الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تولستوي: الإسلام يتوافق مع العقل ويمتزج بالحكمة

تولستوي: الإسلام يتوافق مع العقل ويمتزج بالحكمة
23 مايو 2019 04:00

أحمد مراد (القاهرة)
يعد الأديب المعروف، ليو تولستوي، من عمالقة الروائيين وأعمدة الأدب الروسي في القرن التاسع عشر، ولد في العام 1828 في مقاطعة تولا جنوب موسكو، ونشأ في أسرة من أسر النبلاء، وكانت أمه أميرة.
تعمق تولستوي في القراءات الدينية، ودعا للسلام وعدم الاستغلال، وعارض القوة والعنف في شتى صورهما، وأُعجب بآرائه عدد كبير من الناس وكانوا يزورونه في مقرهِ بعد أن عاش حياة المزارعين البسطاء تاركاً عائلته الثرية، ومن أشهر أعماله كتاب «الحرب والسلام»، وتوفي في نوفمبر العام 1910.
تعرف تولستوي على الإسلام والدراسات الشرقية منذ سنوات شبابه حين درس اللغتين العربية والتركية لمدة عامين، وقد أدت دراسته الشرقية، لاسيما مبادئ الزهد في الإسلام، إلى زيادة مقته للمادية القاتلة، وكانت له مراسلات مع عدد من الشخصيات العربية، مثل المفكر الإسلامي المعروف الشيخ محمد عبده، وكان يكن أعمق مشاعر الاحترام للإسلام ولمفكري المسلمين في عصره، وقد احتل الإسلام مكانة مرموقة بين العقائد التي أقبل على دراستها، واستحوذت معاني القرآن الكريم على اهتمامه، كما استأثرت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بحبه وعنايته، لأنه وجد فيها الكثير من أفكاره التي كان يؤمن بها ويدعو إليها، وهو الأمر الذي جعله يصدر كتابه الشهير «حكم النبي محمد»، ويشير في مقدمة الكتاب إلى عقيدة التوحيد في الإسلام وإلى الثواب والعقاب والدعوة إلى صلة الرحم، فيقول: «وجوهر هذه الديانة يتلخص في أن لا إله إلا الله وهو واحد أحد، ولا يجوز عبادة أرباب كثيرة، وأن الله رحيم عادل، ومصير الإنسان النهائي يتوقف على الإنسان وحده، فإذا سار على تعاليم الله فسيحصل على الجزاء، أما إذا خالف شريعة الله فسينال العقاب».
وفي كتابه «حكم النبي محمد» سجل تولستوي بعض الشهادات المنصفة للدين الإسلامي، يقول في واحدة منها: «سوف تسود شريعة الإسلام العالم لتوافقها مع العقل وانسجامها مع الحكمة، لقد فهمت وأدركت أن ما تحتاج إليه البشرية هو شريعة سماوية تحق الحق وتزهق الباطل، ستعم الشريعة الإسلامية كل البسيطة لائتلافها مع العقل وامتزاجها بالحكمة والعدل».
وفي شهادة أخرى يقول تولستوي: «من فضائل الدين الإسلامي أنه أوصى خيراً بالمسيحيين واليهود، لا سيما قساوسة الأولين، فقد أمر بحسن معاملتهم ومؤازرتهم، حتى أباح هذا الدين لأتباعه التزوج من المسيحيات واليهوديات، مع الترخيص لهن بالبقاء على دينهن، ولا يخفى على أصحاب البصائر النيرة ما في هذا التساهل العظيم». كما يقول: «الإسلام خلص أمة ذليلة من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريق الرقي والتقدم، إنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح للسكينة والسلام وتفضل عيشة الزهد، ومنعها من سفك الدماء، وفتح لها طريق الرقي والمدنية».
ويضيف تولستوي قائلاً: «إذا كان انتشار الإسلام انتشاراً كبيراً على يد هؤلاء لم يرق للبعض، فإن ذلك لا ينفي حقيقة أن المسلمين العرب اشتهروا بالزهد، وطهارة السيرة والاستقامة والنزاهة، حتى أدهشوا المحيطين بهم بما هم عليه من كرم الأخلاق والوداعة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©