الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللاعبون المسلمون بأوروبا يجددون طاقتهم بروحانيات رمضان

اللاعبون المسلمون بأوروبا يجددون طاقتهم بروحانيات رمضان
19 مايو 2019 04:10

محمد حامد (دبي)

يحمل مشهد سجود محمد صلاح وأوزيل وماني، وغيرهم من نجوم الكرة العالمية، شكراً لله بعد تسجيل هدف، إشارة رمزية لقيم التسامح والتعايش وقبول الآخر، حيث لا يتردد جمهور ليفربول في قلب الآنفيلد، وعشاق أرسنال باستاد الإمارات في تحية هؤلاء النجوم والتصفيق لهم، وقد رصدت تقارير إنجليزية تأثير صلاح وماني وغيرهم من النجوم المسلمين بالملاعب العالمية، في التخفيف من النظرة السلبية للمسلمين في الغرب.
النجم المصري صلاح، ورفيق دربه السنغالي ماني، من النماذج الموهوبة مهنياً، المعتدلة دينياً، القادرة على التواصل والتكيف مع الآخر دون النظر إلى هويته أو ثقافته أو عقيدته، مع المحافظة في الوقت ذاته على هويتها، ويملك هؤلاء النجوم تأثيراً معنوياً كبيراً في ملايين المشجعين من العرب والمسلمين، وفي شهر رمضان يتلهفون على متابعة أخبار هؤلاء النجوم، وطريقة تعاملهم مع الشهر الفضيل، وخاصة فيما يخص الالتزام بالصيام، أو أداء مناسك العمرة في وقت التحرر من الالتزام بالمباريات.
«رمضان مبارك».. كلمتان لهما سحرهما الخاص يحرص نجوم الكرة العالمية على كتابتهما بالإنجليزية والعربية معاً، وربما بالفرنسية والعربية، وبكثير من لغات العالم التي تمتزج باللغة العربية في هذه المناسبة، ويسعى نجوم الرياضة العالمية، سواء من المسلمين أو غيرهم، إلى التواصل مع جماهيرهم وتهنئتهم بحلول شهر رمضان، حيث لم يتردد مسعود أوزيل نجم أرسنال، ومحمد صلاح هداف ليفربول، وبول بوجبا لاعب مان يونايتد، وفرانك ريبيري نجم البايرن، وغيرهم من النجوم، في إرسال هذه التهنئة للملايين حول العالم.
وقد جاءت نهاية الموسم الكروي في ملاعب أوروبا متزامنة مع شهر رمضان المبارك، فقد انتهى الدوري الإنجليزي الأحد الماضي، مما جعل بعض النجوم يسارعون بالتوجه إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة في هذا الشهر الكريم، ومن المعروف أن الدوري الإنجليزي ينشط به أكثر من 50 لاعباً مسلماً في مختلف الأندية، أصبحوا جميعاً أمام فرصة رائعة للتفرغ للشهر المبارك صياماً وقياماً وصلة أرحام، بعيداً عن الانشغال بالتدريبات القاسية والمباريات التي تأخذ وقت اللاعب المحترف بالكامل.
كما أن البعض من نجوم الكرة العالمية، وتحديداً الدوري الإنجليزي، قرروا أداء العمرة، وعلى رأس النجوم الذين شدوا الرحال إلى مكة المكرمة للقيام بالعمرة الرمضانية بول بوجبا لاعب مانشستر يونايتد رابع أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم، وكان برفقته النجم الفرنسي كورت زوما مدافع فريق إيفرتون الحالي، وتشيلسي السابق.
وبعد أن انتشرت صور نجوم الرياضة العالمية أثناء وجودهم في مكة المكرمة في الوقت الحالي، من أجل العمرة الرمضانية، استعاد الملايين من عشاق كرة القدم العالمية مشاهد وصور النجوم في السنوات الماضية حينما توافدوا على المملكة العربية السعودية من أجل العمرة الرمضانية، ومن بينهم النجم الألماني مسعود أوزيل لاعب أرسنال، والسنغالي ديمبا با، والمصري محمد صلاح هداف ليفربول، ومواطنه محمد النني لاعب أرسنال، والفرنسي كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد، وبلال ريبيري المعروف باسم فرانك ريبيري لاعب بايرن ميونيخ الألماني، وغيرهم من النجوم أصحاب الأسماء الرنانة في عالم كرة القدم.
ومن المعروف أن نجوم كرة القدم العالمية يملكون تأثيراً كبيراً في نفوس الشباب الذين بدورهم يملكون شغفاً كبيراً وعشقاً لا حدود له لكرة القدم، حيث تتعلق قلوب الملايين بنجوم الساحرة، إلى الحد الذي يدفع غالبيتهم إلى اتخاذ البعض منهم قدوة لهم، حيث يتأثرون بهم ويسيرون على دربهم في بعض تفاصيل الحياة، سواء تلك التي تتعلق بالمظهر الخارجي، أو الأخلاقيات والجوانب الروحانية والدينية.
فحينما يذهب النجم الفرنسي بول بوجبا، ومن قبله مسعود أوزيل، ومحمد صلاح، وكريم بنزيمة، وغيرهم إلى مكة المكرمة في شهر رمضان أو في غيره من شهور السنة لأداء مناسك العمرة، أو فريضة الحج، فإنهم يجذبون أنظار الملايين من عشاق كرة القدم في العالمين العربي والإسلامي، وفي العالم أجمع، إلى القيم الروحانية التي من شأنها جعل الحياة أكثر توازناً.
بوجبا نجم مان يونايتد، الذي ذهب إلى مكة المكرمة خلال اليومين الماضيين لأداء مناسك العمرة الرمضانية، أكد في تصريحات له أنه يشعر بالراحة وصفاء الذهن كلما أتى إلى مكة المكرمة وشاهد الكعبة، وأدى مناسك العمرة، وهي على الأغلب تصادف شهر رمضان، وقد استغل النجم الفرنسي فرصة انتهاء الموسم الكروي مع فريقه مانشستر يونايتد وسارع بالذهاب إلى مكة لأداء العمرة، وحرص على بث رسالة للملايين ممن يتابعونه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حينما أكد أن أداء مناسك العمرة يجعله أكثر شعوراً بصفاء الذهن بعد منافسات موسم شاق، خاصة أن مان يونايتد لم يقدم الأداء المقنع، ولم يحقق النتائج التي ترضي طموح الملايين من عشاقه حول العالم، وبدوره يتحمل بوجبا بعضاً من اللوم باعتباره اللاعب الأغلى والأشهر في صفوف الفريق.
وبدورها تتناول الصحف والمواقع العالمية، وكذلك حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، سواء على المستوى العربي أو العالمي، ما يتركه مشهد نجم كروي عالمي أمام الكعبة، حيث تشير تلك التعليقات إلى أن نجماً مثل أوزيل أو صلاح أو بوجبا يرتدون نفس الملابس، ويؤدون نفس المناسك، وفي هذه اللحظة تتجسد قيمة المساواة في الإسلام، فهذا اللاعب أو ذلك يملك شهرة عالمية لا حدود لها، كما أنهم من بين الأغلى والأكثر دخلاً على مستوى الكرة العالمية، ولكنهم في لحظات أداء مناسك العمرة، وكذلك أثناء تأدية الفروض مثل الصلاة، والصيام، وغيرها يصبحون مثل غيرهم من ملايين البشر الذين لا يتمتع غالبيتهم الكاسحة بالشهرة، كما أن النسبة الأكبر منهم لا يمكن وصفهم بالأثرياء، الأمر الذي يجعل النجم الشهير أكثر تواضعاً وقرباً من الله، وفي المقابل يجعل المشجع البسيط أكثر إيماناً بعظمة الإسلام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©