الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نادي الطلبة السعوديين في الإمارات جسر تواصل الأجيال

نادي الطلبة السعوديين في الإمارات جسر تواصل الأجيال
3 يونيو 2019 00:17

خولة علي وأحمد النجار(دبي)

تلعب الأندية الطلابية دوراً مهماً في دفع الطلبة نحو الاندماج في المجتمع الجامعي، ومنحهم مزيداً من الخبرات الذاتية في كيفية التواصل وبناء علاقات جديدة ومثمرة مع الطلبة الآخرين وبناء مهارات قيادية، ومدهم بميزة تنافسية في مساعيهم المستقبلية، وفي ظل تعدد الثقافات وتنوع الأنشطة، في مجتمع الحرم الجامعي، فإن ذلك يعطي دفعة قوية في نسج المزيد من الترابط والتعاون والتعارف وتقبل الآراء والتفاعل مع المجتمع، وتبادل الثقافات والخبرات فيما بينهم.
ويعتبر نادي الطلبة السعوديين في الإمارات، من الأندية الطلابية التي تسعى إلى تسليط الضوء على الإبداعات في مختلف الأنشطة عبر برامج وفعاليات ومعارض، وتبرز مواهب الطلبة الثقافية والأدبية، وتحفزهم على مشاركاتهم الاجتماعية خارج أسوار الجامعة تحت ظل الملحقية الثقافية السعودية، خاصة في المناسبات والأعياد.

مهارات التواصل
وعن تفاعل الطلبة السعوديين ومدى قدراتهم على الاندماج في المجتمع الإماراتي، يقول حمزة الجهني رئيس نادي الطلبة السعوديين في الإمارات: تأسيس النادي جاء لغاية احتضان الطلبة المغتربين والعمل على ربطهم بمختلف الجامعات في دولة الإمارات، موضحاً أن تواصل الطلبة مع بعضهم تحت مظلة النادي السعودي، يمنحهم الثقة والتحفيز على إثبات قدراتهم وتفوقهم في هذا الزخم الواسع من الثقافات والجنسيات الأخرى في الجامعات، وتطور مهارات التواصل مع الآخرين بطريقة تجعل الطالب منهم خير سفير لبلده، فقد جاء بهدف تشريف دولته أولاً وأخيراً، ورفع مستواه وتحصيله الأكاديمي، لذا فإن تقديم المساعدة له من أولويات وجود هذه الأندية التي تقدم رعاية خاصة للطلبة المغتربين.
وأشار إلى أن النادي يسعى إلى تنظم فعاليات عدة، ويحرص على مشاركة أبناء الوطن وذويهم القانطين في دولة الإمارات، كالاحتفال بالمناسبات الوطنية والاجتماعية والدينية، ولا يقتصر ذلك على احتفالات المملكة العربية السعودية فحسب، بل المشاركة في الاحتفالات الوطنية لدولة الإمارات، تأكيداً للتلاحم بين الشعبين وترسيخاً لمتانة العلاقات والروابط التي تجمع البلدين، موضحاً أن النادي السعودي يحرص على مشاركة الأندية الطلابية الخليجية في الجامعات الإماراتية، من خلال صورة توثق وتبرز تلاحم أبناء دول الخليج.

أعمال تطوعية
وأضاف: كرة القدم تجمع الجميع، لذا يتم تنظيم بعض الأنشطة الرياضية ومباريات كرة القدم بين الطلبة، كما تولي الملحقية الثقافية السعودية وهيئة الأندية الطلابية السعودية في الإمارات اهتماماً كبيراً في التطوير العلمي، لذلك تكثف الدورات والبرامج التدريبية للارتقاء بمستوى الطالب، وفقاً لما يتطلع له الوطن في رؤية 2030.. ومن أبرز الفعاليات والأنشطة التي يحرص طلبة السعودية على المشاركة فيها، الأعمال التطوعية، والمشاركات المجتمعية، ومنها المشاركة في حملات التبرع بالدم، وفعاليات أصحاب الهمم، واليوم العالمي للتوحد، وتوزيع إفطار صائم، والإفطار الجماعي، وأيضاً المناسبات العالمية كيوم المرأة، بالإضافة إلى القيام بحملات للتوعية ضد مخاطر سرطان الثدي، إلى جانب عرض أبرز نشاطات وإبداعات الطلبة.

اختراعات بدائية
ومن أبناء السعودية في الإمارات، نادر التركي، الذي وجد نفسه مولعاً بالمقتنيات التراثية راغباً في تجديدها وحمايتها من أن تضيع في زخم الثورة التكنولوجية الحديثة، التي سحبت البساط عن القديم، ممسكاً بتلك الأدوات التي كانت نتاج عبقرية المخترعين قديماً، موضحاً أن تلك الأدوات على بساطتها، ساهمت في تسهيل الحياة بالمجتمعات القديمة، ومن هذا المنطلق وجد التركي أن هذه الاختراعات البدائية لا يمكن الانتقاص من دورها وما حققته في الحقب الماضية، فهي أدخلت الفرحة والسعادة على البيوت وأنارت أركانه وردهاته، وأخرى نشرت الفرح في أرجائه.
ويقول التركي: نحن كشعوب خليجية، نقدر المقتنيات التراثية التي أبدع الأهالي قديماً في صناعتها من خامات البيئة المحلية، فعند الوقوف عند أي أداة تراثية نلمح مدى عبقرية الأهالي قديماً، في التعاطي مع الخامات، بطريقة نستشف من خلالها مدى ما يتمتعون به من خبرة عملية في استغلالهم للخامات بأسلوب علمي دقيق ينسجم مع ظروف البيئة المحلية.

أسلوب عصري
وأضاف التركي: منذ زيارتي لدولة الإمارات، لاحظت الاهتمام الواسع التي توليه الحكومة بالتراث إلى جانب اهتمام الشباب بجمع المقتنيات التراثية، وهذا ما جعلني أبحث في طيات المخزون التراثي محاولاً استنطاق كل قطعة منها واستثمار ذلك بأسلوب عصري، مشيراً إلى أنه انتشرت في البادية الخليجية، الكثير من الأدوات التي أعانت أهلها على تيسير حياتهم اليومية، ونظراً لما يتمتع به العرب من كرم الضيافة، فقد تواجدت أدوات تحضير القهوة، وفق طقوس خاصة، على وقع طرب الربابة، كما اشتهرت أيضاً أداة خض اللبن، «القربة»، وهي مصنوعة من جلد الضأن أو الماعز المدبوغ، وتستخدم في خض الحليب وتحويله إلى لبن واستخراج منه الزبدة.
ويؤكد التركي: البيئة الخليجية ثرية وبها مخزون هائل من التراث، ما يستوجب على كل فرد خليجي أن يستثمر تراثه ويبرزه بطريقة تواكب الحياة العصرية، وقد حاولت جاهداً أن أوثق التراث الخليجي عبر سلسلة من الأعمال وأطور منظومته من خلال أفكار مبتكرة، يمكن التعاطي معها بطريقة مختلفة، وتعريف الشباب بأهميتها.

هاني نقشبندي: تدغدغ أحلام زوارها
بعد أن قضى هاني نقشبندي، الكاتب والروائي والإعلامي السعودي، أكثر من 15 عاماً في لندن، كرئيس تحرير لبعض أهم المطبوعات العربية، عاد ليستقر في الإمارات، ووجد الحياة فيها لها مذاق خاص، ووصف كل هذه السنوات التي عاشها على أرض الإمارات، بأنها تجربة ممتعة وثرية.
وقال نقشبندي: يحدث فقط في الإمارات أن تشعر وكأن كل شيء قد وجد من أجلك، والأهم من ذلك أنك لا تشعر بغربة أو وحدة فيها ولو كنت وحيداً، فهذه البلد تعرف جيداً كيف تدغدغ أحلام زوارها الذين ما يلبثون أن يقطنوا أرضها عن شغف وقناعة، لما توفره من عناصر جذب وصفقات فرص وأجواء أمن وأمان ورعاية تامة، ناهيك عن أن الأرض هنا تعطيك أضعاف ما تعطيها، لا أتحدث عن المال، بل عن المكانة والحضور.
وأضاف نقشبندي : أن الحياة لها خصوصية في الإمارات، بمعنى أن ما تجده هنا لن تجده في مكان آخر، يكفي أن تعود إليها كلما ابتعدت عنها، تشتاق إليها، ويدفعك حنين قوي إلى العودة لأحضانها، وتابع: كلما تركتها لفترات متقطعة، أعود إليها أكثر شوقاً من قبل، ولا تنسى أن تشابه عاداتها مع السعودية، يشعرني وكأنني في بلدي، فهي وطن إسلامي بنكهة عالمية، هكذا أراها.
وحقق نقشبندي الكثير في هذا البلد، معتبراً بأن وجوده لسنوات طويلة في الإمارات، هو بمثابة مكسب كبير له، مكسب في معرفة عادات شعوب كثيرة، وبناء صداقات أكثر، وقال: الخبرة التي وجدتها هنا متنوعة وعميقة، خاصة في ميدان العمل والعلاقات الإنسانية، من دون أن يخفي أن لديه تطلعات مهنية كثيرة، من أجل مزيد من العطاء، متمنياً توظيف خبرته كإعلامي وكاتب وروائي في إضافة شيء مهم تستحقه هذه الأرض، التي أعطتنا الكثير، ومن حقها علينا أن نبادلها بالمثل حباً وعطاء. وقال «لعلي أجد فرصة لذلك، فلا يتوقف محب عن العطاء، إن كان صادقاً في حبه.»

مشعل القحطاني: بلد مضياف دافئ الحضن
قال المذيع والإعلامي الرياضي مشعل القحطاني: «لم أشعر سوى أنني أعيش في بلدي المملكة العربية السعودية، ولم أُواجه معضلة التأقلم مع المكان الجديد، فما اكتشفته أن للإمارات ميزة عن غيرها من الدول بأنها مضياف دافئة الحضن لا تشعر فيها سوى بحالة التناغم والطمأنينة، واعتبر أن فرص الحياة وعناصر الجذب التي دفعته للاستقرار في الإمارات كثيرة، لكن أهمها حالة التشابه الكبير بين الإمارات والسعودية، التي أشعرتني بالولاء والارتباط كأنني بالسعودية، هذا بالإضافة للاحترافية التي وجدتها في مجال عملي في قنوات دبي الرياضية، والتي تساعد على العطاء والإنتاجية.
وعن تقييمه وانطباعاته عن خصوصية الحياة في الإمارات من حيث حرية العادات والتقاليد ونقاط الالتقاء والقيم المشتركة بين السعودية والإمارات، أوضح مشعل أن تنوع الثقافات والجنسيات والأطياف الموجودة في الإمارات لا تستطيع أن تجدها إلا في عدد قليل من البلدان حول العالم، لذلك أعتقد أنها انعكست على الجميع هنا بأن يتقبلوا المختلف عنهم ويتعايشوا معه في تناغم فريد، وهذا من أكثر الأمور التي ترفع من جودة الحياة في أي بلد، أما ما يخص العادات والتقاليد، فهي قريبة من بعضها وتكاد تكون متشابهة في أغلبها بين البلدين، لذلك لم أحتج وقتاً للتأقلم، فهي مألوفة لديّ.
وأشار إلى أن كلمة السرّ في تعلقه الوجداني بها، فضلاً عن الازدهار والانتعاش الحضاري والثقافي الذي تعيشه الإمارات، هو امتلاكها الحنكة والحكمة في تبنّي كل ناجح، ولعل من أهمها مشاركتي في كثير من المحافل الدولية والمناسبات العالمية التي أقيمت في الدولة، سواء كمقدم لهذه الاحتفالات، أو رئيساً لإحدى جلسات مؤتمراتها، أو مشاركاً ومتحدثاً في ندواتها.

مائدة العيد
في طقوس العيد لدى السعوديين، هناك نقاط التقاء في الطابع والمظهر والعادات مع المجتمع الخليجي، ولا توجد اختلافات كثيرة عن عادات وتقاليد الدول العربية، وقال إبراهيم الأحمدي، إن خصوصية العيد في السعودية تكمن في بعض التقاليد التراثية التي تختلف من منطقة إلى أخرى في ربوع المملكة، حيث تستعد النساء عشية العيد لإعداد الحلوى والكعك وتحضير البخور وعمل الحناء خاصةً للأطفال الإناث، وفي صباح العيد يحرص رب الأسرة أو كبير العائلة على اصطحاب أبنائه إلى صلاة العيد التي تقام في نفس الأحياء القريبة منهم، ويرتدون الملابس الجديدة، ويتبادلون التهانئ عقب أداء الصلاة، ولدى العودة إلى المنزل، تبدأ المظاهر الجوهرية للعيد، والتي تتمثل في تهيئة أجواء المنزل بالبخور والعود وتحضير المائدة لاستقبال الأقارب والأهل، تحتوي على الحلويات مثل التمور والقهوة والمعمول و«الكليجة» وغيرها، وتقديم العيدية للصغار والنساء من ذوي الأرحام.
وتجتمع الأسر والقبائل في بعض المناطق السعودية لإحياء بعض العادات القديمة من خلال ارتداء الزي الشعبي، وتقام الذبائح والعزائم لمدة ثلاثة، ويتم توزيع بعض المؤن الغذائية على الفقراء والمتعففين في الحي. وأشار الأحمدي إلى أن مائدة العيد في السعودية تختلف في عناصر الضيافة من مدينة إلى أخرى، فعلى سبيل المثال في الرياض تتصدر ثلاث أكلات على مائدة الضيافة، وهي المطازيزي والمرقوق والجريش، ويقدم أهالي المنطقة الشرقية أكلات شعبية إلى جانب الكعك والمعمول واللحم والأرز مثل القرص عقيلي والساقو والخنفروش والشعيرية، وفي مكة تقدم أنواعاً مختلفة من الحلوى مثل البسبوسة والقيمات والطرمبة وغيرها، أما في مناطق الجنوب يقدمون العصيدة والعريكة كوجبتين رئيسيتين، إلى جانب المشروبات الساخنة كالقهوة العربية والشاي.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©