الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد يوسف: الصوم مفتاح الأبواب المغلقة وفرصة لمراجعة النفس

محمد يوسف: الصوم مفتاح الأبواب المغلقة وفرصة لمراجعة النفس
25 مايو 2019 00:00

محمد عبدالسميع (الشارقة)

«فرصة للتأمل ومراجعة النفس، وتكريس الجهد الأكاديمي، والاجتهاد بعيداً عن الضوضاء».. أشياء تميز الشهر الفضيل لدى الفنان التشكيلي الإماراتي، الدكتور محمد يوسف، الذي يعتبر رمضان فرصةً لأن تكون النفس البشرية أكثر هدوءاً، موضحاً أنه من الممكن أن يفتح الصوم أبواباً قد تكون مغلقةً لتزاحم الأعمال وسط ضجيج الحياة، فهو شهر التفكر والتأمل في شتى المجالات: الدينية والدنيوية.
ويشير يوسف، والذي يُعد أحد مؤسسي جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، ورئيساً لمجلس إدارتها لأكثر من دورة، إلى أن انشغالاته الإبداعية اليومية خلال شهر رمضان تنصب على متابعة الأعمال السابقة، والتفكير الجدي في تقديم الأفضل مع تكريس الجهد الأكاديمي في تقدير أعمال الطلاب خلال العام.
ويوضح الفنان الرائد الذي أسهم بقوة في إثراء الحركة التشكيلية بالدولة، أن الوقت أحياناً يجبره على التنازل عن أشياء كثيرة، والتركيز على الأعمال الروحانية والخاصة بهذا الشهر، والحرص على التواصل الأسري، وخاصة العائلة والوالدة، الذي يعتبرها «الأهم» في حياته.
ويركز الدكتور محمد يوسف أيضاً خلال الشهر الفضيل على متابعة برنامجه «النيشان»، والذي تُنتجه هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ويحرص على لقاء أسرة البرنامج، والنقاش معهم حول التراث.
عمل يوسف في نتاجه الفني على إبراز المعنى من خلال الخامة، وركز في عناصره وموضوعاته على عنصري الحركة والسكون، وعُرضت أعماله على نطاق واسع محلياً ودولياً، وتشمل مشاركاته: الكويت، والعراق، والمغرب، وسوريا، وعمان، والبحرين، والهند، واليابان، وإيطاليا، وأسبانيا، وفرنسا، ولبنان، والأردن، وقطر، وبنجلاديش.
وشارك الفنان التشكيلي الإماراتي، في جميع معارض جمعية الإمارات للفنون التشكيلية منذ تأسيسها عام 1979، وحتى الآن، وأقام معرض «الخروج إلى الداخل» في منزله عام 2003، بالإضافة إلى مشاركته في العديد من البينالي والتظاهرات الدولية، وحصل على العديد من الجوائز وشهادات التكريم، ومن أبرزها: جائزة الدولة التقديرية 2009، والجائزة الذهبية الأولى في بينالي بنجلاديش 2004.
يرى الدكتور محمد يوسف، أن شهر رمضان فرصة للتفكر والتأمل ومراجعة النفس، والعمل على تحسين الصورة وتكاملها من الداخل والخارج، مضيفاً «الرجوع إلى داخل النفس مطلب حيوي، خاصةً في صلاة الجماعة بالفجر، والعشاء، والتراويح.. أحرص دائماً على الابتعاد عن الشد لتقويض النفس، وكوني نحاتاً، وما يحتاجه مني من الصبر والتأني للبحث عن المميز بين زملائي الفنانين، والأهم من ذلك هو الابتعاد بعيداً عن الضوضاء».
يحكي يوسف في معرض حديثه عن ربطه للعلاقة بين الفن والدين في أعماله، وظهر هذا جلياً في العمل الأخير الذي شارك به في مهرجان الفنون الإسلامية، والذي انطلق تحت اسم «أفق»، وتُشرف عليه دائرة الثقافة بالشارقة، واصفاً إياه بالتحدي الجديد، موضحاً «قدمت فكرة روح الأذان، وهي تراودني من عام 1990، ومع توالي سفراتي ومشاركاتي خارج الإمارات، ولحظة سماع الأذان وصوت القرآن الكريم، وحين أكون في الطائرة، واكتشف أننا في هذا العالم الكبير ونحن بين السماء والأرض، وهي لحظة تسكنني من سنوات حتى جاء الوقت لتنفيذها حيث قدمت تجربتي المسرحية والتشكيلية في عملي «روح الأذان».
ويستكمل الفنان التشكيلي: العمل عبارة عن مجسم كبير منطلقاً إلى أعلى، وهو ما يعكس سمو الإسلام، وخطوات متتابعة باتجاه القبلة داخل المسجد مع تغير أوقات الأذان، خمس مرات من صوت صياح الديك والفجر، حتى غروب الشمس، ومن ثم العشاء، وبحركة الشمس».
يضيف الدكتور محمد يوسف: إن استمرار هذا المشهد يُذكر المسلمين بروح هذا الأذان، وأيضاً احترام لحظة الصمت لدى المشاهدين، وهم يتجهون إلى القبلة وبخطوات بيضاء، دليلاً واضحاً للصفاء حين يدخلون المسجد، ويتجهون نحو القبلة، ولغير المسلمين يطرح عليهم التساؤل حول الصوت، والآذان، وتفسير الكلمات والإسلام، ولعلها تكون دعوة صريحة وغير مباشرة للتعرف على الإسلام وهنا الفرصة للتقارب بين الدين والفن، ومتى قربنا الإسلام بعيداً عن التشدد كسبنا الآخرين مع احترامنا للأديان الأخرى.
يختتم الفنان التشكيلي الإماراتي الدكتور محمد يوسف، قائلاً: لرمضان جمالياته التي لا تخفى عن الوجدان، وهذا يضفي على المخيلة الثقافية والفكرية لدي الكثير من الألوان الحياتية أعايش فيها يوميات رمضان من منظور بسيط شعبي قريب من أفراد المجتمع، ألمس فيها نبض الشارع فتجدني أتأمل التفاصيل الرمضانية بعين العاشق، فأقوم بتدوينها للاستفادة منها في الأعمال القادمة... لرمضان ثمة أبواب فسيحة مشرعة للدهشة والتجدد ووثابية الروح كي تنطلق من عقالها نحو فضاء ممتد في المحاولة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©