الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صحيفة أميركية: دعم قطر الإرهاب عنصر أساسي في سلوكها

صحيفة أميركية: دعم قطر الإرهاب عنصر أساسي في سلوكها
20 يناير 2019 00:02

شادي صلاح الدين (لندن)

وصفت صحيفة أميركية واسعة الانتشار، النظام القطري بالحليف الزائف للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن سمعة قطر السيئة ودعمها الإرهاب كانا عنصراً أساسياً في سلوكها السياسي. وأوضحت صحيفة «الجيمينر»، في تقرير كتبه يجال كارمون، أن النظام القطري يتبع أساليب تآمرية في علاقاته مع الولايات المتحدة، ومحاولاته اختراق إدارة الرئيس ترامب، مؤكداً أن الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع النظام القطري خاطئة، خاصة أن قناة «الجزيرة»، التي أكدت الصحيفة أنها مملوكة لأمير قطر، تركز فقط على الحزب الديمقراطي، حيث لا تعترف بالحزب الجمهوري، والجمهوريون الذين يستحقون التغطية في قناة الجزيرة فقط، هم السيناتور راند بول، الذي تم عرضه كقوة سياسية ثقيلة، بينما السناتور السابق بوب كوركر، الذي تسبب قراره بعدم السعي إلى خوض الانتخابات في عام 2018 إلى إزالته من تقارير الجزيرة، وكأنه شخص لا قيمة له.
وقال الكاتب في تقريره «لسنوات عديدة، شعر بعض المسؤولين في الولايات المتحدة بأنهم مدينون لقطر لاستضافتها القاعدة الجوية الجديدة ومقر القيادة المركزية الأميركية، يأتي قادة (البنتاجون) والزعماء السياسيون الأميركيون ويذهبون، ولا أحد يتذكر أن قطر هي المدينة للولايات المتحدة للحفاظ على قاعدتها في قطر، حيث إنها قامت بنفسها ببنائها، بتكلفة ملياري دولار، لضمان الوجود الأميركي هناك؛ لأنه من دون هذا الوجود، كان النظام القطري لينتهي منذ فترة طويلة. وتشتري قطر النوايا الحسنة من (البنتاجون) ببناء مدينة بأكملها لاستضافة الجنود الأميركيين، وتوسع القاعدة الجديدة. لكن هذه الصفقة، التي تضمن بقاء قطر، قد دفعت ثمناً باهظاً من الولايات المتحدة. إن المقاتلين الأميركيين ينخرطون في مهمة ضرب الإرهابيين الذين ترعاهم قطر».
وأوضح التقرير أن قناة الجزيرة متخصصة في تقديم تغطيات إيجابية على إيران وتركيا، على الرغم من أن الأولى هدف سياسي معلن للسياسة الأميركية، والأخيرة، تحت حكم الرئيس رجب طيب أردوغان، وتنشر دعاية سلبية ضد الولايات المتحدة.
وانتقد كاتب التقرير الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لقطر، حيث أشاد في جولته الأخيرة في الشرق الأوسط بقطر، باعتبارها «صديقاً عظيماً»، مضيفاً أنه تناسى العمل المخرب الذي تقوم به قناة الجزيرة، التي تعمل بلا كلل، وفقاً للتقرير لإسقاط النظم العربية، وبالتالي ما هو مفهوم الوحدة الذي يتحدث عنه وزير الخارجية الأميركي عندما يشيد بقطر؟ وكيف يمكن اعتبار قطر حليفاً لولايات المتحدة بمثل هذه السياسات التي تتبعها؟ مؤكداً أنه في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة تشكيل جبهة مناهضة لإيران للحد من توسع الدولة الفارسية، تصر حليفته «قطر» على أن «إيران، دولة مثل أي دولة أخرى، لديها مصالح مشروعة في سوريا، طالما أنها لا تتجاهل مصالح الشعب السوري».
ومن المثير للدهشة والسخرية، وفقاً لتقرير «الجيمينر»، أن قناة الجزيرة توقع اتفاقية تعاون مع وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إيرنا»، التي زار مديرها محمد خدادي الدوحة الصيف الماضي، بدعوة من اللجنة القطرية لحقوق الإنسان، لحضور مؤتمر عن حرية الخطابة، رغم أن إيران تعتبر أكبر دولة تنتهك حقوق الإنسان.
وعلاوة على ذلك، يرغب الرئيس ترامب أن يردع تركيا عن ضرب الأكراد (حليف الولايات المتحدة)، ويحذرهم من أنه سيدمر اقتصادهم. واتصل به أردوغان، في محاولة منه لاسترضائه، ولكن هل عقوبات ترامب ستؤثر على تركيا؟ «لا»، ويرجع السبب في ذلك إلى أن دولة قطر «حليف الولايات المتحدة» ستنقذ تركيا مرة أخرى من عقوبات ترامب، تماماً كما فعلت في عام 2018 عندما مدت أردوغان بـ 18 مليار دولار، وأوقفت هبوط الليرة التركية، مطمئنة أردوغان بأموال لصرفها سلفاً على الانتخابات المحلية، وإطالة أمد معاناة الأسير القس برونسون، وفقاً للتقرير.
المشكلة الأخرى التي يتجاهلها ترامب ووزير خارجيته هي الاتفاقية العسكرية بين الدوحة وأنقرة، والتي بموجبها قد تبني تركيا قواعد في قطر، وقد تستخدم بحرية المجال الجوي القطري. وبما أن الاتفاقية تمنح تركيا الحق في العمل بحرية في المجال الجوي القطري، فإن حرية سلاح الجو الأميركي في قاعدة العيديد ستكون محدودة. ولكن هل هذا هو سلوك «صديق عظيم» يعتمد على الولايات المتحدة في بقائه؟
وأكدت «الجيمينر» أن دعم قطر الإرهاب، رغم تظاهرها بمعارضتها، كان عنصراً أساسياً في السلوك السياسي لقطر منذ أن استولى «نظام الحمدين» على السلطة في قطر، وكشف معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط هذه الازدواجية في العديد من التقارير.
وتناول التقرير بعض الأمثلة فقط: في بث مباشر في نوفمبر2014، سمح تلفزيون الجزيرة للمتطرف حسين محمد حسين بإذاعة قسم الولاء لقائد داعش أبو بكر البغدادي (باحث إسلامي يتعهد بالولاء لأمير داعش أبوبكر البغدادي على الهواء مباشرة على قناة الجزيرة). وقبل عقد من الزمان، سمحت الجزيرة للناشط الإرهابي المرتبط بإيران أنيس النقاش بالدعوة لشن هجمات على منشآت نفطية أميركية.
وذكر كاتب التقرير أن «الانبطاح» الأميركي لقطر في فترة ولاية وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، كان مفهوما، لأنه كان يعرف باسم رجل قطر في الإدارة الأميركية. وبحسب ما ورد، خلال فترة توليه منصب الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل، روج لمشروع الغاز الطبيعي المسال القطري الذي حول قطر إلى ما هي عليه الآن. ولكن الآن بعد أن تم استبداله بالوزير مايك بومبيو، فإن استمرار هذه السياسة الموالية هو أمر لا يمكن تفسيره، مطالباً بتغيير بتغيير هذا النهج واتباع سياسة أكثر صرامة تجاه النظام في الدوحة.
وأضاف أن هذه الظاهرة من الإجراءات غير المنطقية من جانب الولايات المتحدة تجاه قطر لا بد أن تؤدي إلى ظهور نظريات تستند إلى سمعة قطر كدولة يمكنها شراء أي شخص أو أي شيء، بما في ذلك، بحسب ما ذكر، الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا».
ومضى التقرير: سواء كان ذلك بسبب الجهل أو الفساد، فإن التزام أميركا حيال قطر على الرغم من أفعالها المناهضة للولايات المتحدة يسيء لسياسة حكومة ترامب تجاه الشرق الأوسط، تماماً مثلما كانت سياسة إدارة الرئيس أوباما تجاه إيران تحكم توجهها في الشرق الأوسط.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©