الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مصادر لـ«الاتحاد»: «خلية الكويت» ترتبط بخلايا نائمة في البنوك المصرية

مصادر لـ«الاتحاد»: «خلية الكويت» ترتبط بخلايا نائمة في البنوك المصرية
15 يوليو 2019 00:32

أحمد عاطف - شعبان بلال (القاهرة)

كشفت مصادر أمنية وقضائية مصرية مطلعة على التفاصيل والتحقيقات مع الخلية الإخوانية التي أعلن الأمن الكويتي ضبطه لها، الجمعة الماضي، عن طريقة خروج العناصر الإرهابية من مصر ودخولهم للكويت بطريقة غير شرعية كمحطة أخيرة بعدما تسللوا من الحدود المصرية إلى دولة السودان ومنها تم تنسيق دخولهم للكويت بجوازات سفر مزورة قبل الثورة على نظام البشير، منوهين إلى أن 3 عناصر من الخلية يعيشون في الكويت منذ 9 سنوات ولم يزوروا مصر أو يدخلوها من الأساس وكانوا يديرون الخلية الإخوانية وتحركاتها في مصر.
وكشفت المصادر لـ«الاتحاد» عن آلية ومنظومة عمل تلك الخلية في الداخل الكويتي ودورها في التخطيط لتدمير الاقتصاد المصري إلى جانب العمليات النوعية المسلحة ضد الشرطة والجيش المصري، مشيرة إلى أنه تم رصد اتصالات بين هذه الخلية وعناصر الإخوان في مصر، وبعض العناصر الإخوانية في المؤسسات النقدية والبنكية، بهدف الإضرار بالاقتصاد المصري، وأن هذه الخلايا عبارة عن شبكة إخوانية قاعدتها في الكويت مهمتها جمع العملة الأجنبية من المصريين في الخارج وعدم تحويلها لمصر.
ولفتت المصادر التي خصت «الاتحاد» بمعلومات عن الخلية إلى أن هناك علاقة بين هذه الخلية وعناصر إخوانية نائمة في البنوك المصرية سواء الرسمية والخاصة لتسهيل خروج العملة من مصر، مشيرة إلى عملهم أيضاً على جمع الأموال من العاملين المصريين بالخارج وعدم تحويلها لمصر، والتنسيق مع العناصر في مصر بإعطاء الأموال لأسر العاملين في الخارج في مصر بالعملة المصرية، وعدم تحويل العملة إلى مصر، وجمعها وتحويلها إلى تركيا، منوهة إلى أن هذه الخلية هم إخوان منتظمون في التنظيم، لهم حيثية في التنظيم وليسوا مجرد أشخاص يميلون للتنظيم، وعلى اتصال مع جهات وأشخاص في الكويت لهم حيثية إخوانية.
وقال إبراهيم ربيع، القيادي الإخواني المنشق عن الجماعة الإرهابية، إن القبض على الخلية له العديد من المؤشرات، على رأسها تفهم الكويت لدور الرباعي العربي في المنطقة وخطورة مثل هذه الخلايا الإرهابية، مؤكداً أنه بناء عليه تم الإعلان عن تسليم هذه الخلية لمصر. وشدد ربيع خلال حديثه لـ«الاتحاد» على أن وضع الإخوان الكويتيين سيكون محل دراسة ومتابعة أمنية جادة للكشف عن الكثير من كواليس التنظيم.
وكشف ربيع عن تفاصيل خاصة حول عمل الإخوان في الكويت من خلال ذراعهم فيها وهو جمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت، التي تعتبر ممثل الإخوان هناك، مشيراً إلى أن هذه الجمعية تجمع التبرعات المالية في الكويت. وأضاف أن هذه الجمعية لها دور في دعم مقيمين ولاجئين سياسيين في أوروبا وفي دول أخرى، موضحاً أن الأمر لم يقتصر على إيواء مجموعة من الإخوان المصريين المطلوبين للعدالة، وأشار إلى أن هناك الكثير من المخططات ينفذها الإخوان هناك من خلال هذه الجمعية التي لها دور كبير في دعم الإخوان، لافتاً إلى أن هناك تعاوناً بينها وبين الاتحاد العالمي للمنظمات الطلابية وهو كيان إخواني موجود في أوروباً مهمته استقطاب وتجنيد كل البعثات من البلاد الإسلامية.
وأكد القيادي الإخواني المنشق أن أعضاء في مجلس الأمة الكويتي منتسبين لجماعة الإخوان طالبوا السلطات الكويتية بعدم تسليم هذه الخلية للسلطات المصرية، لافتاً إلى أن السلطات الكويتية رفضت هذه المطالب بناء على اتفاقيات قضائية بينها وبين مصر، وهو الأمر الذي يلقي بظلاله على وضع الإخوان في الكويت، ويفتح تساؤلات كثيرة حول «كيفية دخولهم من مصر ومن أعطاهم الكفالة، ولماذا أتوا للكويت ومن الأشخاص الذين كانوا يتصلون بهم؟».
وأشار ربيع إلى أن القضية في الكويت أخطر من مجرد تسليم تنظيم إرهابي عصابي، وإنما هي في الحقيقة مواجهة خطر النفوذ الإخواني واسع الأثر في الكويت، ومواجهة التحالف القطري التركي.
ويجري الأمن الكويتي بحسب صحف كويتية وعربية تحقيقاً عن تفاصيل كفالات الإقامة للمقبوض عليهم الذين تم ترحيلهم إلى مصر على ملفات شركتين ومؤسسة تجارية ومطبعة ومدرسة خاصة وجمعية خيرية وصيدلية، وشملت الخلية، كلاً من أبوبكر الفيومي الذي يعتبر رأس خلية الإخوان الإرهابية في الكويت، وحسام العدل، وهو طبيب صيدلي، كان قيادياً في تنظيم «الإخوان» في محافظة دمياط في مصر، وحكم عليه بالسجن لـ10 سنوات في قضية إرهابية، وهرب، قبل ثورة 30 يونيو إلى السعودية، ومنها إلى الكويت.
ومن بين الموقوفين أيضاً، من تورط في تظاهرات واقتحام مقار أمنية في محافظة الفيوم، وفي تظاهرات القاهرة، وأيضاً من هم على صلة بقضية اغتيال النائب العام المصري الراحل، المستشار هشام بركات، وبعض أعضاء الخلية عاش في السعودية وقطر وتركيا لفترة، وانتقل للعمل والإقامة في الكويت.
وقال اللواء فؤاد علام، نائب رئيس جهاز أمن الدولة السابق، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب المصري، إن إعلان الكويت عن القبض على خلية إخوانية هو مؤشر جيد. وشدد علام في تصريحات لـ«الاتحاد» على أن الكويت أدركت خطر الإخوان، واستشعرت هذا الخطر الذي نتج عن إفلاس الإخوان وقيامهم بتصرفات لم تعد محسوبة حتى في الدولة التي كانت بالنسبة لهم آمنة، موضحاً أن ذلك هو نهاية الإخوان في المنطقة العربية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©