأسلوب حكيم لا يعتمد على الانفعال والعصبية بقدر ما يعتمد على التركيز والاستفادة من عناصر العمل.

هاني الشيباني وهشام جمال الدين خلال الجلسة
وقال: إلى جانب مهام المخرج الفنية هناك مهام إدارية يجب أن يقوم بها وأهمها هي إيجاد حلول للمشكلات الطارئة التي قد تظهر أثناء التصوير لكن دون تقديم تنازلات تضر بمستوى عمله، لذا فعلى المخرج أن يكون شخصاً مسؤولاً ومنظماً وملهماً للعناصر الفنية المشاركة، فهو بمثابة العمود الفقري للعمل، ولا يتوقف دور المخرج على توجيه الممثلين داخل «اللوكيشن» ورسم حركتهم بل يجب عليه أن يكون على دراية بكافة العناصر الأخرى من أهمها إحساسه بشريط الصوت وقدرته على توظيف الموسيقى ووضع مؤثرات صوتية تخدم كل مشهد على حدة، كذلك فأن دوره يمتد لمرحلة المونتاج الذي يتم خلالها التحكم في بناء كل مشهد من مشاهد الفيلم بشكل تصاعدي مع الأحداث والتحكم في إيقاعه الداخلي والخارجي والإيقاع العام للفيلم، وهو أمر بالغ الأهمية، وقبل كل ذلك فأن قدرات المخرج الإبداعية تتمثل في قدرته على توظيف أدواته الفنية في مرحلة التصوير، مثل الاستخدام الأمثل للعدسات، واختيار الزوايا، وتوظيف حركة الكاميرا درامياً، وغيرها من أدوات المخرج الفنية التي تبرز قدرته الاحترافية.
وأنهى جمال الدين محاضرته بشكر القائمين على مهرجان العين السينمائي، مشيراً إلى أن المهرجان ولد عملاقاً، فهو مهرجان جاد يهتم بدفع السينما الإماراتية والخليجية إلى الأمام، وصرح أنه سيكون هناك شراكة في القريب العاجل بين المهرجان ومعهد السينما في القاهرة لاستضافة شباب المخرجين للدراسة بالمعهد العالي للسينما، كذلك تقديم ورش عمل من أساتذة المعهد للمبدعين الإماراتيين على مدار العام.

مطالبات بإنشاء معاهد لتخريج كوادر فنية مؤهلة
هويدا الحسن (العين)

حرص القائمون على مهرجان العين السينمائي على طرح عدد من القضايا السينمائية، التي تؤثر على صناعة السينما في الإمارات ودول الخليج ومن أهم الموضوعات التي طرحت للنقاش، السينما الخليجية بين الواقع الراهن والطموح الذي يتطلع إليه صناعها، حيث يرى المخرج والناقد العماني محمد الكندي أن واقع السينما الخليجية لا زال صعبا رغم المحاولات الجادة من قِبَل صناعها للنهوض بها ووضعها على الخريطة المحلية والعالمية.
وقال: على الرغم من مستوى الأفلام الجيدة التي نشاهدها في المهرجانات المحلية مثل الأعمال المميزة المشاركة بمهرجان العين السينمائي، تبقى أزمتنا الكبرى كصناع سنما خليجية هي عدم وجود معاهد وكليات فنية متخصصة، وهو ما أدى إلى ندرة الكوادر في مختلف التخصصات الفنية من تصوير ومونتاج ومهندسي صوت وفنيين وغيرها من التخصصات التي تفتقر إليها دول الخليج مما يدفعنا إلى الاستعانة بكوادر من الخارج وهو ما يؤثر بشكل كبير على الأعمال الفنية، وحتى على مستوى الورش فنحن نعاني قلتها، بالإضافة إلى غياب الدعن عن شباب المبدعين الذين يفتقدوا وجود منصات تسعى لاحتوائهم ودعم أعمالهم، لذا نطمح إلى وجود مظلة خارجية تحتوي هؤلاء الشباب، ونتمنى أن تتحد المهرجانات الخليجية لتقديم سينما خليجية حقيقية ومتميزة، لتكون لدينا صناعة سينمائية حقيقية وليست محاولات فردية.

الاهتمام بالمحتوى
وأكد الدكتور هشام جمال الدين وكيل معهد السينما بالقاهرة ضرورة الاهتمام بالمحتوى لجذب انتباه الجمهور الخليجي للأعمال السينمائية التي تقدم، وهو ما لن يتحقق دون وجود كوادر سينمائية متخصصة تستطيع أن تقدم أعمالا تثير اهتمام الجمهور، لذا لا بديل عن إنشاء معاهد فنية متخصصة في كل دول الخليج، وربما تكون أكاديمية محمد بن سلمان للفنون التي تعتزم المملكة العربية السعودية إنشاءها بداية لانطلاق مشهد سينمائي مغاير ومختلف وقادر على المنافسة محليا وعالميا.

القادم أفضل
ويرى المخرج والمنتج السعودي ممدوح سالم أنه رغم ما تعانيه السينما الخليجية من هموم مشتركة إلا أنه متفائلا بشأن المستقبل، مؤكدا أن القادم أفضل، وأن ما نحتاج إليه حقيقة هو وضع خطة تسويقية لعرض الفيلم الخليجي على نطاق أوسع. وتتفق معه فاطمة الحسينان مدير مهرجان الكويت السينمائي في التفاؤل بمستقبل السينما الخليجية بدليل وجود مهرجان واعد مثل مهرجان العين، وأضافت أن السينما الخليجية تبشر بالخير، فهناك شغف سينمائي كبير عند الشباب المبدعين ورغبة حقيقية في تقديم أعمال ذات مستوى فني متميز رغم كل العقبات التي تصادفهم وأهمها عدم وجود دعم مادي وهو ما يؤثر سلبا على عدد الأفلام التي تقدم. أما الممثل الإماراتي منصور الفيلي الذي استطاع الوصول إلى العالمية من خلال مشاركته في بعض الأفلام الأمريكية التي يتم تصويرها بالإمارات، فيؤكد أنه كان قد فقد الأمل في فترة من الفترات، لكنه الآن متفائل بمستقبل أفضل على كافة المستويات بعد انطلاق مهرجان العين الذي استطاع أن يعيد الأمل مجددا لشباب السينمائيين والعاملين بالصناعة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©