السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصينيون يتألقون في حب الإمارات

الصينيون يتألقون في حب الإمارات
19 مايو 2019 04:11

هناء الحمادي (أبوظبي)

عشق الفن، فأبدع في رسم لوحات فنية بحرفية وإتقان، تزينت لوحاته برسم الأب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، فتجسدت مشاعره في لوحاته جمالياً إبداعياً تنبض بحب الإمارات... جاك لي الذي يعيش في دولة الإمارات منذ 13 عاماً، امتاز بحرفية وموهبة في الرسم، أبدع في لوحات فنية جميلة مستخدماً خامات متنوعة من الألوان المائية والزيتية.
ويقول: تراث الإمارات وعاداتها وتقاليدها بداية الإلهام في رسم اللوحات الفنية لصور أشخاص، فمع الصور الفحمية اتبعت أسلوب الرسم الزيتي، لتتجه أناملي وأحاسيسي نحو تراث الإمارات الذي ما زال محفوراً في ذاكرة أهلها، لذلك أحببت أن أترجم ذلك عبر لوحاتي متنقلاً بين الطبيعة والتراث والبورتريه لقادة الدولة، لكن تظل صور المغفور له الشيخ زايد واقعاً كبيراً في قلبي، فهو مؤسس الدولة، وكتعبير خاص لهذا القائد الحكيم عبرت عبر لوحاتي عن حبي له من خلال رسم الكثير من اللوحات.

البيئة الإماراتية
إعجاب الفنان الصيني جاك لي بالإمارات والحياة القديمة من معالم تراثية إلى قصور كل ذلك كان له نقطة الانطلاق في أعمالة الفنية، حيث جسدها عبر عدة لوحات لينبثق من بين ثناياه مشاعر حب صادقة لدولة الإمارات بحرفية لا مثيل لها. وتميز جاك لي في لوحاته ساهم في أن يكون مدرب رسم بالمرسم الحر التابع لدائرة الثقافة والسياحة، ليستلهم لوحاته من البيئة الإماراتية.
ويقول «باعتبار دولة الإمارات مساحة للإبداع والفنانين الملهمين، ساهم ذلك في صقل موهبتي بالرسم والإبداع، حيث وجدتها وجهة مثالية للعيش والعلم والعمل والاستقرار فيها مع أفراد أسرتي، وعلى أرضها يجتمع الكثير من الجنسيات المختلفة التي تسودهم المحبة والانسجام والوئام والخير تحت مظلة التسامح والتعايش»، مبيناً «إعجابي اللامحدود بالثقافة الإماراتية دفع بي إلى زيارة الكثير من المتاحف فيها مثل متحف الشيخ زايد الذي كان بداية إلهامي وإبداعي في رسم عدة لوحات لهذه الشخصية التي اعتز بها، إلى جانب ذلك زرت منطقة الحصن الغني بالثراء الثقافي الإماراتي». ويؤكد جاك لي أن العلاقات الوطيدة بين الجمهورية الصينية الشعبية ودولة الإمارات تتسم بمتانة العلاقة الراسخة من خلال التعاون في الكثير من المجالات التي توطد وتقوي علاقة البلدين، مضيفاً «الإمارات، هي بلدي الثاني، وحين أسافر إلى الصين ينتابني الشعور بالحنين إلى أرضها وسماها».
رمضان التسامح
وحول أجواء رمضان يشعر جاك لي بأنه واحد من أفراد الأسرة الإماراتية يعيش الأجواء الرمضانية بصحبة مجموعة من الأصدقاء، الذين يحضرون الكثير من الأنشطة والفعاليات الرمضانية في العاصمة أبوظبي، يقول «كل يوم اكتشف الجميل في حياة أهل الإمارات، فالأجواء الرمضانية هنا تتسم بالكثير من الحب والعطاء والتعاون والترابط الاجتماعي، وهذا هو ما يعجبني هنا في أبوظبي، فالجميع أسرة واحدة برغم اختلاف الجنسيات.
وتخصص جاك لي في رسم صور الأشخاص ورسم الصور الفحمية وأسلوب الرسم الزيتي، فاز جاك بجائزة أكاديمية عام 2001 لرسمه صور الأشخاص، كانت له مشاركة في معرض الغاف للفنون، وقام أيضاً بعقد الورشات المستقلة، ونظَّم معرضاً ممتازاً في المنتدى The Clubوفاز بالمرتبة الأولى في 2008 لجائزة أفضل رسم تراثي في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية ، كما سجل فوزاً في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2009.

معارض فنية
وشارك الفنان الصيني في معارض فنية عدة، أبرزها، «مرحباً الساع» الذي ضم نحو 30 لوحة، جسدت مناظر من التراث والبيئة في الإمارات، مرسومة بالألوان الزيتية على الكانفاس، ممزوجة بمواد أخرى، وأيضاً شارك بلوحة تشكيلية خاصة في الأسبوع الصيني الإماراتي الذي أقيم في منارة السعديات في أبوظبي، وعرض في لوحته المشتركة مع الفنان والخطاط الإماراتي المعروف محمد المندي، البيت الصيني التقليدي وقلعة الحصن التاريخية في أبوظبي.

الفرقة الموسيقية
أما جنتشانغ جو، فيعيش في دولة الإمارات منذ ثلاث سنوات، يتحدث اللغة الصينية والإنجليزية، طالب في الصف السادس في أكاديمية جيمس ويلينجتون، تميز في دراسته الأكاديمية كطالب يبحث عن التفوق والنجاح في رحلته التعليمية بين الكثير من الأصدقاء من جنسيات مختلفة في صفه. رغم صغر سنه إلا أنه لم يدرك أنه سيكون ضمن الفرقة الموسيقية العسكرية لشرطة دبي، حيث يقول «خلال زيارة فريق من مجلس شرطة دبي الطلابي، شرحوا لنا رغبتهم بإنشاء فريق موسيقي عسكري يضم طلبة من مختلف الأعمار ومن جنسيات مختلفة، ورغم ترددي في بادئ الأمر إلا أنني تحمست للفكرة، خاصة أنني لا أعرف أساسيات العزف على الآلات الموسيقية أو الطريقة المتبعة أثناء العزف ضمن الفرقة الموسيقية وما هي الأساسيات التي لا بد أن تعلمها في الفرقة. ويضيف «مع الدخول في رحلة التدرب بالعزف على الآلة الموسيقية التي تستمر لعدة ساعات مع مجموعة من الطلبة الآخرين الذين يعزفون على عدة آلات موسيقية يظل التنافس فيما بيننا في إتقان النوتة الموسيقية على خط واحد.

وسائل الإعلام
وأكثر ما يشعر جنتشانج جو هو أنه لم يكن يدرك أنه بعد فترة سيكون محط أنظار الجميع عبر وسائل الأعلام، يقول عن تلك اللحظات الجميلة التي رسمت السعادة في قلبه «شعرت بالسعادة والفرح خلال مشاركتي مع الفرقة الموسيقية العسكرية التي قدمنا فيها عرضاً مبهراً أمام وسائل الإعلام وأمام كبار الشخصيات، حيث وجدت إنها فرصة لاكتشاف قدراتي ومهاراتي من خلال العزف أمام الجميع، وبالفعل فرصة ثمينة وجدتها على أرض الإمارات وسط تعايش وتسامح الكثير من الجنسيات الأخرى. ويصف جو تلك التجربة «محظوظ أن أكون ضمن كوكبة من مختلف الجنسيات نشارك في تقديم عرض موسيقي لمجلس شرطة دبي الطلابي الذي فتح لي ذراعية ليصقل هوايتي ومشاركتي ضمن ذلك الفريق الذي يتصف بتعدد الجنسيات».

دو وي: الإمارات قصة تحدٍ وشغف
دو وي، مديرة معهد كونفوشيوش المتخصص في تعزيز اللغة والثقافة الصينية، جاءت إلى الإمارات في سبتمبر عام 2016، اعتبرت الإمارات قصة تحد وشغف، لها سحرها ورونقها وطابعها الخاص.
تقول: إن تجربة الإمارات في ترسيخ قيم التسامح والسلام، محلياً وعالمياً، حققت رؤيتها في جعل هذه القيم سمة عامة تعكس الفطرة الإنسانية السليمة لأفراد المجتمع، حيث تعد الإمارات حاضنة لقيم التسامح والسلم والأمان والتعددية الثقافية، ما أسهم في تكريس مكانة الدولة كأرض وعنوان للتسامح والتعايش السلمي بين الثقافات المختلفة، وتعزيز لغة التسامح بين أطياف المجتمع بمختلف مكوناته. وتضيف «يقدم معهد كونفوشيوس لتعليم اللغة الصينية في جامعة زايد العلاقات الأكاديمية بين الإمارات والصين، كما يقدم عدداً من الخدمات للدارسين، تتمثل في تعليم اللغة الصينية عبر الإنترنت وتدريب المعلمين وتوفير الكتب الدراسية وإعطائهم نبذة عن تاريخ جمهورية الصين وأهم الملامح الثقافية والسياحية بها والعلاقات التجارية بينها وبين دولة الإمارات».
وتقول: «وجودي في دولة الإمارات فتح لي الآفاق في سلك التعليم وتدريس الطلبة اللغة الصينية في جامعة زايد، حيث هناك إقبال كبير من الطلبة على تعلم الثقافة الصينية، وهذا الإقبال ساهم في اكتساب الكثير من المهارات والخبرات ومعرفة الكثير من عادات وتقاليد الشعب الإماراتي، الذي يتسم بالكثير من الطيبة وحسن الخلق وكرم الضيافة.

نموذج للتعايش السلمي
دولة الإمارات نموذج للتعايش السلمي بين الأمم والشعوب كافة، حيث يعيش على أرضها جنسيات تتعايش مع بعضها بانسجام، ما جعل الدولة مثال يحتذى به في المنهج السلمي المتسامح والمستقطب للزوار من جميع دول العالم.. هذا ما يشعر به الصيني شي هونج مينج تخصص اللغة العربية إدارة واقتصاد في قوله «تعجبني اللغة العربية ومن أجل ذلك سعيت إلى تعلمها واكتشاف أسرار تلك اللغة الجميلة».
أكثر ما لفت انتباه شي هونج من المرافق السياحية والترفيهية في دولة الإمارات «قصر الوطن» الذي يجده أنه بالفعل صرح معماري فريد يجسد مسيرة التقدم في دولة الإمارات، ويشكل جسراً للتواصل المعرفي والحضاري بين شعوب العالم، حيث يتيح القصر بممراته الفخمة فرصة تعزيز وإثراء تجاربكم المعرفية، والتعرف من قرب على مسيرة القيادة الحكيمة في بناء الوطن، ودورها في حفظ ونشر الإسهامات العربية في مختلف مجالات المعرفة، علاوة على تسليط الضوء على التراث العربي الغني الذي يعكس الهوية الإماراتية وخصوصيتها المتفردة.

دور العبادة
كما لفت انتباهه تعدد دور العبادة لخدمة ديانات متعددة تسمح لرعاياها بممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية كل في دار عبادته الخاصة، وعليه فإن مئتي جنسية من مختلف بلدان العالم الذين تتفاوت أعدادهم ومؤهلاتهم وأعمالهم يعيشون في دولة الإمارات بتناغم، والكل يتعايش في سلام اجتماعي وسلمي وأمني واستقرار لا مثيل له على مستوى العالم، وفقاً لقوانين الدولة، هذا التناغم الرائع الذي يعيشه ساكنو الإمارات، هو أكثر ما يميزها.
ويقول جين الذي قدم إلى الإمارات عام 2012، للعمل في مجال تجارة المواد الإنشائية «لم يكن التسامح شعاراً رفعه الإماراتيون مجرداً عن الواقع، بل هو ممارسة عملية يومية».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©