الإثنين 13 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

لحوم مُستنْبتة.. بطعم "جوجل"!

لحوم مُستنْبتة.. بطعم "جوجل"!
31 يوليو 2019 01:40

مدريد (رويترز)

قبل ستة أعوام تقريباً، تمكنت شركة «موزا ميت» الهولندية من استنبات لحوم في المعمل، وبلغت تكلفة باكورة إنتاجها التي قُدمت في صورة شطيرة «هامبورغر» 280 ألف دولار، ولكن شركات أوروبية تؤكد أن إنتاجها من اللحوم المستنبتة في المعمل سيصل إلى الأسواق في غضون عامين بعشرة دولارات للكيلو (37 درهماً).
وكان سيرجي برين، مؤسس شركة جوجل، عملاق التكنولوجيا، هو مموّل أبحاث «موزا ميت» في عام 2013.
ويدعم مستهلكون قلقون بشأن التغير المناخي وحقوق الحيوان، إنتاج ما يُسمى بـ«اللحوم النظيفة»، مع تزايد عدد الشركات الناشئة المتخصصة في إنتاج هذا النوع من اللحوم من أربع شركات في نهاية 2016 إلى أكثر من 12 شركة خلال العام الجاري، بحسب تقرير صادر عن «معهد الغذاء» لأبحاث السوق.
وازدهرت أيضاً البدائل النباتية للحوم، بدرجة جعلت أسهم شركة بيوند ميت ترتفع إلى ثلاثة أضعاف منذ طرحها للاكتتاب العام الأولي في مايو الماضي. وتبيع شركة بيوند ميت وإمبوسيبل فوودز بدائل لحوم نباتية بنسبة 100% إلى متاجر التجزئة وسلاسل الأطعمة السريعة في أنحاء الولايات المتحدة.
وينتظر منتجو اللحوم المستنبتة في المعمل من خلايا الحيوانات، موافقات الجهات التنظيمية، مع تحسن التكنولوجيا وخفض التكاليف. وتؤكد «موزا ميت» أن تكاليف الإنتاج سجّلت تراجعاً كبيراً منذ عام 2013.
وقالت المتحدثة باسم الشركة، إن تكلفة إنتاج الهامبورغر المستنبت في المعمل كان باهظ الثمن في 2013 لأنه كان بحثاً علمياً مبتكراً، وجرى إنتاجه على نطاق ضيق جداً، مضيفة: ولكن بمجرد زيادة الإنتاج، نتوقع تراجع التكلفة إلى نحو 10 دولارات هبوطاً من 280 ألفاً.
ومن جانبها، سلطت مرسيدس فيلا، مُؤسِّسة شركة «بيوتك فودز» الإسبانية، الضوء على أهمية نقل الإنتاج من المعمل إلى المصنع، مؤكدة أن الهدف هو زيادة الإنتاج على نطاق واسع، والحصول على الموافقات التنظيمية بحلول 2021.
وأوضحت أن متوسط التكلفة لكيلو اللحوم المستنبتة حالياً يقدر بنحو 110 دولارات للكيلو، مقارنة بـ800 قبل عام مضى.
ولم تتقدم «بيوتك فودز» و«موزا ميت»، ومنافستهما البريطانية «هاير ستيكس»، للحصول على موافقات الاتحاد الأوروبي بعد، لأنها لا تزال تعمل على تحسين منتجاتها. ويجري استنبات اللحوم من خلايا يتم الحصول عليها من عضلات حيوان حي وتوضع في «مزرعة نمو» يحتضنها «مفاعل بيولوجي» مماثل للمفاعلات المستخدمة في إنتاج الزبادي، للمساعدة في نمو وصلات جديدة من النسيج العضلي.
وتوقعت ليز سبخت مديرة «جود فوود» الذي يركز على بدائل اللحوم، في ورقة بحثية خلال العام الجاري، أن تصل أسعار اللحوم المستنبتة في المعمل إلى أسعار مماثلة للحوم التقليدية بمجرد بدء الإنتاج على نطاق صناعي.
ونوّهت إلى أن السبب الرئيس وراء ارتفاع التكلفة هو «المعمل البيولوجي» المستخدم كوسيط لنمو الأنسجة، مؤكدة أنه يمكن إنتاجه من دون مكونات مشتقة من الحيوانات وبأسعار أقل بكثير. ويقول أنصار هذه التكنولوجيا الجديدة أنها الطريقة الوحيد المستدامة بيئياً لتلبية الطلب على اللحوم. وتتوقع منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن يتضاعف بين عامي 2000 و2050.
غير أن العالم البيئي «جون لينش» من جامعة أكسفورد، أكد أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان إنتاج هذا النوع من اللحوم يمكن أن يوفر الطاقة والمغذيات بطريقة فعالة مثل اللحوم التقليدية. وحذّر من أن بعض الدراسات أشارت إلى أنه يحتاج قدراً كبيراً من الطاقة، ويعني ذلك أن تأثيره على التغير المناخي سيعتمد على مصدر هذه الطاقة.
وذكرت مرسيدس فيلا من «بيوتك فودز» أن الشركة تمتلك أموالاً تكفيها حتى عام 2021، حيث تأمل بدء تحقيق إيرادات، بفضل ضخ رأسمال من مستثمر لم تكشف عن هويته.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©