الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«المبيدات المحظورة».. خطر قادم عبر «الجيران»

«المبيدات المحظورة».. خطر قادم عبر «الجيران»
16 يونيو 2019 01:54

أحمد مرسي (الشارقة )

ما إن يحل الصيف، ويدور في فكر الكثيرين من أصحاب الشقق والمساكن الخاصة في الاستعانة بشركة لرش المبيدات والتخلص من الحشرات، إلا وتلازمها حّيرة البحث عن شركة متخصصة تستعين بأهل الخبرة والاختصاص، وتستخدم مبيدات مصرح بها ومعتمدة دولياً، لا محظورة ولا ممنوعة.
ومع بداية الموسم ينتاب الكثيرين حالة من القلق على أنفسهم وأبنائهم لاحتمالية استعانة البعض بمبيدات «محظورة»، والاعتماد على أنفسهم في رشها أو توزيعها في منازلهم، أو اللجوء لأشخاص غير معتمدين للقيام بالمهمة، وبالتالي التسبب في نتائج كارثية قد تودي بحياة وأرواح أبرياء غالبيتهم من الأطفال، وفي معظم الحوادث يكون السُم قادم من بُعد وعبر فتحات المكيفات الهوائية، متسللاً إليهم من شقة الجيران.
توحدت الأسباب في كافة الحوادث من هذا النوع، والتي وقعت في غالبية إمارات الدولة، خلال السنوات الماضية وعلى فترات متباعدة، والتي راح ضحيتها عدد من الأشخاص، معظمهم من الأطفال، بأن القاتل هو «فوسفيد الألمنيوم»، ومواد أكثر تطوراً منه، والمُلقب أيضاً بـ«القاتل الصامت» والموجود في كثير من المبيدات الحشرية المحظورة، يتسرب رويداً رويداً عبر فتحات الهواء، من الشقة التي وضعه فيها شخص «غير مدرك» ومن ثم يغادرها، ليمارس السُم القاتل مهامه في القضاء ليس على الحشرات فقط بل ويحصد أرواح أبرياء أيضاً.
«الاتحاد» تتناول أهمية زيادة الوعي لدى أفراد المجتمع بضرورة الاستعانة بالمختصين والمعتمدين من الشركات التي أقرتها الجهات المعنية في البلديات وعدم اللجوء لغير المهنيين أو استخدام مبيدات محظورة قد تتسبب في قتل أبرياء، أو إحداث أضرار في صحتهم العامة مستقبلاً، بما يحقق الأمان للآخرين.
قال ياسر عبد الرحمن، إن مسألة الاستعانة بأشخاص غير مختصين برش المبيدات الحشرية في المنازل أو اللجوء لوضع مواد محظور استخدامها في هذه الأماكن، وبصورة فردية دون الاستعانة بمختصين، أمر بات يقلق الجميع، ولا يتسبب في أخطار قد تنتهي بحالات وفاة فقط لمن استخدمها في مكانه، بل وتحصد أرواح أبرياء لا ذنب لهم مقيمون في مسكنهم آمنين، يمارسون حياتهم بصورة طبيعية، ولا يدركون بأن جيرانهم هم من تسببوا في إيذائهم، حتى وإن كان الأمر من دون قصد.
وأضاف: أنه وعلى فترات متفاوتة، يفاجئ الشارع العام بواقعة يتألم لها الجميع وتفقد فيها أسرة أبناءها، وخاصة من صغار السن بسبب المبيدات الحشرية والسموم المتسللة منها، وفي كل مرة يكون الأمر مرتبطاً بالجيران في الشقق المجاورة، هم من قاموا برش هذه المبيدات أو وضعوها كحبوب تتفاعل داخل المكان ومن ثم يقومون بإغلاق شقتهم وتركها لأيام خارج المنزل أو لسفر طويل، وذلك للقضاء على الحشرات داخلها.
وذكر أن النتيجة كانت كارثية في الكثير من الحوادث وخاصة لجيران تلك الشقق التي وضع أصحابها هذه المبيدات، تعرضوا لمضاعفات وإعياء شديد وقد ينتهي الأمر بالوفاة للبعض منهم، كما حدث مع العديد من الحالات، وطالب بضرورة أن يكون هناك وعي أكبر من قبل الأهالي بالأشخاص الأجدر على الاستعانة بهم لوضع هذه المبيدات وكذلك لنوعية المبيد المستخدم.

أجسام ضعيفة وقلوب بريئة
وأكدت ماجدة عبد الله بوشليبي، مواطنة من الشارقة، أن المبيدات الحشرية واستخدامها في المنازل أصبح أمراً يؤرق الكثيرين، وخاصة أن هناك العديد من الحوادث التي تتكرر الفترات الماضية وفي كافة أرجاء الدولة، وينتج عنها وفيات، في معظمهم يكونوا من الأطفال الأبرياء الذين لم تتحمل أجسامهم الضعيفة وقلوبهم البريئة كل هذه الكميات المستنشقة من المواد السامة. وقالت: إن الأمر في حاجة لقرارات رادعة تنهي هذه التجاوزات تجاه من يقومون بهذه المخالفات، وخاصة أن الضحايا يكونون آمنين في مساكنهم وحريصين كل الحرص على أطفالهم وعدم تعريضهم للأخطار، بينما تأتيهم الفاجعة من مكان آخر، من جار مهمل أخطأ ووضع بنفسه مبيدات قد يكون استقدمها من بلاده، ويتم استخدامها في الغالب لمزارع وأماكن مفتوحة، إلا أنه استعان بها في شقة صغيرة مغلقة، وبوجود فتحات لأجهزة المكيفات الهوائية، تسبب في قتل جيرانه.

تنبيه الملاك للمستأجرين
من جانبه، أشار المواطن يوسف الأحمدي، إلى ضرورة أن تكون هناك شروط أو تنبيهات من قبل أصحاب البنايات للمستأجرين والتحاور معهم في بداية التعاقدات على بعض الإجراءات التي يجب الالتزام بها، ومن بينها ما يتعلق بالمبيدات الحشرية وإرشادهم عن الطرق السليمة في رشها والاستعانة بالجهات المعتمدة من الشركات التي لديها تصريح من البلديات، وبالتالي تستخدم المواد المصرح بها، لا المواد المحظور تداولها. وقال: إن البنايات الكبيرة تعتمد في مجملها على وحدات لأجهزة المكيفات الهوائية وتغذي العديد من الشقق السكنية مجتمعة، وهو ما يجعل البعض يستنشق روائح قادمة من شقق الجيران.

ردع المستهترين
وقال محمد شفيع الله خان، أحد أقارب الطفل الباكستاني خزيمة، الذي توفي في الحادث الأخير بالشارقة نتيجة استنشاق مبيدات حشرية محظورة من شقة جيرانهم، إن الواقعة التي حدثت لأقاربي مؤخراً، تدعو الأهالي إلى عدم التهاون أو الإهمال في القيام بأفعال قد تتسبب في أضرار لغيرهم وقد تغير حياة أشخاص لا ذنب لهم فيما قاموا به الآخرون.
وأفاد بأن أقاربه كانوا في مأمن داخل شقتهم يمارسون حياتهم بصورة عادية ومستقرة، وحريصون طوال حياتهم على تربية أبنائهم، إلا أنه - وبإرادة الله- جاء القدر من خارج المنزل والذي أودى بحياة طفل من توأمهم، مؤكداً ضرورة أن تكون هناك إجراءات رادعة للمستهترين لمنع تكرار مثل هذه الحوادث المفجعة والتي يكون ضحاياها غالباً من الأطفال.

مأمن داخل المسكن
وقال شفيع الله خان، رب الأسرة الذي فقد ابنه في حادث استنشاق المبيدات الحشرية المحظورة بالشارقة، إنه وطوال الأعوام الماضية يحرص على توفير الحياة الكريمة لتوأمه، خزيمية وكومال، 10 سنوات، وأنه شعر في يوم الواقعة، بالغثيان والإعياء الشديد، وبعد دقائق بات الشعور يتسلل لزوجته وابنه وابنته، وأنه ظن أنهم تعرضوا لتسمم غذائي.
وأضاف: أنه وبمراجعة الطبيب المختص، وكذلك بعد الاستفاقة، أكدوا له أنه وأسرته تعرضوا لتسمم من مبيدات حشري محظور صادر من الشقة المجاورة، متسائلاً: كيف للناس أن تكون في مأمن داخل مساكنهم، وشخص آخر أخطأ في الشقة المجاورة وقد أثر عليهم هذا الخطأ وفقدوا ابنهم ومروا بحالات صحية حرجة خلال الأيام الماضية ؟!. وطالب بضرورة وضع إجراءات رادعة وحازمة حيال هذا الأمر، وخاصة أن الواقع يؤكد وجود العديد من الحوادث خلال الفترة الماضية ذهب ضحيتها أشخاص كثر، في كافة إمارات الدولة، وغالبيتهم من الأطفال الذين لم تتحمل أجسامهم الضعيفة نسبة السموم.

أهل الاختصاص
وذكر المهندس سالم عبد الله موسى، مدير شركة لمكافحة الحشرات بالشارقة، أن هناك المئات من الشركات المعتمدة لإبادة الحشرات في كافة إمارات الدولة، وعلى الأهالي اللجوء إليها حال رغبتهم في رش منازلهم، وعدم الاعتماد على أنفسهم في رش مبيدات لا يدركون مدى خطورتها وقد حصلوا عليها من جهات وطرق غير مشروعة، وفي غالب الأمر تكون مميتة وهو ما تأكد من العديد من الحوادث التي نشهدها خلال الفترات الماضية والتي يذهب ضحاياها أطفال أبرياء.
وطالب الأهالي بالاستعانة بأهل الاختصاص، أصحاب هذه الشركات وألا يعرضوا حياتهم وحياة الآخرين من جيرانهم للخطر، أو لفقدان شخص عزيز عليهم.

هبوط حاد
وأفادت الدكتورة صفية الخاجة مدير عام مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال بالشارقة، إن حالات التسمم من خلال استنشاق المبيدات الحشرية، أمر يحتاج الكثير من التوعية للأهالي وكذلك للأشخاص ممن يستخدمونها في أعمالهم، بالتعرف على مدى الأضرار التي قد تنتج عنها صحياً لمستنشقيها.
وذكرت أن هناك مواد سامة أكثر تطوراً بدأت تستخدم في المبيدات الحشرية، ويتم الاستعانة بها من قبل أشخاص في غير موضوعها، كأن يتم وضعها في المنازل مثلاً، في حين أن مكان وضعها يكون في الزراعات والأماكن المفتوحة، وعليه ينتج عنها وفيات.
ونوهت إلى أن الحادث الأخير، الذي راح ضحيته طفل باكستاني 10 سنوات وتم إنقاذ شقيقته التوأم، يصب في خانة استخدام المبيدات المحظورة في غير موضعها.
وأهابت الدكتورة صفية الخاجة بالأسر أيضاً بضرورة التأكد من نوعية المبيدات التي يتم استخدامها في منازلهم أو الحدائق الملحقة بها، للتخلص من الحشرات، وكذلك الأشخاص الذين يقومون برشها ومدى قانونيهم واعتمادهم من الجهات الرسمية بالبلاد، والتدقيق على إجازة السماح بها والبعد عن المحظور منها لما فيه من الصالح العام.

فشل في وظائف القلب
أكد الدكتور خالد خلفان بن سبت، نائب المدير للشؤون الطبية بمستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال بالشارقة، استشاري جراحة الأطفال، ضرورة انتباه الأسر بعدم رش المبيدات أو وضع الأقراص في المنازل وخاصة التي بها أطفال لما لها من تأثير سلبي خطير على صحتهم العامة وغالباً ما تؤدي لوفاتهم إذا وضعت بكميات كبيرة أو في ظروف معينة مرتبطة بالأجواء.
وقال: إن المبيدات السامة التي تحتوي على مادة «فوسفيد الألمنيوم» محظورة دولياً، وخاصة في المنازل والأماكن الصغيرة المغلقة، وينتج عن استنشاق كمية صغيرة منها فشل في وظائف القلب والوفاة وخاصة عند الأطفال، وبالتالي يتم استخدامها في المزارع والأماكن المفتوحة.

شركات وهمية
تنظم كافة البلديات في الدولة حملاتها بصورة مستمرة لضبط الشركات الوهمية التي تعمل في مجال مكافحة الحشرات، وذلك دون الحصول على رخصة لممارسة النشاط،والحرص على تطبيق القوانين والأنظمة الكفيلة بحماية حياة الأشخاص.
ودائماً ما تجدد البلديات في كافة إمارات الدولة من تحذيراتها في التعامل مع شركات المبيدات الحشرية غير المرخصة والتي يعمد أصحابها إلى ترك إعلاناتهم على أبواب المنازل معلنين عن تقديم هذه الخدمات واستخدام مبيدات غير مرخصة تؤدي إلى التسمم أو الموت أحياناً لخطورتها، ولذا تهيب البلديات بأفراد المجتمع ضرورة التواصل معها دائماً على الرقم المخصص للاستعلام عن الشركات المرخصة في كل إمارة أو من خلال زيارة مواقع البلديات الإلكترونية، وعدم التعامل مع الشركات التي لا تعتمدها البلديات أو التوجه لشراء مبيدات من المحال باعتبارها خطرة على صحة وسلامة الأفراد.
وأكد ثابت سالم الطريفي مدير عام بلدية مدينة الشارقة، أن المحافظة على صحة وسلامة قاطني الإمارة يعتبر من أولويات عملها، كما تحرص على سلامة أفراد الأسرة وعدم تعريض حياتهم للخطر، والحفاظ على الصحة العامة، من خلال تشديد الرقابة على الشركات التي تمارس نشاط رش المبيدات الحشرية في المنازل، للحد من خطورة الاستخدام العشوائي لها، كما تُلزم جميع الشركات المعنية بهذا المجال باستخراج شهادة مزاولة المهنة الصادرة عن البلدية، واستخراج رخصة تجارية من دائرة التنمية الاقتصادية، تفادياً لتعرضها للمخالفة أو المساءلة القانونية.
وأشار إلى أنه في حالة رصد شركات تمارس هذا النشاط دون ترخيص يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقها لما تشكله من خطر على المجتمع وسلامة الأفراد، مشيراً إلى أن وعي الجمهور والتزامه بالتعليمات والنصائح الصادرة من البلدية، وتنظيم الحملات المستمرة للتوعية بخطر التعامل مع شركات غير مرخصة، حققت نتائج إيجابية بانخفاض مثل هذه المخالفات أو حتى عدم حدوثها.

استخراج الرخص
أوضح المهندس حسن التفاق مساعد المدير العام لقطاع الزراعة والبيئة في بلدية الشارقة، أن البلدية تُلزم الشركات باستخراج الرخصة اللازمة من دائرة التنمية الاقتصادية والبلدية، وفي حال قامت الشركة بمزاولة النشاط بناء على رخصة الدائرة دون الترخيص من البلدية، فإن ذلك يعتبر مخالفاً للقانون ويتم اتخاذ الإجراء اللازم بحقها، كما تنطبق هذه الإجراءات والمخالفات بحق كل من لا يقوم باستخراج رخصة تجارية مسبقة إضافة إلى عدم استخراج ترخيص لمزاولة النشاط.
وأوضح أن البلدية تحرص بشكل مستمر على التواصل مع وزارة التغير المناخي والبيئة للاطلاع على أنواع المبيدات التي يتم تحديثها بشكل دوري ومستمر عن طريق المعنيين في الوزارة، للتأكد من عدم استخدام المحظورة منها والتي من الممكن أن تؤثر سلباً على صحة الفرد، ومتابعة استخدام المبيدات المرخصة، واعتمادها في البلدية بحسب ما هو معتمد من الوزارة، مشيراً إلى أن الآلية المتبعة في رش المنازل والدوائر المختلفة تتم وفق خطط محددة، حيث يتم رش المنازل بناءً على الطلبات والبلاغات المقدمة عبر الخط الساخن للبلدية، ويأتي ضمن النطاق الخارجي للمنزل كالساحة الخارجية وبجانب فتحات الصرف الصحي فقط، وأما فيما يخص الدوائر المختلفة، فيتم توفير خدمة الرش للدوائر غير المشمولة في عقد خدمات النظافة المعد من قبل دائرة المالية المركزية التابعة لحكومة الشارقة، ويتم توفير الخدمة بناءً على جدولة مسبقة وبشكل دوري، ولكن لا يمنع ذلك تأدية الخدمة في حال تقدمت تلك الدوائر بشكوى للبلدية.

لواصق تحذيرية
توضع البلديات المختصة في كافة إمارات الدولة لاصقاً تحذيرياً في مدخل البنايات بصورة عامة يتضمن: «يمنع منعاً باتاً استخدام المبيدات الحشرية داخل المبنى أو الشقق ومن يفعل ذلك يكون تحت طائلة المسؤولية».
كما وتضم البنايات العديد من هذه اللواصق وبلغات مختلفة، إلا أن البعض من الأهالي لا يقوم بقراءتها أو الاهتمام بها، وبالتالي يلجأ لشركات غير معتمدة لرش المبيدات أو يستخدم مواد من خلال معارف شخصية يهمونه بأنه سريعة التخلص من الحشرات، إلا أنه لا يدرك أنها محظورة وقد تتسبب في وفاة أبرياء، كما حدث مع العديد من الحالات في السابق.

فوسفيد الألمنيوم.. القاتل الصامت
يعتبر فوسفيد الألمنيوم الموجود في بعض المبيدات الحشرية، ضار بالصحة ويؤدي إلى الوفاة، ويأتي على شكل أقراص أو مسحوق بودري له لون رمادي مائل للسواد ويستخدم لقتل الحشرات والفئران، والقوارض والزواحف، ويطلق عليه اسم «القاتل الصامت»، كما وظهرت مواد أخرى سمية تحمل تطوراً للمادة نفسها وهو مركب كيميائي، وهو أيضاً أحد المبيدات الحشرية الخاصة بالاستعمال في الزراعة ولا يستعمل إلا تحت إشراف متخصصين في مجال إبادة الحشرات الضارة.
ويحتوي المبيد على مادة آكلة كاوية للأغشية، تؤثر في جميع خلايا الجسم وتموت بهذه المادة بسبب انقطاع الأكسجين عنها عندما يستنشق الشخص ذلك الغاز، وكمية صغيرة منه كفيلة بأن تقتل شخصاً.

ضحايا فوسفيد الألمنيوم
توفي رجل من الجنسية النيبالية وامرأة، من الجنسية الهندية، وأصيب 11عاملاً في واقعة بالشارقة نتيجة استنشاق مبيدات حشرية نفاذة قام برشها عدد من العمال في شقة بمجمع لسكن العمال يتبع إحدى الشركات التجارية بمنطقة أبوشغارة، حيث ثبت لاحقاً أنها مادة فوسفيد الألمنيوم المعروف تجارياً باسم «الفوستوكسين»، وهي من بين المواد الممنوع استيرادها أو استخدامها إلا تحت إشراف المختصين حسب اللوائح والقوانين الصادرة عن الجهات المعنية.
كما توفي طفل رضيع 21 يوماً، وتعرضت شقيقته، ثلاث سنوات، من الجنسية السورية، لحالة هبوط حاد وانخفاض ضغط الدم، بالإضافة إلى معاناة والديهما صحياً، إثر استنشاقهما غاز الفوسفين السام الذي ينتج عن استخدام مبيد حشري محظور بشدة، وغير مخصص للاستخدام المنزلي والذي تسرب من الشقة المجاورة إلى مقر سكنهما في بناية بمنطقة النهدة في الشارقة في واقعة سابقة.

3 وفيات بدبي
الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي، كشفت في تقرير سابق لها، أنها سجلت، وخلال ثلاث سنوات، 3 وفيات من ضمنها طفلة، نتيجة استنشاق مبيد حشري، من بينها واقعة تعرضت فيها أسرة بأكملها للتسمم، وبمعاينة الشقة المجاورة، تبين وجود فتحات مشتركة مع الشقة المتضررة، وتبين وجود 5 أنابيب معدنية لمادة فوسفيد الألمنيوم، حيث قام صاحب الشقة برش المادة ثم غادر الشقة في عطلة نهاية الأسبوع، وتسبب المبيد في وفاة طفلة نتيجة التركيز العالي لغاز الفوسفين.

السركال: مادة شديدة الخطورة
أكد العميد أحمد حاجي السركال رئيس المختبر الجنائي بشرطة الشارقة، أن مادة «فوسفيد الألمنيوم» محظورة وممنوع استخدامها في المناطق السكنية، والتي ينتج عنها «غاز الفوسفين»، وغالباً ما يتسرّب إلى الشقق المجاورة عبر فتحات التهوية، فيتسبب في حالات التسمم القاتلة.
وناشد أفراد المجتمع في أي مكان بالدولة، بضرورة الحرص عند استخدام المبيدات الحشرية بكافة أنواعها والتعامل مع الشركات المرخصة والمعتمدة من الجهات المختصة بالإمارة، حيث يمكن التعرف عليها من خلال مواقع البلدية أو الاتصال بالخط الساخن بصورة عامة، وعلى سبيل المثال برقم (993) الخاص ببلدية الشارقة، لما له من فائدة على الصالح العام وحماية الأرواح وسلامة الأفراد.

أحمد علي: الحبس والغرامة
أكد المستشار القانوني أحمد علي، يعمل بأحد المكاتب القانونية بدبي، أن قانون العقوبات الصادر بالقانون الاتحادي رقم 3 لسنة 1987، نص على أن: «يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة وبالغرامة التي لا تتجاوز عشرة آلاف درهم أو بإحدى العقوبتين من تسبب بخطئه في المساس بسلامة جسم غيره وتكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد عن سنتين والغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا نشأ عن الجريمة عاهة مستديمة أو إذا وقعت الجريمة نتيجة لإخلال الجاني بما تفرضه عليه أصول وظيفته أو مهنته أو حرفته».

الخضوع للاختبارات
يمنع على الشركات والمؤسسات العاملة في مكافحة الحشرات استعمال أي مبيد إلا بعد إجازته والتأكد من صلاحيته، وذلك بعد إخضاعه للاختبارات والتحاليل التي تقوم بها وزارة التغير المناخي والبيئة والوزارة لا تسمح بتداول أي مبيدات حشرية إلا بعد التأكد من أنها موافق عليها من منظمة الصحة العالمية ( WHO ) ومنظمة الفاو ( FAO ) وتم تجريبها في بلد المنشأ.
وعلى الأهالي بعدم اللجوء لجهات غير معنية شراء المبيدات والقيام برشها بأنفسهم لعدم معرفتهم بالصورة الكافية بالمقادير التي يمكن استخدامها للقضاء على كل نوع من الحشرات أو القوارض المراد التخلص منها.

الأطفال.. ضحايا في مصيدة المبيدات
شهدت السنوات الماضية عدداً من الحوادث التي راح ضحيتها أشخاص، وأصيب خلالها أشخاص آخرون بأزمات قلبية، تم إسعاف العديد من الحالات، التي وقعت ضحايا في حوادث التسمم في كافة أرجاء الإمارات، وخاصة من الأطفال، نتيجة استخدام المبيدات الحشرية المحظورة، وغالباً ما كانت تأتيهم من جيرانهم دون أن يكون لديهم علم برشها، ففي الغالب يترك أصحاب الشقق مساكنهم لأيام بعد وضع هذه المبيدات.
ولعل من أكثر الحالات التي وقعت خلال السنوات الماضية وتأثر بها الكثيرون، بسبب المبيدات الحشرية المحظورة، وفاة الطفلين «سهيل و علي» ونجاة ثالثتهم «حلا» التوائم «خمسة أشهر»، وأصيب والديهما وجدتهما، من الجنسية السورية، بوعكة صحية بعد أن تعرضوا لاختناقات جراء تعرضهم لروائح مبيدات حشرية نفاذه من شقة جيرانهم بمنطقة النعيمية في عجمان.
وكانت من بين الحوادث التي لاقت اهتمام من الأهالي وفاة الطفلة حبيبة 3 سنوات وإصابة شقيقها الطفل عبد الرحمن 6 سنوات، بالشارقة نتيجة وجود مبيدات حشرية محظورة قام باستخدامها جيرانهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©