السبت 25 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المكتبات الإسلامية.. منارات في العلوم والمعارف

المكتبات الإسلامية.. منارات في العلوم والمعارف
1 يونيو 2019 01:06

أحمد شعبان (القاهرة)

تعتبر المكتبات التي أقيمت في إسطنبول، أشهر مدن الحضارة وعاصمة الدولة العثمانية، من أهم المؤسسات المعرفية، التي أفادت العلماء وطلاب العلم في أنحاء العالم، ففي عهد السلطان محمد الفاتح، بدأ الاهتمام بإنشاء المكتبات في إسطنبول والأناضول والبلقان، وتبرع السلطان لمكتبات المدارس التي افتتحها بمجموعات من الكتب، قال الرحالة والمؤرخ المغربي محمد بن عبد الله المكناسي في زيارته إلى إسطنبول العام 1199هـ - 1785م: وأما في هذه المدينة من خزائن الكتب المعتبرة، التي لا يوجد مثلها في سائر البلاد، فكل مسجد له خزانة، وهناك خزائن أخرى من غير المساجد، ويظل الجميع مفتوحاً والقَيِّم حاضراً، ومن أراد أن يطالع أو ينسخ يظل هنالك حتى يقضي غرضه، ولا تخرج ورقة من هنالك.
تم تأسيس هذه المكتبات بنظام الأوقاف وتعددت أنواعها، فمنها المكتبات الخاصة الملحقة بقصور الأمراء والسلاطين ورجال الدولة، وأنشئت مكتبات ملحقة بالمدارس والمستشفيات والمساجد والتكايا، وقد انتشرت بكثرة منذ بدايات تأسيس المساجد والجوامع، وهناك نوع آخر من المكتبات وهي المكتبات العامة التي يستطيع أفراد الشعب الاستفادة منها، وظهر هذا النوع في أواخر القرن الـ17 عندما قام الصدر الأعظم فاضل أحمد باشا ببناء «مكتبة كوبرولو» العام 1089هـ - 1678م، وزاد انتشارها حتى وصلت ذروتها في عهد السلطان محمود الأول.
وذكرت المصادر التاريخية أن المكتبات الخاصة للعلماء ورجال الحُكم انتشرت بداخل بيوتهم وقصورهم، فمكتبة الأمير كوركوت ابن السلطان بايزيد الثاني بلغ من ضخامتها أنها كانت تُنقل بالجمال أثناء سفره من مكان لآخر، وكان لرستم باشا الصدر الأعظم فترة السلطان سليمان القانوني مكتبة خاصة تضم 5000 كتاب، كما كانت مكتبة العالِم مؤيد زاده عبد الرحمن أفندي تحتوي على 7000 مجلد، وكانت مكتبة الصدر الأعظم الداماد إبراهيم باشا فترة السلطان أحمد الثالث في القرن الثامن عشر تحتوي على 9000 مجلد في جميع أنواع العلوم والفنون بالعربية والتركية والفارسية وبعضها باللغات الغربية. ويعتبر العصر الذهبي لإنشاء المكتبات العامة، هو القرن الـ18 الميلادي فقد اشتهر السلاطين ورجال الدولة بإنشاء المكتبات، منهم السلطان أحمد الأول الذي أسس في العام 1131هـ - 1719م مكتبة بداخل قصر الطوب قابو بإسطنبول عُرفت باسم مكتبة الأندرون، وقد جمع لها آلاف الكتب من مصادر مختلفة، كما أسس السلطان عبدالحميد الأول «المكتبة الحميدية» العام 1195هـ - 1780م.
ويعتبر العهد الأبرز لإنشاء المكتبات في هذا القرن، هو عهد السلطان محمود الأول، فتم تشييد أكثر من 30 مكتبة في البلقان والأناضول والبلاد العربية، منها مكتبة آيا صوفيا التي تم بناؤها داخل الجامع وضمت أكثر من 4000 كتاب، كما أنشئت مكتبات في جلاطة سراي بإسطنبول وغيرها خارج تركيا، وقد تنوعت مجموعات الكتب فيها بين علوم دينية ولغوية وأدبية وفلسفة، وجغرافيا وتاريخ وغيرها والتي ساعدت رواد المكتبات وطلبة العلم على توفير المعارف والعلوم، ونشرها بين العامة بشكل سهل.
وقام بعض رجال الحكم بتأسيس مكتبات أخرى، فمنهم رئيس الكُتّاب الذي أسس مجموعة من المدارس والمكتبات في إسطنبول وبلغراد وقسطمونو، وأوقف على مكتبته التي شيدها بإسطنبول 1237 كتاباً من مكتبته الخاصة وهو رقم كبير في وقتها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©