السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

طيب تيزيني.. فيلسوف «المشروع النهضوي» في ذمة الله

طيب تيزيني.. فيلسوف «المشروع النهضوي» في ذمة الله
19 مايو 2019 04:14

أبوظبي (الاتحاد)

برحيل المفكر والفيلسوف السوري الدكتور طيب تيزيني يوم أمس، فقدت الساحة العربية قامة فكرية كبيرة، فقد اختير عام 1998م واحداً من أهم مئة فيلسوف في العالم خلال القرن العشرين من مؤسسة Concordia الفلسفية الألمانية الفرنسية.
تيزيني الذي وافته المنية في مسقط رأسه بمدينة حمص السورية، عن عمر يناهز الـ85 عاماً، هو أحد كُتاب صفحات الرأي بـ«الاتحاد»، حيث انتظم في مقالاته بالجريدة منذ عام 2002 ورفد هذه الصفحات، عبر إطلالة أسبوعية، بمساهماته الفكرية وسجالاته الفلسفية التي حللت بعمق العلاقة بين المثقف والمجتمع والشرق والغرب، وتطرقت إلى إشكاليات العولمة والنهوض العربي والحداثة والتنوير.
ونتذكر مقولة طرحها تيزيني أثناء مشاركته في منتدى الاتحاد السنوي عام 2007، والذي كان عنوانه «تحديات الثقافة العربية في عصر العولمة»، مفادها «أن الهوية العربية مكتملة وثابتة، ولكن التجارب والتحديات تجعل من الضروري بين حين وآخر إعادة ترتيب عناصرها».
النهضة العربية وسجالاتها وجدلياتها شغلت حيزاً كبيراً في نتاج تيزيني الفكري، فهو الداعي إلى مشروع نهوض عربي تنويري جديد، ولطالما نوّه لضرورة البحث في أسباب فشل النهضة العربية، والاتفاق على مشروع نهضوي، بعيداً عن السلبيات التي طرأت على المشاريع النهضوية القديمة. وترسخت لدى تيزيني قناعة بأن التفكير بمشروع نهوض عربي جديد يستوجب خطوتين كبيرتين، الأولى في التأسيس المعرفي لهذا المشروع من موقع التاريخ العربي الحديث، في حين أن الخطوة الثانية تقوم على التأسيس الفكري الفلسفي النقدي له، ويدرك كذلك أن التاريخ العربي عامة، والحديث منه خاصة، يحوي تجارب نهضوية تدل على أن فكرة النهضة ليست غريبة على تاريخنا، خصوصاً في القرن التاسع عشر، وذلك عبر صيغ متعددة قد تكون في طليعتها تجربة محمد علي في مصر وخير الدين التونسي في تونس، وداود باشا في العراق وبعض العائلات الأرستقراطية البرجوازية في بلاد الشام.
طيب تيزيني من مواليد حمص عام1934، وتلقى علومه في المدينة ذاتها، ثم غادر إلى تركيا بعد أن أنهى دراسته الأولية، ومنها إلى بريطانيا، ثم إلى ألمانيا لينهي دراسته للفلسفة فيها ويحصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة عام 1967 أولاً في أطروحة معنونة «تمهيد في الفلسفة العربية الوسيطة» والتي نشرت بالألمانية عام 1972، والدكتوراه في العلوم الفلسفية ثانياً عام 1973، وعمل في التدريس في «جامعة دمشق» وشغل وظيفة أستاذ في الفلسفة.
وقد تبلورت أطروحته باعتبارها نواة لمشروع فلسفي عند نشر كتابه الأول باللغة العربية وهو «مشروع رؤية جديدة للفكر العربي في العصر الوسيط» عام 1971 الذي طبع بعد ذلك خمس طبعات، حوّل تيزيني بعد ذلك أطروحته إلى مشروع متعدد المراحل مكون من 12 جزءاً، في هذه المرحلة أنجز أعمالاً منها «الفكر العربي في بواكيره وآفاقه الأولى» 1982، و«من يهوه إلى الله» 1985، و«مقدمات أولية في الإسلام المحمدي الباكر» 1994.
ومنذ عام 1997 ركّز تيزيني على معالجة عوائق النهضة العربية، سواء الذاتية أو الناتجة عن الحضارة الغربية، وأنجز أعمالاً منها «من الاستشراق الغربي إلى الاستغراب المغربي» 1996، و«النص القرآني أمام إشكالية البنية والقراءة» 1997، و«من ثلاثية الفساد إلى قضايا المجتمع المدني» 2001.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©