السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

يا حظكم!

يا حظكم!
20 يناير 2019 00:10

لا أذيع سراً، حين أقول إن بعض الصحفيين العرب والخليجيين المتابعين لبطولة كأس آسيا، وجدوا في عبور منتخب الإمارات لمواجهة قيرغيزستان، وتأهل منتخب الأردن، لملاقاة فيتنام في دور الـ 16 أمراً يدعو للغبطة، وحتى لا أقول الحسد!، قياساً بالواقع الذي فرض نفسه على منتخب البحرين الذي سيواجه نظيره الكوري الجنوبي، والمنتخب السعودي الذي اصطدم بـ «الساموراي» الياباني، ومنتخب عُمان الذي لم يلتقط أنفاسه من الدور التمهيدي حتى كتمت، وهو يجد نفسه وجهاً لوجه أمام المنتخب الإيراني.
تلك الرؤية تبدو صحيحة إذا ما وضعت في الموازين الفنية، فليس ثمة مقارنة فنية بين فيتنام وقيرغيزستان، وبين اليابان وكوريا الجنوبية وإيران، وهي المنتخبات التي تحوز النصيب الأوفر من الترشيحات للفوز باللقب الآسيوي، إلى جانب أستراليا حاملة اللقب الأخير، لكنها رؤية قاصرة في مفاهيم الطموح، وإدراك معاني المنافسة، التي ينبغي أن تتجاوز هذه الرؤى التي تدل على قصور في الوعي بأهمية أن تتجاوز النظرة إلى الحدث القاري هذا المنظار المعتم.
النظرة العربية للمنافسة، أكانت من قبل مسؤولي المنتخبات، وكذلك الإعلام للاستحقاقات الكبرى، سواء في كأس آسيا، أو تصفيات كأس العالم، ينبغي أن تتغير، وتغيرها لن يكون إلا بتبدل الذهنية التي تريد تفصيل المنافسة على المقاس، وما لم يكن ذلك، فستبقى الطموحات قاصرة، والرؤى لا تتجاوز أرنبة الأنف، لأن هكذا أطروحات تكشف عن أبعاد النظرة إلى المنافسة، وهو أمر لا يليق بمن يسعى للتطور، والذهاب إلى آفاق بعيدة من الحضور الذي يتجاوز الإقليمية إلى أقصى أبعاد الوجود الدولي.
الواقع يؤكد أن اللقب القاري لن يؤول في نهاية المطاف إلا لمن يستحقه، وهذا الاستحقاق لن يتأتى بتجاوز الدوري التمهيدي، والدور ثمن النهائي فقط، إذ إن البطل سيكون مجبراً لارتقاء منصة التتويج بالمرور عبر كل الأدوار النهائية، ما يعني حتمية مواجهته لبعض المنتخبات المرشحة للقب في هذا الدور أو ذاك، وبالتالي فإن المواجهة حاصلة لا محالة، أكانت في استحقاق متقدم أو متأخر، وهنا تكمن قيمة البطل الذي يرتب نفسه على مواجهة أي منتخب، وفي أي دور.
هذا الأمر يأخذني إلى المعنى الحقيقي للفكر الاحترافي، والذي للأسف نفتقده في محيطنا العربي على المستويات كافة، فاللاعب لا يجد في نفسه القدرة على كسر الحواجز للاحتراف في أقوى الدوريات، والمسؤول يتردد ألف مرة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية والمفصلية، والفرق لا يتجاوز طموحها محيطها الإقليمي، وبالتالي تبقى كرتنا العربية أسيرة واقعها المأزوم، ويبقى الفكر مقيداً بالنظر إلى الأمور من زوايا ضيقة مثل الحظ والبخت!

محمد الشيخ

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©