عدد اليوم
أشرف جمعة (أبوظبي)
القرية التراثية على كاسر الأمواج بالعاصمة أبوظبي، تعبر عن الجوانب التقليدية لأسلوب الحياة الذي كان يعيشه البدو في الصحراء، وتشمل السوق والمسجد والنسق القديم الذي سبق مرحلة تحوّل أبوظبي إلى المدينة العصرية التي نعرفها اليوم، ويوجد بالقرية العديد من الحرفيّين الذين يصنعون الفخّار والزجاج المنفوخ والنسج على النول، وتخضع القرية التراثية لإدارة نادي تراث الإمارات، وتُجسّد الواحات التقليدية التي تعكس من خلالها صورة مشوّقة عن ماضي الإمارة، كما تضمّ مشاغل متوفّرة للجميع يعرض فيها الحرفيّون المهارات التقليدية، كصناعة الأدوات المعدنية، والأواني الفخارية، والحياكة والغزل.
تاريخ عريق
يتشارك الحرفيّون مهاراتهم مع الزوّار، وقد يمنحونهم في بعض الأحيان الفرصة لتجربة ممارستها، أمّا متجر التوابل الصغير، فيقدّم أصنافاً متنوّعة من الأعشاب المجفّفة والصابون المصنوع يدوياً، وباقة متنوّعة من التذكارات.
وتعد القرية التراثية التي تعبر عن الماضي وشموخ الحاضر على كاسر أبوظبي من أهم معالم الإمارة الحضارية، حيث أصبحت مقصداً رئيساً للزائرين والباحثين عن تاريخ الإمارة العريق، فهي تجمع بين دفتيها التاريخ والتراث في قالب معماري مزدان بالطين واللبن، ليروي للأجيال والزائرين على حد سواء حكايات الزمن الجميل.
أما افتتاحها رسمياً فقد كان في عام 2001 برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، على مساحة تبلغ 16 ألفاً و800 متر مربع، لتجسد نظرة سموه في ضرورة عرض تراث الأسلاف ليصبح نافذة للأجيال الحاضرة.
ذاكرة مكان
وتتمتع القرية التراثية بموقع سياحي أهّلها كي تكون جزءاً من ذاكرة المكان الذي تحكي عنه قصصها التاريخية التي ظلت شاهداً أميناً على عصر لن يندثر، وتبدو هذه القصص واقعاً من خلال المرافق الخالدة التي تضمها قرية التراث مثل البيئة الزراعية والبيئة البحرية وبيت البحر وبيوت البر والجبل، ومن ضمن مرافقها أيضاً السوق الشعبي «سوق الحرفيين، متحف القرية، الذي يحتوي أرشيفاً تاريخياً، وعملات نقدية ومصاحف قديمة وخناجر وسيوفاً وأسلحة نارية وأحجاراً كريمة، كما يوجد بها «سوق العريش»، وهو عبارة عن سوق شيد من العرائش، ويضم مجموعة من المنتجات التقليدية الجميلة التي تفوح منها أصالة التراث وعبق الماضي، مما يتيح للزائر فرصة اقتنائها.
