الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«توتر» يستكشف الكامن تحت السطح

«توتر» يستكشف الكامن تحت السطح
15 يوليو 2019 01:52

الشارقة‎ (الاتحاد)

افتتحت مؤسسة الشارقة للفنون ضمن برنامجها لفصل الصيف، معرض «توتر السطحي» والذي يستمر لغاية 7 سبتمبر المقبل، في الرواقين 4 و6 في ساحة المريجة، ويشارك فيه الفنانون: راندا معروفي (المغرب)، محمد الفرج (السعودية)، مينام أبانغ (الهند)، دايل هاردينغ (أستراليا)، مير لي (كوريا الجنوبية)، ودالا ناصر (لبنان).
تتنوع أعمال المعرض لتشمل مجموعة واسعة من الممارسات الفنية، في محاولة لسبر واستكشاف مفهوم «السطح» الذي ارتبط على الدوام بالأفكار غير المهمة أو اليومية أو السريعة، حيث تنخرط هذه الأعمال بعمق مع المحيط الاجتماعي للفنانين مظهرة التعقيد الاجتماعي الكامن وراء السطح.
تحاول دالا ناصر في أعمالها تقديم ما تميل لتسميته «هندسة معمارية للمشاعر»، وهي هندسة قادرة على إعادة تشكيل حواسنا، وتستخدم بطانيات نجاة، ثياب مستعملة، توابل وأعشاب، بالإضافة إلى الأصباغ الصناعية، والطلاء والفحم والرماد.
وجدت ناصر حالة دراسية مهمة في أزمة القمامة التي حدثت عام 2015 في لبنان، وأدت إلى تلوث البر والبحر لسنوات، وتعمد أعمالها الخمسة المشاركة في المعرض إلى تنبيهنا إلى هذه الحالة الكارثية المغيبة والمستمرة على شتى الصعد.
فيما تلقي الفنانة والمخرجة راندا معروفي في فيلمها «باب سبتة» الضوء على أسفار سكان مدينة سبتة (جيب إسباني على التراب المغربي)، وعلى النظم البارعة التي حافظت على اقتصاد غير رسمي قائم على السلع الرخيصة المهربة بين البلدين.
وفي عمل مير لي النحتي، ثمة محاولة لدفع الوعي نحو منطقة وجودية تضج بتراكيب غالباً ما تتكون من أشكال من لحم ودم، وأشلاء قاسية وسوائل لزجة. تسبر منحوتات لي العوالم الباطنية الوجودية الغريبة، حيث تقدم لوحة سيريالية مكونة من جزءين: «الكذابون» وهو منحوتة زرقاء شاحبة شبه شفافة يخترقها الضوء، وتردد المنحوتة صدى حقائق معاصرة تدور حول دورات الأخبار التي لا تتوقف وورود أنباء مغلوطة.. والثاني بعنوان «أوفيليا» في دلالة على الشخصية الحزينة التي تحمل ذات الاسم في مسرحية شكسبير «هاملت».
أما دايل هاردينغ، فيوظف في أعماله أصباغاً صفراء معالجة مستوحاة من الأشنيات التي تنمو في أميركا الشمالية، وتتشارك اسمها العلمي مع نبات المصوفرة الأسترالي الذي ينتج أصباغاً ذات ألوان مشابهة لطالما استخدمت في ممارسات قديمة، ومن خلال هذه الأصباغ الصفراء يبني الفنان صلة مع أراضي أسلافه وأقربائه.
فيما تعيد أعمال مينام أبانغ التي ابتكرتها مستخدمة حبراً على ورق، تأويل أساطير شمال شرق الهند، في محاولة لفهم العلاقة بين البشر والبيئة.
وتدمج ممارسة محمد الفرج عوالم الفنون مع الأعمال التجارية وشبكات التلفزة، بحثاً عن بيئة متوازنة (كنقيض للظروف المفروضة) للحياة والعمل. وفي الفيديو التركيبي «صوفيا» الذي سمي تيمنا بأول روبوت ينال الجنسية السعودية، ينسج الفنان صوراً متباينة للبشر والنباتات والحيوانات والذكاء الاصطناعي، ليقارب دور الأخير في تشكيل مسؤوليتنا الأخلاقية نحو الوعي المتزايد بأشكال الحياة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©