الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أندرو ستال.. ترحال بين الجغرافيات والأساليب

أندرو ستال.. ترحال بين الجغرافيات والأساليب
22 يوليو 2019 02:10

الشارقة (الاتحاد)

افتتحت مؤسسة الشارقة للفنون، ضمن برنامجها لفصل الصيف، المعرض الفردي للفنان أندرو ستال، والذي يقام في استديوهات الحمرية، ويستمر حتى 10 سبتمبر/‏ أيلول القادم. يعد هذا المعرض الأول لستال في منطقة الشرق الأوسط، ويقام تحت عنوان «أندرو ستال: من 1976 إلى اليوم»، وهو من تقييم الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيس المؤسسة، ويشتمل على مجموعة مختارة من لوحات ستال التصويرية التي يعود تاريخها إلى سبعينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى منحوتات أنجزها في بيئتها الأصلية. ومن خلال التركيز على اللوحات الفنية والمنحوتات والرسومات التصويرية واسعة النطاق، يقدم المعرض استقصاءً موسعاً للأعمال التي أنجزها هذا الفنان البريطاني المؤثر، خلال حياته المهنية المتواصلة منذ خمسة عقود.
تتوزع الأعمال المعروضة على فصول تحدّد فترات زمنية مختلفة من عمله؛ ويقدّم كل فصل تطور ممارسته الفنية بدءاً من أيامه الأولى في لندن، وصولاً إلى منحوتة محددة الموقع كُلِّف بإنجازها من قبل مؤسسة الشارقة للفنون، وتعدّ مجموعة الأعمال المعروضة دليلاً على محورية أسفار ستال، وعيشه، وانشغاله بالتفاعل الثقافي والاجتماعي الذي يوجّه منجزه الإبداعي.
عاصر ستال في سبعينيات القرن الماضي، حركتي التقليلية، والفن النظامي اللتين كانتا سائدتين آنذاك، إلا أن اهتماماته انصبت على التفاصيل الرمزية والإمكانات الغنية للمواد وسبل توظيفها، واستمرت هذه المشاغل طيلة مسيرته الفنية، بالتوازي مع بحثه في نطاق الكتلة، وذلك من خلال أعمال أشبه بالنصب التذكارية الضخمة.
تجتمع في أعمال ستال في أواخر السبعينيات استكشافاته التصويرية، والتي تضيء على مدى أهمية إقامته حينها في روما، التي كان مأخوذاً بجمالها وساحاتها، وهندستها المعمارية، واستلهم من نوافيرها سلسلة من ثمانية أعمال.
في الثمانينيات والتسعينيات، جرَّب ستال أساليب كلاسيكية حديثة وتعبيرية ومعاصرة، نجدها في أعماله: المناظر الطبيعية الرومانية (1981)، المناظر الطبيعية الفسيفسائية (1981)، ونافورة التلفاز (1985)، والتي تكشف النقاب عن مقارباته للتكوين الإنساني وتقاليد الحداثة.
في أواخر التسعينيات، تبنى ذوقاً فنياً داكناً، متأثراً بالإسباني فرانشيسكو غويا، ليبدأ بعدئذٍ بمعاينة فن «النيو كلاسيك»، والفن التعبيري، محدثاً تغييرات على الكتلة، ومنتقلاً من التفاصيل إلى اللوحات كبيرة الحجم، كما هو واضح في عمله «قبلة» 1992، لتصبح المناظر الطبيعية والملابس التقليدية في اليابان محور أسلوبه بين عامي 2000 و2014، أما الصين، فهي مصدر إلهام مهم لموضوعاته، واستخداماته للمواد والتقنيات كما في «مطر الشمس السوداء الساخن» 2014، حيث تستكشف هذه اللوحة، التي تمّ تنفيذها باستخدام حبر على ورق كما هي المخطوطات الصينية، تدفق الأفكار والخيال والزمن عندما تبدأ التفاصيل الصغيرة والعناصر الرمزية بالانكشاف على طول اللوحة.
تشمل ممارسة ستال الحديثة أعمالاً مستوحاة من تاريخ عائلته وأصله البولندي، حيث تركز منحوتاته الأخيرة على الأشياء التي يتم العثور عليها، وتلك التي يعمد إلى شرائها أيضاً، كما في «بيت البطاقات» 2015، حيث يستخدم أغراضاً تعود لأمه في صنع تمثال تذكاري.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©