الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الأبيض» يعلن «التحدي» ويفتح «صفحة جديدة»

«الأبيض» يعلن «التحدي» ويفتح «صفحة جديدة»
17 يناير 2019 01:22

معتز الشامي (أبوظبي)

عاد منتخبنا الوطني إلى التدريبات مساء أمس، بحصة قوية خاضها جميع اللاعبين على ملعب جامعة نيويورك بجزيرة السعديات، استعداداً لمواجهة قيرغيزستان في دور الـ16، المقرر لها مساء الاثنين المقبل في بداية «مرحلة جديدة» من عمر البطولة ومسيرة منتخبنا فيها.
وكان الجهاز الفني قد منح اللاعبين راحة سلبية لمدة 24 ساعة أول من أمس، عقب التأهل في صدارة المجموعة الأولى، للخروج من المعسكر والمبيت مع عائلاتهم، في خطوة كان الهدف منها إبعاد اللاعبين عن ضغوط البطولة، والحصول على فرصة التقاط الأنفاس، لاستئناف المشوار في المرحلة الثانية من كأس آسيا، بمعنويات عالية وروح مختلفة، وطموح نحو تقديم الأفضل، فضلاً عن الفصل التام بالنسبة لتلك المرحلة عن المراحلة الأولى من البطولة القارية.
ويهتم الجهاز الفني بقيادة الإيطالي زاكيروني بالتركيز على كشف السلبيات، التي وقع فيها المنتخب في المباريات الثلاث، لاسيما في الشق الدفاعي المتمثل في انعدام التواصل بين المدافعين، ما أدى لوجود ثغرات بسبب عدم التمركز الجيد في بعض المواقف، خاصة خلال الهجمات المرتدة، والتي كلفت منتخبنا هدفين خلال البطولة، حيث لن تتحمل مواجهة دور الـ16 أية أخطاء، فضلاً عن ضرورة استغلال الفرص السهلة التي تلوح للمهاجمين خلال الـ90 دقيقة.
وشهد معسكر المنتخب الذي بدأ صباح أمس بعد عودة اللاعبين من الراحة السلبية، عقد «جلسة مصارحة»، بحضور جميع اللاعبين وأفراد الجهازين الفني والإداري، للحديث عن سلبيات المرحلة الأولى من البطولة، والاستماع لكل طرف حول تحفظاته التي كانت في المرحلة الماضية، لاسيما من حيث الأداء المتراجع من بعض اللاعبين، والذي أصبح من دون سبب، حيث يقدم الجميع جهوداً كبيرةً خلال التدريبات، لكن رغم ذلك يتراجع الأداء لبعض اللاعبين في بعض المباريات، وهو ما ركز عليه الجهازان الفني والإداري في لوم بعض الأسماء التي لم تقدم مستواها حتى الآن، والتي أضاعت أكثر من فرصة بسبب التسرع والرعونة.
وكان التوجيه الأكبر في تلك الجلسة لإسماعيل الحمادي، الذي يبذل جهداً كبيراً ويحاول على كل كرة، لكنه يفتقد الدقة في اللمسة الأخيرة، سواء بتسجيل الأهداف أو صناعتها لزملائه، وهو ما أثر على أداء «الأبيض»، لاسيما خلال مباراة البحرين وتايلاند، حيث أضاع في الأولى فرصة هدفين محققين، وكذلك فرصة هدف محقق أمام تايلاند، من كرات يفترض أنها سهلة على لاعب بقدرات الحمادي، فضلاً عن علي مبخوت، الذي رغم تسجيله هدفين، إلا أنه أيضاً أضاع فرصاً سهلة بتسرع ورعونة أمام المرمى.
وركز الجهاز الفني على توجيه اللاعبين بضرورة نسيان أي شيء يشغلهما، وأن يتحررا تماماً من الضغوط، فضلاً عن ضرورة استعادة التركيز، حيث يبني الإيطالي زاكيروني خططه الهجومية على دور الثنائي، مبخوت والحمادي، حيث ينطلق الأخير من نصف الملعب نحو منطقة الـ18 ليمرر الكرات لمبخوت المطلوب منه التركيز الجيد.
أما ثاني الملاحظات التي تمت مناقشتها خلال الجلسة، التي عقدت قبل بدء المعسكر بين الجميع، فهي ضرورة أن يتحرك اللاعبون من دون كرة، لخلق الفرص، وخلخلة الدفاع للفرق المنافسة التي أدت في أغلب مبارياتها بأسلوب دفاعي بحت، وقد عاب «الأبيض» أمام تايلاند عدم تحرك لاعبيه في الخط الأمامي من دون كرة، في المناطق خلف الدفاعات التايلاندية، بالإضافة إلى قلة التمرير السريع للكرات، والتي أدت لمنح فرصة لمنتخب تايلاند للارتداد ومنع الخطورة عن مرماه بسهولة في كثير من الأحيان.
فيما شهدت الجلسة «تعهد» جميع اللاعبين بغلق صفحة الدور الأول، والتركيز بكل قوة وجدية على المرحلة الثانية من البطولة، من أجل الزحف نحو النهائي، بالتعامل مع كل مباراة كأنها بطولة، وهو ما طلبه زاكيروني خلال محاضرته باللاعبين، حيث نقل إليهم رغبته في أن يرى الالتزام والجدية في كافة التفاصيل بالمعسكر، كما كانت الروح بين الجميع، كما طالبهم بأن يبذل كل لاعب 200% من المجهود المطلوب، سواء في التدريبات أو المباريات، لأن مباريات خروج المغلوب، تحتاج لأكثر من مجرد التزام تكتيكي وخططي، بل تحتاج لصاحب المجهود الأكبر، وصاحب القدرة على التركيز في تحركاته طوال الـ90 دقيقة، والسعي لتسجيل هدف والتعزيز بآخر.
وكانت تلك الجلسة سبباً في ارتفاع معنويات جميع اللاعبين، لاسيما بعد أن عادوا من إجازة قصيرة أمضوها مع عائلاتهم، وكانت سبباً في شحن الهمم، وخاصة أن الجماهير الإماراتية تنتظر من عناصر «الأبيض» تحسن الصورة وتطوير الأداء، حتى يكون شكل منتخبنا مطمئناً بالقدرة على المنافسة على اللقب، والتعامل مع البطولة خطوة بخطوة.
ويواصل منتخبنا الوطني تدريباته اليومية على ملعب جامعة نيويورك، بمشاركة جميع اللاعبين، برغبة من الجميع تقديم أفضل مستوى ممكن خلال التدريبات على أمل دخول التشكيلة الأساسية، في ظل وجود توجه لدى الجهاز الفني بإجراء بعض التغييرات على التشكيلة وطريقة اللعب، والدفع ببعض العناصر ليكون لها دور أكبر خلال المرحلة المقبلة، لاسيما إسماعيل مطر وأحمد خليل، خاصة خلال الشوط الثاني، فضلاً عن استثمار التفاهم والتجانس الكبير في أداء كل من ماجد حسن وعلي سالمين، حيث قدم كلا اللاعبين مستوى مميزاً، خاصة أمام منتخب تايلاند، ويفكر الجهاز الفني في منح كلا اللاعبين أدواراً أكثر تأثيراً من حيث التحرك في صناعة وبناء الهجمات، بالإضافة لدورهما الدفاعي لمنع خطورة نقل الكرات في الثلث الخلفي لمنتخبنا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©