"السمالية الصيفي".. مدرسة تراثية للأجيال الجديدة

أحمد السعداوي (أبوظبي)

تضمن ملتقى السمالية الصيفي، الذي انطلق بداية هذا الشهر، حزمة من الأنشطة الهادفة التي تساعد على ربط الأجيال الجديدة بالتراث، مع استغلال العطلة الصيفية بما يكسبهم مهارات وخبرات عدة، تسهم في تكوين شخصياتهم بدنياً ونفسياً وسلوكياً، من خلال العديد من البرامج التي ينظمها الملتقى، وتستضيفها جزيرة السمالية حتى 31 يوليو الجاري، بتوجيه ورعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات.

أخبار ذات صلة

الإمارات: السلام الشامل سبيل خروج المنطقة من حالة عدم الاستقرار

حاكم الفجيرة يقدم واجب العزاء في وفاة حشر بن حمد بن جمعة آل مكتوم

رموز التراث
من أهم أنشطة الملتقى، استقبال المسبح الأولمبي لسباحي النادي، إضافةً إلى التعريف بـأهم الرموز والمفردات التراثية الإماراتية، ومنها شجرة الغاف التي اختيرت رمزاً للتسامح في الإمارات، احتفاءً بـ«عام التسامح»، لما لها من أهمية تاريخية واجتماعية كبيرة في المجتمع الإماراتي، وهو ما طالعه منتسبو المخيم الصيفي الذي تنشط فعالياته في أرجاء جزيرة السمالية، عبر ورش عمل عن العادات والتقاليد والحرف التراثية وأنشطة الفروسية والهجن، التي تقدم على أيدي خبراء تراث متخصصين في مختلف الحرف الإماراتية القديمة، خاصة البحرية، ومنها الغوص بحثاً عن اللؤلؤ وصناعة الشباك البحرية، وكيفية فلق المحار وأنواعه وأهميته الاقتصادية لسكان المناطق الساحلية في الإمارات عبر الزمن، وكذلك كيفية بيعه والاشتغال بتجارته في زمن الأقدمين، كما تلقى منتسبو المخيم دروساً عملية في كيفية الصيد بالصقور والتعامل معها وتدريبها، وكذا أنواع الصقور وأسمائها ومراحل نموها، وغيرها من المعلومات عن الطائر ذي الصلة الوثيقة بالموروث المحلي الإماراتي.

مسرح ومكتبة
ولم تقتصر الأنشطة على جزيرة السمالية فقط، بل امتدت إلى المراكز التابعة لنادي التراث، ومنها مركز أبوظبي والعين والوثبة، وكذلك مسرح الأنشطة والمكتبة التابعين للنادي، عبر عرض أفلام وثائقية عن التراث الإماراتي، وتقديم ورش للقراءة والتلوين في مكتبة إدارة الأنشطة، وكان موضوع التلوين هو الرياضات التراثية، فتعلموا تلوين السلوقي، والخيل، والهجن، والصقور، وغيرها من مفردات التراث، فضلاً عن زيارة القرية التراثية التابعة للنادي على كاسر الأمواج، حيث تعرف الطلاب خلالها على معالم القرية، وقاموا بجولة في أقسامها، مثل السوق الشعبي، والمشاغل الحرفية، والبيئات المختلفة برية وزراعية وبحرية، ونماذج البيوت التقليدية، ومعرض المنتجات، والمتحف، وغيرها من أجزاء القرية التي تقدم تجربة فريدة لزوارها تعبر بهم، من خلال الحقب التاريخية المختلفة التي شهدتها دولة الإمارات، مقدمة لهم نماذج حية من تراثها.
كما قام طلاب منتسبون للمخيم بزيارة إلى معرض الشيخ زايد، في مركز زايد للدراسات والبحوث التابع للنادي، حيث قاموا بجولة معرفية في قاعات المعرض.

زهرات صغيرات
كان هناك حضور متميز للزهرات الصغيرات، ضمن فعاليات مخيم السمالية الصيفي، من خلال ورش أقيمت بإشراف المراكز النسائية التابعة للنادي، ومنها مركزي العين وأبوظبي، وشملت ورش التدوير والاستفادة منه، فضلاً عن الحرف اليدوية ومنها الغزل وصنع الأساور والبرقع الإماراتي، وتعلّم صنع القهوة العربية والطريقة الصحيحة في تقديمها للضيف، وتعلم أصول الضيافة العربية. كما قامت الطالبات، بجولة تعرفن من خلالها على الجزيرة وما تحتويه من معالم تراثية أصيلة، وأقمن عدة ورش كالحرف اليدوية حول السدو والتلي والغزل والخوص، وتعرفن على أسماء الأقمشة النسائية قديماً، وكذلك زهبة العروس، وطريقة صنع وإعداد القهوة العربية، وطريقة تقديمها للضيف، واستمتعن بالألعاب الشعبية والرسم ضمن مدربات متخصّصات رافقن الطالبات، وتم صنع العديد من الأكلات الشعبية المعروفة في الإمارات.