نسرين طافش: "ست الحسن".. أرهقتني

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

وصفت الفنانة نسرين طافش تجربتها في مسلسل «مقامات العشق»، الذي عرض في رمضان الفائت، على شاشة «قناة الإمارات»، بأهم تجاربها في مسيرتها الفنية، التي تمتد لأكثر من 14 عاماً، لافتةً إلى أن لكل فنانة تجارب فنية مضيئة في حياتها، ساعدتها على تحقيق نقلة نوعية، ويأتي «مقامات العشق» ليحقق لها هذه النقلة بتجسيدها شخصية «ست الحسن»، التي نالت من خلالها ردود أفعال إيجابية، عبر مواقع التوصل وإشادات من صناع الدراما، معترفةً في الوقت نفسه بأنه، رغم الصعوبات التي واجهها فريق العمل خلال التصوير بسبب ظروف الطقس الباردة القاسية، التي أرهقتهم كثيراً إلا أن المتعة والحب والتعاون كانت من العناصر الرئيسة في نجاح العمل.

«أبوظبي للإعلام».. شكراً
وجهت نسرين في حوارها مع «الاتحاد» شكرها لـ «أبوظبي للإعلام»، التي تحرص على دعم الفن والفنانين بنظرة حب وتسامح، وقالت: «أبوظبي للإعلام» تقدر رسالة الفن القوية المؤثرة في الشعوب، وتسعى من خلال شبكة تلفزيون أبوظبي دائماً بتقديم أعمال هادفة ترقى بذائقة المشاهد، وبأضخم الإنتاجات، وتعرض ثقافة وتراث المجتمع وتبرز مفهوم التسامح بطرق إنسانية، بغض النظر عن الطائفة والدين والعرق، وهذا تعتبره قمة الإنسانية والوعي ونبل الأخلاق، مبينةً أن الجهد الجبار الذي تبذله «أبوظبي للإعلام» في إنتاج واستقطاب وعرض أفضل وأميز الأعمال الدرامية على شاشاتها، يثري الساحة بأعمال ترفع ذائقة المشاهد، وترضي جميع الأذواق بتنوعها واختلاف قصصها.

تسامح وإنسانية
يقدم «مقامات العشق» شخصية «سلطان العارفين» الشيخ محي الدين بن عربي، الذي يمثل خطاً أصيلاً في الحضارة الإسلامية، ويرى أن الحقائق المتعددة حقيقة واحدة، وأن جوهر الأديان واحد، ورداً على سؤال حول تقديم هذه الشخصية في عمل درامي للمرة الأولى، وهل كان الحافز لمشاركتها في بطولة المسلسل؟ قالت: جميع المدارس الروحية تحكي عن الجوهر نفسه، وإن تعددت الطرق والأساليب فالجوهر واحد، فنحن كبشر مشتركين بالإنسانية، بغض النظر عن الديانة والطائفة والنية الداخلية لكل شخص، هي الوصول إلى المحبة الإلهية، وجميعنا متوحدون بالروح والإنسانية، فبكل تأكيد رسائل العمل المهمة التي تبرز مفهوم التسامح وأهمية الحب والتعايش والإنسانية والفكر والإسلام الوسطي، من خلال سيرة «سلطان العارفين» هي ما شجعتني على خوض هذه التجربة المميزة.

مربية روحية
وحول تجسيدها شخصية «ست الحسن» في العمل، قالت: هي شخصية غنية وعميقة، فكان تأديتها تحدياً كبيراً بيني وبين نفسي، لاسيما أنه دور مركب، حيث تمر «ست الحسن» بخمس مراحل عمرية، فكان الاستعداد والتجهيز والتحضير لها صعباً ومرهقاً، لكني تمكنت من تقمصها نتيجة حبي للشخصية نفسها والعمل ككل، فهذا الحب جعلني ألعب الدور بصدق وعلى أكمل وجه، وجعل تفاصيل الشخصية تتدفق إلي من دون استئذان وأدوات التمثيل تعمل تلقائياً، إلى جانب النص والحدوتة التي استفزتني لإظهار كل طاقاتي التمثيلية وإبداعي، موضحةً أن دورها كمربية روحية للشيخ محي الدين بن عربي، ومواكبتها للأحداث قبل ولادته، كان غاية في الثراء والتنوع، مما أضاف إلى مسيرتها الفنية.

أخبار ذات صلة

"الأرصاد" يكشف عن أقل درجة حرارة في الإمارات

هزاع بن سلطان.. رحيل «فارس الإنجازات الرياضية»

سماحة ونورانية
وأشادت نسرين بدور الشيخ علي بن عربي، والد الشيخ محي الدين، الذي جسده يوسف الخال في العمل، والذي كونت معه ثنائياً مميزاً، معتبرةً أن يوسف فنان موهوب وإنسان خلوق، أبدع في تجسيد الشخصية، وترك أثراً قوياً لدى المشاهد، بالسماحة والنورانية التي كان يؤدي بها الدور، معتقدةً أنه حان الوقت لتقديم دراما من هذا النوع، مثل «مقامات العشق»، الذي يتضمن رسائل مهمة مثل الحب والسلام والتسامح والتصالح مع الآخر، وتقديم هذه القصص حتى في الأعمال المعاصرة، ولا يقتصر تقديمها فقط في الأعمال التاريخية.

انتعاشة سورية
وحول الدراما السورية، التي تعيش حالةً من الانتعاش هذا العام، خصوصاً مع إنتاج عدد من المسلسلات السورية، مثل «عندما تشيخ الذئاب» و«دقيقة صمت» و«مقامات العشق»، قالت: منذ الأزمة السورية وحتى الآن، ظلت الدراما السورية محافظةً على الجودة والمستوى الفني، ولا ننكر أن عدد الأعمال صار أقل من السنوات السابقة، لكنها عادت وبقوة هذا العام من ناحيتي الكم والنوعية، وبكل صراحة فالدراما السوية تستحق الدعم، لأنها لديها بصمة قوية على المشاهد بالعالم العربي.

المعادلة الصعبة
تعتبر نسرين إحدى الفنانات التي استطاعت تحقيق المعادلة الصعبة في تميزها بأدوارها المتنوعة بين الأعمال التاريخية أو البدوية أو المعاصرة، فأيهم من نوعية الأعمال الأقرب إلى قلبها؟ سؤال ردت عليه نسرين، قائلةً: التنوع مطلوب بالنسبة للفنان، وكذلك الجمهور في الوقت نفسه، فلكل شخص ذائقة فنية مختلفة، فهناك من يفضل التاريخي أو البدوي، وهناك من يحب الكوميدي أو الرومانسي، لذا يجب إرضاء أذواق جميع المشاهدين، بانتهاج سياسة التنوع التي أتبعها، منذ أن دخلت عالم التمثيل، معترفةً أنها رغم تميزها في أنواع الأعمال الدرامية، التي ذكرت في السابق، إلا أنها صرحت بأن الأقرب إلى قلبها هو الأعمال الكوميدية، خصوصاً أنها تحب الحياة والضحك والسعادة، وتأخذ الحياة ببساطة وتحاول قدر الإمكان أن تبتعد عن النكد، ومن ناحية أخرى ترى أن الأعمال الكوميدية لا تقل أهمية عن الأعمال الأخرى.

ومضات من الدراما
عن رأيها كمشاهدة وفنانة في الوقت نفسه، حول الأعمال الدرامية التي عرضت في رمضان هذا العام، وأي من المسلسلات تابعتها، والفنان أو الفنانة اللذين وجدتهما مختلفين في أدوارهما، أوضحت نسرين طافش، أنها بدأت متابعة الأعمال الدرامية بعد رمضان، بسبب ضيق الوقت والالتزامات الاجتماعية والطقوس الرمضانية والروحانية، التي منعتها من متابعة التلفزيون بشكل مستمر، لكنها شاهدت ومضات من بعض المسلسلات المصرية والسورية والخليجية والتي شدت انتباها، والتي ستبدأ في متابعتها «أون لاين»، لاسيما أنها تجد أن المشاهدة عبر المواقع والتطبيقات أصبحت أسهل ومناسباً لها.