عدد اليوم
حسونة الطيب (أبوظبي)
بعد سنوات من عدم الاهتمام بالاستثمار في الوجهات العالمية، بدأت شركات الطيران الأميركية في فرد أجنحتها في الخارج، لمواجهة بطء النمو في سوقها الداخلية. وعادت هذه الشركات، لاستكشاف العالم ولاسترداد حصتها السوقية، من منافسيها والشركاء العالميين على الوجهات العالمية. وأضافت الشركات الثلاث الأميركية الكبيرة، أكثر من 10 وجهات جديدة والآلاف من المقاعد الإضافية أسبوعياً لوجهات بعيدة مثل، جنوب أفريقيا والهند وكرواتيا، بحسب وول ستريت جورنال.
وراهنت خطوط الطيران الأميركية، على أن تساعدها ثلاث سنوات من بناء شبكاتها في الداخل من خلال إنعاش مراكز الطيران وإضافة رحلات للمدن الصغيرة، على إرساء قاعدة أقوى، لفرد أجنحتها في الخارج.
ولتحقيق ذلك، زودت نفسها بأساطيل جديدة من الطائرات المجهزة بوسائل راحة تسهم في جني الأرباح من الوجهات الخارجية البعيدة مثل، المقاعد القابلة للإمالة بشكل كامل. كما ساعدت قوة الدولار، في إغراء المزيد من الأميركيين، لاستكشاف وجهات بعيدة، الشيء الذي عمل على جذب كم جديد من العملاء المحتملين لهذه الوجهات الجديدة.
وأضافت شركات الطيران الأميركية، نحو 2 مليون مقعد على متن طائراتها من وإلى أوروبا في الفترة بين شهري مايو ويوليو هذا العام، بالمقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، في حين تتم إضافة سعة قدرها 2.3 مليون مقعد على الرحلات الداخلية.
وفي غضون ذلك، كثفت شركات مثل، أميركان أيرلاينز ودلتا أيرلاينز ويونايتد كونتينينتال القابضة، جهودها من أجل النمو في الخارج، لمنافسة شركات عالمية وأخرى من الطيران الاقتصادي مثل، أير شتل النرويجية.
وحققت أميركان أيرلاينز، نمواً بنحو 8.3% في السعة خلال موسم الصيف الحالي، وذلك بما يقارب الضعف بالمقارنة مع شركات تحالف ون وورلد، التي تتضمن، الخطوط البريطانية وشركات أخرى في مجموعة الشركات العالمية المتحدة. كما زادت أميركان، عدد رحلاتها بأقل من 1% إلى أوروبا في ذات الفترة في العام الماضي، بينما زادت ون وورلد بنسبة قدرها 3.4%.
وزادت أيضاً كل من دلتا ويونايتد، من عدد رحلاتهما لأوروبا خلال موسم الصيف الحالي، متفوقتان على نظيراتهما في تحالفات سكاي تيم وستار. وبينما تشهد منطقة عبر الأطلسي، نمواً واضحاً، تراجع معدل الرحلات إلى آسيا، بسبب خفض عدد الرحلات إلى الصين واليابان، بجانب بطء حركة الطيران لأميركا اللاتينية، نظراً لتراجع وتيرة النمو الاقتصادي في البرازيل والأرجنتين.
وتعتبر دلتا، أكبر الشركات الأميركية، في حركة الطيران لأوروبا، حيث نجحت خلال الثلاث سنوات الماضية، في زيادة سعتها المحلية السنوية بنسبة 4%، بينما سجلت زيادة قدرها 1% على صعيد الرحلات الدولية. ومن المرجح، زيادة رحلاتها الدولية خلال العام الجاري بنحو 3%، انسجاماً مع نموها المحلي، وما يزيد على ضعف ذلك في رحلاتها عبر الأطلسي. وفي هذه الأثناء، أضافت يونايتد 22 وجهة جديدة منذ عام 2017.
يرى بعض خبراء القطاع، أن وجهات جديدة مثل كيب تاون، التي تخطط شركة يونايتد الطيران لها في ديسمبر المقبل، ودوبروفينك في كرواتيا، ليس من المرجح أن تجد الإقبال الكافي من المسافرين لتحقيق الأرباح.
وفي واقع الأمر، بدأت شركات الطيران الأميركية، الطيران لوجهات خارجية في الماضي، وذلك قبل حصولها على رحلات داخلية تكفي لتسييرها. كما أهملت هذه الشركات، الاستثمار في طائرات الوجهات الطويلة، للمنافسة في الخدمات التي تقدمها الشركات الأخرى.
