الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

في رابع أمسيات مهرجان الشعر العربي.. ستة أصوات تنشد للغربة والألم والوطن

في رابع أمسيات مهرجان الشعر العربي.. ستة أصوات تنشد للغربة والألم والوطن
18 يناير 2019 02:21

محمد عبد السميع (الشارقة)

ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للشعر الشعبي الدورة 17 – أقيمت رابع الأمسيات الشعرية، أمس الأول بقصر الثقافة بالشارقة، بحضور محمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة، ومحمد البريكي مدير بيت الشعر، وجمهور من محبي الشعر العربي.
قدمت الأمسية ست تجارب شعرية متباينة الرؤى والتجارب والفنيات، من مختلف الأجيال الشعرية؛ هم: حسن المطروشي (عمان)، تهاني الصبيح (السعودية)، إبراهيم محمد إبراهيم (الإمارات)، عبد الله أبوشميس (الأردن)، محمد المؤيد المجذوب (السودان)، والمتوكل طه (فلسطين).
وقدم الأمسية الشاعر مخلص الصغير (المغرب)، قائلاً: «قال لي الشعر إني تغربت في وطني فلجأت إلى القاسمي/‏ إن تكن منصفي حاكم الشعر ما همني لو جميع الورى ظالمي!
استهل الأمسية المطروشي بقصيدة ميمية صوفية حيث قال: فَتاكِ، حبيبتي، الدرويشُ هذا/‏ كَليمٌ لَمْ يُجِدْ بَعْدُ الكلاما/‏ جرى مَطَرٌ على اسْمِكِ، كُنْتُ أجري/‏ به، ومِظَلَّتي كانت غَماما/‏ إلى اسْمِك تَنْتَهي لُغَتي، فكُوني/‏ حبيباتي وأسلافي القُدامى
وقرأت الصبيح مجموعة قصائد، محتشدة بالوله والعشق السامي، محلقة في فضاءات النبوة، مادحة للمصطفى عليه الصلاة والسلام، حيث تقول:
جاوزتُ في حُبّــكَ الأيَّامَ والـزَّمنا/‏ لمَّا انعقدتَ معي في عالمـي سَكَنا/‏ وعانَقَ الحرفُ والإشْـــراقُ يملؤهُ/‏ روحَ القصيدةِ عُرْساً باسْمكَ اقترنا.
وقرأ الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم مجموعة قصائد قصيرة مكثفة الصور والمعاني، ومشحونة بجمال البلاغة والمفارقات اللغوية، منها نص «إعادة» يقول:
‏بردٌ/‏ مدفأةٌ/‏ ووسادةْ/‏ وحبيبٌ يسكبُ في كوبكَ شاياً/‏ يتمرئا في عينيك/‏ وينسى الشايْ/‏ تلك الصورةُ/‏ تحتاجُ إعادةْ.
وقرأ أبوشميس قصيدتين، كانت الأولى بعنوان: راحيل، أو سباعية الآلام، والثانية «صفورة»، موظفاً الأسطورة الدينية، ومستخدماً تقنية القناع وإعادة الخلق الشعري للقصة القرآنية، حيث يقول:
عندما رجعوا بقميصِ حبيبي/‏ صرختُ بيعقوبَ:/‏ قد فعلوها!/‏ قال: قد فعلوها../‏ وبكى قمرٌ فوق خيمتنا /‏ وهوى كوكبُ/‏ ولكنّني إذ شممتُ القميصَ ..
وابتدأ المجذوب قراءته بتحية صباحية إلى حبيبته، ثم قصيدة «روى ما قاله له الغراب، والتي جاءت مثقلة بالرؤى الفلسفية، ومعطرة بالرقة الصوفية الشفيفة، فيها يقول:
من أنت؟/‏ قال غرابي المذبوح في كتفي/‏ يواري سوءة الموت الأخيرة/‏ قلت:/‏ كنا فكرة مرتاحة/‏ ( إذ لن نمر على الشقاء بأي يوم)/‏ ثم كان..!/‏ خطيئة كبرى أتت/‏ حتى تعلمنا الحياة..
وختم الأمسية المتوكل طه بإلقاء مجموعة قصائد تناول فيها الوجع الفلسطيني، في إسقاطات شعرية جميلة، ففي قصيدة «هي أمي» يقول:
كلُّ أُمٍّ في حينا هي أُمّي/‏ من ثوبها الأرضُ،/‏ وفي حضنها يهبطُ المرسلون،/‏ وفوق يديها الجبالُ ورفُّ الطيور التي صعدت للتلال،/‏ وأردانها الشجرُ الأرجوانيّ والبرتقال..

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©