الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«بلومبرج»: إدارة ترامب تحدد إجراءات «مؤلمة» لمعاقبة تركيا

«بلومبرج»: إدارة ترامب تحدد إجراءات «مؤلمة» لمعاقبة تركيا
15 يوليو 2019 00:32

دينا محمود (لندن)

لليوم الثالث على التوالي، سلمت روسيا أمس مكونات منظومة الصواريخ الروسية المتطورة للدفاع الجوي من طراز «إس - 400»، لتركيا. وأعلنت وزارة الدفاع التركية عبر «تويتر» هبوط طائرتي شحن روسيتين خامسة وسادسة في قاعدة «مرتد» الجوية بالقرب من العاصمة أنقرة. وقالت إنه من المتوقع هبوط طائرتين أخريين في غضون ساعات. وبدأت عمليات تسليم نظام الدفاع الجوي روسي الصنع، يوم الجمعة الماضي.
من جانبها، كشفت وكالة «بلومبرج» الأميركية للأنباء النقاب عن أن إدارة الرئيس دونالد ترامب حددت طبيعة العقوبات التي ستفرضها على نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رداً على تسلمه أولى شحنات «إس - 400». وقالت الوكالة -نقلاً عن مصادر مطلعةٍ على هذا الملف- إن الإدارة الأميركية ستعلن هذه العقوبات، في موعدٍ أقصاه يوم الجمعة المقبل، لكي تتجنب بذلك تداخل موعد الكشف عن تلك التدابير العقابية، مع إحياء نظام أردوغان الذكرى السنوية للمحاولة الانقلابية التي استهدفت إسقاطه قبل ثلاث سنوات.
وأشارت المصادر الأميركية المطلعة إلى أن الإجراءات المرتقبة التي لا تزال بحاجةٍ إلى أخذ الموافقة النهائية من ترامب، ستُطبق بموجب قانون «مواجهة أعداء أميركا من خلال العقوبات»، موضحةً أن تلك التدابير هي عبارة عن واحدة من ثلاث حزمٍ، كانت واشنطن تفاضل بينها في هذا الشأن، لإلحاق «درجاتٍ مختلفةٍ من الألم» بالنظام التركي.
ونقلت «بلومبرج» عن أحد هذه المصادر قوله إن قرار التريث لما بعد مرور ذكرى الانقلاب -والتي تحل اليوم الاثنين- يستهدف في الأساس تحاشي صب الزيت على النار وإثارة مزيدٍ من التكهنات، من جانب أنصار أردوغان الذين يزعمون أن الولايات المتحدة كانت المسؤولة عن الانقلاب الفاشل.
وأشار المصدر إلى أن واشنطن تشعر بالقلق من أن تُعلِن هذه العقوبات في فترةٍ مقاربة لهذه الذكرى السنوية، واضعةً في الاعتبار أن الرئيس التركي دائماً ما يحمل مسؤولية المحاولة الانقلابية، التي وقعت في 15 يوليو 2016، لرجل الدين المعارض فتح الله جولن، الذي يعيش حالياً في منفاه بولاية بنسلفانيا.
وأوضحت الوكالة أن الاتفاق على تفاصيل حزمة العقوبات المنتظرة ضد تركيا، جرى خلال نقاشاتٍ استمرت عدة أيامٍ، بين مسؤولين من وزارتيْ الخارجية والدفاع الأميركيتين وممثلين عن مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض. وأشارت -نقلاً عن مصادرها- إلى أنه لم يعد متبقياً سوى إقرار ترامب للعقوبات ومعه كبار مساعديه، خاصةً بعدما بدأت أنقرة يوم الجمعة الماضي تسلم أجزاء من الصواريخ الروسية، التي تقول أميركا إنها ستشكل خطراً على أكثر برامج التسلح لدى «البنتاجون» تكلفةً، وهو برنامج تطوير مقاتلات «إف - 35» المعروفة باسم «الشبح».
وشددت «بلومبرج» على أن تسلم أنقرة بالفعل أولى شحنات بطاريات الصواريخ الروسية، جعل من الحتمي تقريباً، أن يُفرض على اقتصادها إجراءاتٌ عقابيةٌ من جانب واشنطن، إذ أن القانون يُلزم الرئيس الأميركي في حالاتٍ مثل هذه، باختيار خمسة من 12 إجراءً عقابياً، تتراوح تأثيراتها بين المعتدل والقاسي.
وأبرزت الوكالة الأميركية المرموقة للأنباء مبررات الولايات المتحدة للتخوف الشديد من نشر بطاريات الـ«إس - 400» في الأراضي التركية، وفي مقدمتها أن هذه المنظومة الصاروخية الروسية صُمِّمَت في الأصل لإسقاط مقاتلات حلف شمال الأطلسي «الناتو» الذي تشغل أميركا وتركيا عضويته.
وتقول واشنطن إن ذلك يجعل بوسع هذه الصواريخ جمع معلوماتٍ استخباراتيةٍ، من شأنها تعريض قدرات مقاتلات «الشبح» للخطر، وهو الأمر الذي دفع الإدارة الأميركية إلى تهديد الحكومة التركية بإجراءاتٍ عقابيةٍ في الفترة السابقة على بدء تسلم مكونات الـ«إس - 400»، في محاولةٍ لإثناء نظام أردوغان عن السير على هذا الطريق.
ومن بين هذه الإجراءات، إبعاد تركيا عن المشاركة في برنامج تصنيع وصيانة أجزاء من مقاتلات الـ«إف - 35»، ووقف تدريب الطيارين الأتراك على هذا الطراز من الطائرات المتطورة في المطارات الأميركية.
لكن تركيا قابلت هذه الخطوات بعنادٍ، وواصل مسؤولوها الادعاء بأن بلادهم مجبرةٌ على شراء هذه الصواريخ الروسية، نظراً لأن «حلفاءها في (الناتو) ومن بينهم الولايات المتحدة، لم يوفروا لها احتياجاتها الدفاعية بالشروط التي ترغب فيها».
وأشارت وكالة «بلومبرج» إلى أن واشنطن أكدت تمسكها بهذا الموقف، على لسان وزير دفاعها بالوكالة مارك أسبر، الذي شدد على أنه لا يمكن لتركيا أن «تمتلك مقاتلاتٍ من طراز (إف - 35) ومنظومة صواريخ الـ(إس - 400) الروسية في آنٍ واحد».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©