عدد اليوم
محمد عبدالسميع (الشارقة)
امتدت علاقة الإنسان بالبحر في الإمارات على مدار التاريخ، فقبل أكثر من 7 آلاف عام قبل الميلاد، وتحديداً بين الألف الرابع والخامس قبل الميلاد، عاش سكان الدولة، والشارقة تحديداً في العصر الحجري، كجماعات متنقلة تجمع الثمار، وتصطاد الحيوانات البرية، حيث كان المناخ مختلفاً عن الوقت الحاضر، بأمطار أكثر غزارة، مما وفر المراعي الكافية لتلك الحيوانات التي وفرت لهذه الجماعات البشرية، مصدراً مهماً للحوم والحليب والكساء.
الطبيعة وفرت الغذاء لسكان العصر الحجري، بالإضافة إلى الماشية كان البحر مصدراً هاماً من مصادر الطعام، ووُجدت أدلة في المواقع الأثرية على تغذي السكان على كميات ضخمة من أصداف الكائنات البحرية التي اعتبروها مادة غذائية هامةً كما أعيد استخدام تلك الأصداف في صنع الحُلي الشخصية.
ويوضح خالد حسين، منسق عام البحوث بمتحف الشارقة للآثار، أن من بين أندر هذه الحلي التي وجدها المنقبون، عقداً من اللؤلؤ اكتشف في قبر في جبل البحيص «50 كم شرق مدينة الشارقة»، ويتكون من خرزات منتظمة من اللؤلؤ مثقوبة بمهارة عالية تدل على دقة الأداة التي استخدمت في ثقبها.
يضيف حسين أن هذا العقد يعتبر أقدم عقد لؤلؤ اكتشف في دولة الإمارات العربية المتحدة حتى الآن، بعمر 7 آلاف عام، ويشير هذا العقد إلى الارتباط الحميم بين سكان الشارقة القدماء والبحر منذ آلاف السنين.
ويقول إن الحلي الشخصية لعبت دوراً هاماً في حياة الإنسان في ذلك العصر، حيث تمت صناعة المئات من القلائد المتنوعة، كما تبين ذلك خلال التنقيبات في جبل البحيص بالشارقة، وتحديداً في موقع البحيص 18 الذي ضم موقعاً مؤقتاً للسكن، ومقبرة كبيرة ضمت مئات الهياكل العظمية الفردية والجماعية.
ويؤكد منسق عام البحوث بمتحف الشارقة للآثار، أن الكثيرين دفنوا مع حليهم الشخصية في القبور والمدافن التي تعود للعصر الحجري، وتكونت الحلي من خرزات مثقوبة بعناية صنعت من الأحجار الصغيرة جداً أو من العظام وكذلك من عظام الأسماك الصغيرة، كما صنعت بعض الحلي من العقيق الأحمر، واللؤلؤ.
ويلفت خالد حسين إلى أن مهارة الإنسان في الشارقة خلال العصر الحجري تتضح من خلال قدرته على ثقب خرزات اللآلئ بمهارة وكذلك ثقب الأصداف والأحجار الصغيرة جداً وتشكيلها بدقة متناهية، ثم صنع خيوط خاصة من ألياف النباتات أو شعر الحيوانات لشد هذه الخرزات إلى بعضها ونظمها في أساور وقلائد، ولكن لم يعثر على أي من هذه الخيوط لسرعة تحللها.
