الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بوح الأثر في لوحات سعيد لبيض

بوح الأثر في لوحات سعيد لبيض
4 أغسطس 2019 02:46

محمد نجيم (الرباط)

في معرضه الجديد «ذاكرة الأثر» والمقام بإحدى قاعات العرض بالرباط، تستوقفنا أعمال الفنان التشكيلي المغربي سعيد لبيض لتأخذنا في رحلة من الإحساس بالمتعة والجمال التي تمنحها لنا قماشاته ولوحاته التي تسبح في اللون والخطوط والرموز، والحبلى بالرؤى والأفكار التي تمنح المتلقي لذة ومتعة بصرية ساحرة.
في تصريح له خلال افتتاح المعرض، قال الفنان سعيد لبيض إن لوحاته الموجودة في معرض (ذاكرة الأثر) «هي ثمرة مجهود لعمل دؤوب امتد على مدى خمس سنوات من البحث والتجريب في حقل الفن التشكيلي».
ووصف الناقد الجمالي بنيونس عميروش أعمال لبيض بكونها تنهرق بسيولة مائية، فيما تتكثف وتتكبد بصِبْغَة مادية، فبين الماء والمادة ترتسم أطياف التجريد بطواعية نزقة تروم استكشاف تداخلات بصرية عائمة وسيّارة، فقط بَوْصَلة الوجدان هي ما يحدد المد والجزر، الامتداد والانقباض، الذهاب والإياب في غياهب ذاكرة مفعمة بالآثار والأنوار التي تُصَعّد السطوح، بينما تعري ما يقبع في الأعماق: هناك اشتغال يقظ على الشفافية من حيث كونها تفاعل بين مكونات مادية وضوئية، ومن حيث كيفية تيسير نسق بصري لهذا التفاعل عبر التلوين المتراكب وصياغته القائمة على دَوْزَنَة الدرجات الضوئية انطلاقاً من بياض السند مروراً بطبقات الصباغة ضمن متوالية إبقاء بُؤر المكاشفة بين الفَوْق والتَّحْت.
أما الناقد التشكيلي إبراهيم الحيْسن، فأشار في شهادته خلال افتتاح المعرض إلى أن الفنان سعيد لبيض اختار «الأثر» روحاً للوحاته. ويستطيع المتأمل في لوحاته، إدراك المرجعية الجمالية عند الفنان والتي تجد صداها في التعبيرية التجريدية منذ نشأتها خلال خمسينيات القرن الماضي مع فنانين مرموقين أمثال: بوللوك، هانس هوفمان، روثكو، فضلاً عن الفنان الكاتالاني أنطونيو تابييس الذي يُعَدُّ أهم ملهم لعدد كبير من فناني ما بعد الحرب العالمية الثانية، مضيفاً أن هذا المعرض الفني يشكل فرصة ملائمة للفنان لبيض ليُظهر المزيد من اجتهاده وإصراره على إنجاز اللوحة الصباغية بمواصفات تجريدية حديثة تقطع مع الأشكال التلوينية المتكرِّرة، إن لوحات سعيد لبيض في هذا المعرض تحاول محاورة الأثر واستغزار معانيه الثاوية في تجاويف المادة والسند، كاسباً بذلك رهاناً إبداعيّاً مفتوحاً على المزيد من الغواية والشغف والانجذاب ومتعة الاكتشاف.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©