الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«مقامات العشق».. يروي سيرة «سلطان العارفين»

«مقامات العشق».. يروي سيرة «سلطان العارفين»
19 مايو 2019 04:13

أبوظبي (الاتحاد)

تعرض «قناة الإمارات» خلال شهر رمضان الفضيل، مسلسلاً تاريخياً جديداً يروي سيرة حياة «سلطان العارفين» محيي الدين بن عربي، ضمن باقة الأعمال الدرامية المُميّزة والإنتاجات العربية المُدرجة في الدورة البرامجية الجديدة لشبكة قنوات تلفزيون أبوظبي، والخاصة بالشهر الفضيل.
يأتي اختيار المسلسل الذي يُصنّف ضمن الدراما التاريخية، والمأخوذ عن نص من تأليف وسيناريو وحوار الكاتب الدكتور محمد بطوش، ومن إنتاج «أبوظبي للإعلام»، انسجاماً مع أهداف الشركة الرامية لتوفير محتوى ترفيهي وهادف، ويُلبي أذواق وتنوع اهتمامات جمهور مشاهديها في كل أنحاء العالم العربي.
وتقع أحداث المسلسل الذي تم تصويره في عدد من المحافظات السورية، وهو من إخراج أحمد إبراهيم أحمد، ويلعب دور البطولة في هذا العمل التلفزيوني الضخم يوسف الخال ولُجين إسماعيل، ونسرين طافش، إلى جانب كل من قمر خلف ومصطفى الخاني وسامر إسماعيل ومجموعة من النجوم العرب.

لقاء «ابن رشد»
يتناول المسلسل سيرة حياة «ابن عربي» الذي أدرك من خلال دراسات من سبقوه من فلاسفة العرب، أن المرء لا ينال مُراده إلا إنْ خالف نفسه، مُطلقاً مقولته الشهيرة: «لا ينال غاية رضاه إلا من خالف نفسه وهواه». ولأنه كان يبحث عن الكيفيات، سافر ليلتقي العلماء ويسمع منهم وجهاً لوجه ويسألهم ويُجادلهم ويُناقشهم في المعارف والعلوم. تعلّقت روحه بالسفر والترحال، وأحب خلوته وفضاءات التأمل والبحث في أسرار الوجود، وطاف بلاد الأندلس والمغرب العربي، حيث التقى الكثير من علماء عصره.
ولعل «ابن رشد» كان أحد أعظم العلماء الذين التقاهم «ابن عربي» في عصره، ففي تلك الفترة كان «ابن رشد» اكتمل عقله وتمت فلسفته، بينما كان «ابن عربي» في مقتبل حياته الفكرية، وأحس أنه يقف أمام بحر عظيم يموج بالفلسفة والعلوم، كما أحس أنه زهرة تتفتح في بستان المعرفة الكبير لابن رشد مترامي الأطراف. إلا أن «ابن عربي» فوجئ أن«ابن رشد» سمع به، ليس لأنه صديق والده، بل لأنه يملك من علم الفلسفة ما لفت انتباه ابن رشد.

حالة فريدة
تبدأ قصة المسلسل بولادة «ابن عربي» في «أُسرة صالحة» على الشاطئ الشرقي لمدينة مرسيه في الأندلس في شهر رمضان الفضيل عام 560 هجرية الموافق لـ 1165 ميلادية. وكأن القدر اختار الزمان والمكان لهذا المولود الذي يمثل حالة فريدة في التاريخ العربي الإسلامي، بل في التاريخ الإنساني كله. لم يكن الأب يعلم أن هذا المولود الذي طالما دعا الله أن يرزقه به، سيمثل الوحدة الحضارية بين شطري البحر المتوسط، محور الحضارات البشرية.
وفي أجواء ازدهار العلوم والفنون والعمارة، نشأ الطفل الذي سُرعان ما رحل مع أبويه إلى اشبيلية عاصمة الأندلس.. ولم تكن رحلة عادية لذلك الصبي، فقد غرزت فيه بذور التأمل في الكون الشاسع، حيث لاحظ تغير الأشياء من حوله، الأشجار والجبال والسهول، لتخلق في رأسه الصغير كماً من التساؤلات. حتى أن أباه انتبه إلى شروده الدائم وافتعل معه أول حوار فلسفي حول الوجود، وكم كانت دهشة الأب عظيمة حين سأله الطفل عن شيء ثابت لا يتغير مع مسير موكبهم الصغير.
يُعتبر ابن عربي أحد أشهر الفلاسفة العرفانيين، ولقّبه أتباعه ومُريدوه بـ «الشيخ الأكبر»، وبالعديد من الأسماء الأخرى منها «رئيس المُكاشفين» و«البحر الزاخر» و«بحر الحقائق» و«إمام المُحققين» و«سلطان العارفين»، وله العديد من المؤلفات والنظريات. وتوفي في دمشق عام 1240م، حيث دُفن في سفح جبل قاسيون.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©