الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السودان: تحذيرات من تصعيد "حاسم" في 30 يونيو

السودان: تحذيرات من تصعيد "حاسم" في 30 يونيو
25 يونيو 2019 01:25

أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)

تعقد الموقف في السودان بعد إعلان المجلس العسكري رفضه الوساطة الإثيوبية ومطالبته الاتحاد الأفريقي وإثيوبيا توحيد مبادرتيهما بشأن السودان وسط تحذيرات من تصعيد ثوري وصف بـ «الحاسم» في 30 يونيو المقبل، استبقه تحالف قوى الحرية والتغيير ببحث ضم قوى جديدة إلى صفوفه والتنازل عن شرط التحقيق الدولي في فض الاعتصام. واعتبرت قوى الحراك أن المجلس العسكري نكص عن اتفاقاته وتفاهماته السابقة معها وتنصل منها.. وأضافت هذه القيادات: إن أي محاولة للمجلس لتشكيل حكومة منفرداً لن يتم الاعتراف بها، وأكدت أنه لا تقاطع بين المبادرتين الأفريقية والإثيوبية، بل هما مكملتان لبعضهما بعضاً.
كما قللت قيادات قوى التغيير في تصريحات لـ «الاتحاد» من قدرة اللجنة التي أعلن المجلس العسكري عن تشكيلها للتفاهم مع الحركات المسلحة من التفاهم معها والوصول معها إلى السلام. وكان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي أصدر الليلة قبل الماضية، مرسوماً جمهورياً بتشكيل لجنة عليا للتواصل مع الحركات المسلحة للوصول إلى تفاهمات معها بما يحقق السلام وفق أسس ورؤى مشتركة. ووفق وكالة الأنباء السودانية، يرأس اللجنة الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس وعضوية الفريق أول ركن شمس الدين كباشي رئيس اللجنة السياسية والفريق ركن ياسر عبدالرحمن حسن العطا نائب رئيس اللجنة السياسية واللواء ركن أسامة العوض محمدين..
وفي أول رد فعل على تشكيل المجلس العسكري للجنة للتفاوض مع الحركات المسلحة، أعلنت الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز آدم الحلو رفضها أي تفاوض مع المجلس، وطالبته في بيان أمس بتسليم السلطة للمدنيين، وأكدت أنها لن تعمل ضد رغبات وتطلعات الشعب السوداني. وقالت مصادر مطلعة لـ«الاتحاد»، إن الحركات المسلحة الأخرى وأغلبها منضوية في إطار تحالف نداء السودان لن تفاوض المجلس العسكري بمعزل عن قوى الحرية والتغيير وهي جزء منه، فضلاً عن أن فصيل حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور لن يفاوض هو الآخر المجلس العسكري. ويأتي ذلك وسط أنباء عن توجه المجلس نحو تشكيل حكومة انتقالية من أحزاب صغيرة تضم منشقين عن قوى الحرية والتغيير.
وقالت مصادر حزب الأمة السوداني، إن زعيمه الصادق المهدي سيعقد يوم غدٍ الأربعاء مؤتمراً صحفياً مهماً، يؤكد فيه رفضه القاطع لتسويف المجلس العسكري ونكوصه عن الاتفاقات السابقة. وأضافت المصادر أن المهدي سيدعو أهل السودان إلى حقن الدماء، وسيحمل المجلس العسكري مسؤولية الحفاظ على دماء السودانيين، وسيطالبه بإعلان الموافقة على ما تم الاتفاق عليه سابقاً. وقالت مصادر داخل قوى الحرية والتغيير لـ«الاتحاد»، إنها تصر على النسب التي تم الاتفاق عليها سابقاً، والمقترحات التي طرحتها الوساطة الإثيوبية والتي تنص على أن تقوم قوى التغيير بتشكيل مجلس الوزراء بالكامل، وأن تكون لها نسبة 67% من المجلس التشريعي، ومناصفة المجلس السيادي + 1.
وألمحت هذه المصادر إلى أن قوى الحرية والتغيير في حال موافقة المجلس على هذه الاتفاقات سيكون وارداً أن تقوم هي بمناقشة استيعاب آخرين في النسب المحددة لها في كل الهياكل. وأوضحت هذه المصادر أن قوى التغيير شرعت بالفعل في السعي لاستيعاب كل القوى التي شاركت في الثورة، ولديها توجه الآن بعد مراجعات أن تستوعب الجميع باستثناء المؤتمر الوطني البائد. وأضافت: أن تجمع المهنيين شرع هو الآخر في توسيع شبكته، مؤكدة أن القضية الآن أصبحت في الاصطفاف الوطني، ولا يجب عزل أي مكون انحاز للثورة.
وأكدت هذه المصادر أن يوم 30 يونيو القادم سيكون يوماً حاسماً، وأن قوى الثورة دعت إلى خروج الشعب السوداني فيه، وحذرت من أنه إذا لم يستبق المجلس العسكري هذا اليوم باتفاق فإنه سيكون يوماً عصيباً، وسيواجه المجلس تصعيداً غير مسبوق في كل أرجاء السودان، من المتظاهرين الذين لن يتراجعوا عن رفضهم لسياسات المجلس. وقالت هذه المصادر، إن قوى الحرية والتغيير قدمت تنازلات حتى فيما يتعلق بالتحقيق في فض الاعتصام بالقوة في 3 يونيو، حيث أصبح مطلبها لجنة تحقيق مستقلة ومحايدة، عوضاً عما كانت تطالب سابقاً من تشكيل لجنة دولية.
ويقول المحلل السياسي السوداني زين العابدين صالح: إن رسالة المجلس العسكري هي رفض الاتفاقات السابقة، وإنه لن يلتزم بنتائج التفاوض السابق، ويريد إدخال طرف ثالث، حتى لا يكون لقوى التغيير أغلبية في المجالس الثلاثة. وأضاف صالح:  يتخوف المجلس العسكري من قيادات النظام السابق ولا يثق فيها، ولكن تطور الأحداث والخلاف مع قوى التغيير هو الذي جعله يبحث عن حاضنات اجتماعية لها يرتكز عليها في هذا الصراع. ويقول الصحفي السوداني مصطفى سري، إنه من الواضح أن المجلس قفز من كل تفاهماته واتفاقاته السابقة مع قوى الحرية والتغيير، وإنه يرفض أي مبادرات إثيوبية كانت أم أفريقية. ويرى الكاتب السوداني عثمان ميرغني أن الثورة فوضت قوى الحرية والتغيير، وأن شرعية المجلس العسكري استمدها من موافقة هذه القوى للتفاوض معه، ولكنه الآن يفقد هذه الشرعية بانهيار المفاوضات. ويقول الناشط السوداني عبد المجيد كونت: بالرغم من أنني كنت من الداعمين للوصول إلى تسوية سياسية تحقن الدماء، للوصول إلى دولة مدنية وسلام عادل من دون إقصاء لأي مكون سوداني، إلا أن ما يحدث الآن لا ينبئ بإمكانية الوصول لهذه التسوية، ما يفرض على الجميع التهيؤ لسيناريوهات أخرى. ولكنه يرى أن الاعتماد الكامل على المجتمع الدولي لن يجدي مع المجلس العسكري وأنه لا خيار سوى التصعيد المدروس في الشارع والوحدة بين مكونات الثورة. ويرى الناشط السوداني معاذ عبد الله: أن أهداف الثورة لن تنجح بحوار عقيم مع المجلس العسكري، وأن الوقت مناسب أكثر من أي وقت مضى للتصعيد الثوري.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©