الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التاريخ يُصنع سلبياً في بريطانيا

التاريخ يُصنع سلبياً في بريطانيا
20 يناير 2019 02:26

«خطوط تريزا ماي الحمراء، يجب أن تتبدل لكي نبحث طريقاً لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي»
ميشيل بارنييه، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي

ليس ضرورياً أن تعيش في بريطانيا لتشهد تاريخاً سلبياً يُصنع. العالم كله شهد هذه «المُنتج» ليل (الثلاثاء) الماضي عندما أسقط نواب مجلس العموم، خطة رئيسة الوزراء تريزا ماي للانسحاب من الاتحاد الأوروبي بأكبر عدد من الأصوات منذ أن تم إنشاء البرلمان البريطاني نفسه! الحكومة نفسها، دخلت التاريخ عدة مرات في الفترة الماضية، بعد أن سقطت مشاريع قرارات حكومية أخرى أقل قيمة، بأصوات النواب. اعتادت الحكومات في التاريخ أيضاً الاستقالة في أعقاب فشل أي مشروع قرار لها في مجلس العموم، لكن ماي أصرت على البقاء لتسجل أيضاً تاريخاً بأنها لم تستقل حتى بهزيمة خطتها بهذا العدد الهائل من الأصوات، إنه هائل بالفعل، ولا توجد مساحة خرم إبرة لتجميله.
بقيت الحكومة في مكاتبها، لكن من دون سلطة حقيقية، لماذا؟ لأن الفوضى السياسية في البلاد لم تترك لحكومة ماي حتى فسحة ضيقة لممارسة مهامها في صنع القرار. الأمور تغيرت في أعقاب ذلك التصويت التاريخي، بعد أن ضم نواب من الحزب الحاكم أصواتهم ضد مشروع حكومتهم. صحيح لم يسقطها، لكنه بلا شك نزع منها سلطتها.
المهم الآن كيف يمكن الخروج من مأزق الخروج؟! كانت خطوة رئيسة الوزراء فيها من الذكاء بعض الشيء، عندما دعت رؤساء الأحزاب لتباحث أمر الانفصال البريطاني عن الاتحاد الأوروبي، وهذه الدعوة جاءت بعد هزيمتها البرلمانية، لكن هناك مصيبة حزب العمال المعارض، الذي رفض رئيسه جيرمي كوربين الدعوة إلا أن يتحقق شرطه، وهو أن تعلن الحكومة رسمياً سحبها احتمال الخروج بلا اتفاق من الطاولة.
الغالبية العظمى من الأطراف (وليس العمال فقط) ترى أن الانسحاب بلا اتفاق هو بمثابة كارثة حقيقية على المملكة المتحدة، وأن هذه الأخيرة لا يمكن تحملها. بل إن أعضاء في الحكومة نفسها هددوا بالاستقالة إذا اتبعت ماي هذه الإمكانية. لكن البدائل أيضاً ليست وردية، وهنا تقبع المصيبة التي تواجهها رئيسة الوزراء. فالحلول الأخرى تتنافس في تعارضها مع بعضها بعضاً! في حين أن الاتحاد الأوروبي لم يترك مجالاً لكي تتحرك لندن. لماذا؟ لأنه قالها منذ البداية وحتى النهاية، لا مفاوضات أخرى على الخطة التي تم التوصل إليها، يمكننا أن نكتب لكم تطمينات، لكن لا مفاوضات. وهنا يظهر السؤال. لماذا تُطرح في بريطانيا بدائل، بينما الطرف الآخر لن يعترف بها؟! الجواب هو أن أحداً لا يعرف الرد بالفعل!!
لكن مهلاً، يمكن أن تكون هناك مخارج. إما انتخابات عامة تسبق موعد الانسحاب الفعلي، أو إجراء استفتاء ثان على الانسحاب نفسه. وفي كلا الحالتين على لندن أن تطلب من بروكسل تمديد الفترة النهائية للانفصال إلى أجل مسمى أو غير مسمى. هذا أيضاً ليس مهماً، لأن تزيرا ماي لا تزال ترفض الخيارين على الأقل حتى كتابة هذه السطور.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©