الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأخبار.. يحتاجها الكوريون الشماليون

14 مايو 2018 01:54
خلال سنوات الحرب العالمية الثانية السوداء، كانت إذاعة «صوت أميركا» تبث برامج يومية وراء الخطوط الألمانية. وخلال الحرب الباردة، كنا نفعل الشيء نفسه، وكانت برامجنا تصل إلى أماكن بعيدة داخل «الستار الحديدي». وكنا نفعل هذا على مدى عقود، دون أن نعرف أبداً ما إذا كان أحد يستمع إلينا. وفقط بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، علمنا كيف أن الأوروبيين تحت الاحتلال النازي كانوا يستمعون إلى برامج إذاعة «صوت أميركا» بكثافة، وفقط بعد أن سقط «جدار برلين» علمنا الدور الذي لعبته الأخبار والمعلومات الخارجية في ذالك الحدث. واليوم، هناك مجتمع واحد فقط في العالم يعاني من عزلة شديدة، ألا وهو مجتمع كوريا الشمالية التي يواجه مواطنوها ظروفاً لا تحتمل وحياة مزرية تشبه تلك التي كانت موجودة خلال أحلك الأيام خلف «الستار الحديدي». فكوريا الشمالية، التي تصنف بشكل مستمر من بين البلدان الأكثر قمعية في العالم، تحظر على مواطنيها الوصول إلى شبكة الإنترنت وإلى وسائل الإعلام الأجنبية، وتبث دعايتها الرامية إلى غسل أدمغة الشعب وجعله يؤمن بأن عليه أن يقبل زعماءه، لا أن يشكك فيهم. وعلاوة على ذلك، فإن الاتصال مع العالم الخارجي يمكن أن تكون عاقبته الاعتقال أو الأشغال الشاقة أو التعذيب أو حتى الإعدام. غير أن ثمة مؤشرات على تصدعات متزايدة أخذت تظهر في هذا الحصار المضروب على المعلومات والأخبار، تصدعات ينبغي على الولايات المتحدة أن تبذل قصارى جهدها من أجل توسيعها. وتشير دراسات متعددة إلى أن الناس أصبحوا قادرين على الوصول إلى العالم الخارجي أكثر من أي وقت مضى خلال عشرين سنة الماضية. فالنخب تستمع إلى البرامج الإخبارية الدولية الغربية وتشاهدها. والكوريون الشماليون العاديون يقبلون على مشاهدة الأفلام الكورية الجنوبية والصينية والمسلسلات الدرامية، وتقاسم أقراص الـ«دي في دي» وذاكرات البيانات المعبأة بمحتوى أجنبي. كما أخذ اقتناء الهواتف المتحركة المصنوعة في الصين يسهّل مزيداً من الاتصالات مع الأقارب وغيرهم خارج البلاد. ويبدو الشباب بشكل خاص مستعداً للاستماع إلى أصوات بديلة. ولهذا، علينا أن نمنحهم مزيداً مما يحتاجون إليه، وصورة دقيقة وفي سياقها العام للعالم الخارجي. لكن هذا لا يعني محاربة الدعاية بدعاية مثلها؛ فمثلما تعلمنا خلال الحرب الباردة، ومثلما رأينا مؤخراً في الصين والتبت وإيران، فإن الناس يعرفون عندما يُمنحون معلومات وأخباراً محرّفة. الزعماء الشموليون يخشون الأخبار والمعلومات التي تتيحها هذه البرامج ويحاربونها، فما الذي يجعلهم يسعون جاهدين إلى منعها؟ لقد أنفق الزعماء السوفييت، للتشويش على البرامج الإذاعية الدولية التي تبثها أميركا، أموالاً أكثر مما أنفقه الغرب على بثها. وبعد سقوط جدار برلين، أكد الزعيم البولندي ليخ فالينسا والزعيم التشيكي فاكلاف هافل دور «صوت أميركا» وتأثيره وأثنيا على الولايات المتحدة؛ لأنها لم تكن تقدّم الأخبار فقط وإنما الأمل أيضاً. واليوم، وبينما تتجه أنظار العالم مرة أخرى إلى كوريا الشمالية، وقد أُفرج عن مواطنين أميركيين كانوا مسجونين فيها، وثمة بعض الأمل في التغيير، يحتاج الكوريون الشماليون إلى معلومات أكثر حول بقية العالم، وهم مستعدون للمجازفة في سبيل الحصول عليها. ولهذا، فقد آن الأوان لتكثيف الجهود، العامة والخاصة، من أجل إرواء هذا الظمأ. فالخبر الموضوعي يحافظ على قوته حتى في الأماكن التي لديها أقل تجربة معه. *رئيس القسم الكوري في إذاعة «صوت أميركا» **مديرة إذاعة «صوت أميركا» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©