الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أين أموال إعمار أفغانستان؟!

2 مايو 2018 21:31
انتقد مكتب رقابي تابع لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) البنك الدولي والحكومة الأفغانية لتقاعسهما عن حماية مليارات الدولارات من المساعدات من التبديد وسوء الاستخدام المحتمل، وأشار إلى ضعف معروف منذ فترة طويلة مازال قائما في برنامج يقدم 40% من النفقات غير العسكرية في البلاد. وجاء في تقرير البنتاجون بشأن صندوق ائتمان إعادة إعمار أفغانستان، أن «الحكومة الأفغانية لا تضطلع بمسؤوليتها تجاه كيفية استخدام أموال صندوق ائتمان إعادة إعمار أفغانستان وحماية الأموال من مخاطر إساءة الاستخدام أو التبديد أو الاحتيال. وافتقار البنك الدولي للشفافية يقيد معرفة المتبرعين والجمهور بشأن تقدم صندوق ائتمان إعادة إعمار أفغانستان والنتائج التي تم رصدها». وتأسس الصندوق عام 2002 للمساعدة في إعادة إعمار أفغانستان بعد الغزو الأميركي عشية هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية. ويراد بالصندوق الذي يدعمه 34 دولة ويديره البنك الدولي دعم الحكومة وبرامج التنمية الاقتصادية وحماية حقوق المدنيين. ومن بين عشرة مليارات تم المساهمة بها في الصندوق منذ عام 2002، قدمت الولايات المتحدة أكثر من ثلاثة مليارات دولار، مما يجعلها أكبر متبرع مفرد. والتقرير الصادر عن مكتب «المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان»، وهو جهة رقابية تابعة للبنتاجون، يمثل علامة أخرى على المشكلات التي تواجهها الولايات المتحدة وحلفاؤها والرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني، في تحسين وسائل الحكم والتصدي لـ«طالبان» و«داعش». وفي الأيام القليلة الماضية، قتل نحو 60 شخصاً وأصيب أكثر من 120 آخرين في تفجير وقع في مركز لتسجيل الناخبين في كابول. وأعلنت «داعش» مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري. وفقدت حكومة أفغانستان المركزية سيطرتها على قطاعات من الأراضي لصالح «طالبان» وقوى أخرى على مدار سنوات. وأشار البنتاجون إلى أنه حتى أكتوبر 2017 كان هناك 56% من سكان أفغانستان يعيشون في مناطق تحت سيطرة الحكومة، وهناك 14% من الأراضي يسيطر عليها المتمردون والنسبة المتبقية، وهي 30%، تمثل مناطق متنازع عليها. وذكر تقرير أصدره مكتب «المفتش» في يناير الماضي أنه رغم إنفاق 8.7 مليار دولار على جهود مكافحة المخدرات في أفغانستان، فقد ارتفع إنتاج الأفيون 87% في الأشهر الأحد عشر الأولى من عام 2017 عن الفترة المقابلة ذاتها في العام السابق، وهو رقم قياسي غير مسبوق. ووافق الرئيس دونالد ترامب العام الماضي على طلب البنتاجون إرسال 4000 جندي أميركي إضافي، من بينهم قوات خاصة، إلى أفغانستان. ومنح ترامب القادة الميدانيين المزيد من السلطة في ضرب إرهابي «طالبان» و«داعش» و«القاعدة». لكن هذه الجهود لم تغير مجرى الأحداث ضد المتمردين فيما أصبح أطول حرب في التاريخ الأميركي. وجاء في أحدث تقرير لـ«المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان» أن البنك الدولي أجرى تعديلات على إشرافه على صندوق إعادة الإعمار، لكنه أشار إلى أن المسعى يفتقر إلى الشفافية والرقابة الفاعلة. وجاء في التقرير أن البنك «لن يستطيع أن يحدد تأثير نحو 10 مليارات دولار على تحسين التنمية الأفغانية». وفي الرد على التقرير، ذكر البنك الدولي أنه يتفق مع معظم توصيات «المفتش العام» فيما عدا دعوته إلى إلغاء أو تعديل نطاق المشروعات التي تعتبر فاشلة أو حجب الأموال عن الحكومة الأفغانية أو استعادتها. ووصف شوبهام تشودهوري، مدير فرع البنك الدولي في أفغانستان، أن معظم النتائج «حكائية نوعاً ما»، وأن النتائج تظهر فجوات في التسجيل والرصد في لحظات معينة، لكنها ليست بالضرورة «نقاط ضعف متواترة لم نعالجها قط». وذكر البنك الدولي في بيان على موقعه على الإنترنت، يوم الأربعاء الماضي، أنه يعمل مع الحكومة الأفغانية لتعزيز البرنامج. * صحفي متخصص في الاقتصاد والأمن القومي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©