الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كأس من الحجر الناعم.. حرفية تكشف اعتقادات البعث

كأس من الحجر الناعم.. حرفية تكشف اعتقادات البعث
20 مايو 2019 03:25

محمد عبدالسميع (الشارقة)

«البعث والخلود».. فكرتان آمن بهما إنسان العصر القديم في مختلف الحضارات، انعكستا على اهتمامه بما يُدفن معه في القبر ليساعده في الحياة الأخرى الأبدية.
هاتان الفكرتان تعبر عنهما العديد من المقتنيات المعروضة في متحف الشارقة للآثار، ومن بينها كأس من الحجر الناعم تميزت بزخرفتها، ودقة الرسومات عليها، يرجع تاريخها إلى العصر الحديدي في الفترة بين 300 إلى 1100 قبل الميلاد، ووجدت بجبل البحيص في الشارقة.
ويشرح خالد حسين، منسق عام البحوث بمتحف الشارقة للآثار، أن منطقة جنوب شرق الجزيرة العربية تميزت خلال العصر الحديدي بين 1300 و300 قبل الميلاد، بتطور الصناعات اليدوية، ووجد عدد من الأواني والأوعية المتميزة من حيث الشكل والحجم والزخارف والتي صنعت من حجر الستيتايت، مدفونةً في القبور والمدافن التي تعود لهذا العصر، مما يشير إلى استمرار تصنيعها ووجود ورش خاصة صنعت هذه الأواني لتلبية الحاجة إليها في مستوطنات العصر الحديدي.
ويوضح حسين أن هذه الصناعات بدأت تتوسع بسبب استحداث نظام الأفلاج لري المزروعات واستخدام الجمال في التجارة، ومن بين أروع الأمثلة على هذه المصنوعات التي وجدت في مواقع الشارقة الأثرية التي تعود للعصر الحديدي «هذه الكأس الكبيرة المصنوعة من الحجر الناعم في قبر بملجأ صخري بجبل البحيص» الذي يقع في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة، وتظهر عليها زخارف تمثل رسوماً لأسماك وطيور تشبه الطاووس، مما يوحي بتأثيرات هندية.
ويلفت النظر إلى أن ظهور الأشكال الحيوانية على زخارف الحجر الناعم في العصر الحديدي يشكل ميزة فنية مستحدثة تدل على توسع العلاقات التجارية وانتقال المؤثرات الفنية مع التجار، إذ اقتصرت الزخارف الفنية في العصر البرونزي على الأشكال الهندسية كالدوائر المزدوجة والتي استمرت بدورها بأنماط جديدة تُركت للخيال والتجريب أن يأخذا دوراً في الارتقاء بالفن في العصر الحديدي، ومن ذلك على سبيل المثال صنع أوانٍ أسطوانية الشكل تتخذ شكل القبة غير المكتملة في أعلاها، كما أضيفت إلى بعض هذه الأوعية مصبات لصب السوائل منها، وأضيفت لبعضها عرى مثقوبة قد تكون استخدمت في تعليق هذه الأواني والأوعية.
ويختم منسق عام البحوث بمتحف الشارقة للآثار، حديثه بأن المتأمل في هذا الوعاء وغيره من الأوعية الحجرية المعروضة في المتحف سيتساءل بلا شك عن الجهد والوقت اللذين بذلا في سبيل صنع هذه التحف الفنية، ولا بد أنها كلفت صاحبها الكثير في سبيل تصنيعها أو الحصول عليها؛ ولذلك فإننا نجدها من بين أغراضه الشخصية الأثيرة التي دفنت معه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©