السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

يقدمون أنفسهم للحياة

يقدمون أنفسهم للحياة
19 أغسطس 2019 02:07

(1)

الإيقاع هادئ
وأنتِ تمسحين عن وجهك،
آثار الحلم...
المارة يقدمون أنفسهم للحياة
كل يوم يقدمون أنفسهم للحياة
والحياة إناء فارغ،
تقضمه الشمس بأسنانها الفضية،
ليظل الإنسان وحيداً..
ما الذي سيبقى للرجل الشاحب،
سوى جلبابه مشقوق الصدر؟
ما الذي ستحصل عليه زوجته،
إذا مدت يدها في الصدر المفتوح؟
كيف ستحرك المرأة يدها،
بعد أن وضعتها في الفخ؟
هذا الشق جرح قديم،
تضع فيه المرأة،
خصلات شعرها البيضاء
الإيقاع يهدر في دمك،
فتعود أعوامك الضائعة
هكذا أبقيتِ على شيء من الحلم
تهبطين إلى أسفل
الإيقاع يغوص عميقاً،
إلى منبت رأسك،
ليمسك بالجرح القديم
الإيقاع يغوص،
وأنتِ تنحنين
يغوص
وأنتِ تنحنين
كزاوية في بيت فقير

(2)
لا يفتحون النوافذ
لا يغلقون النوافذ
ليس لديهم نوافذ أصلاً
كل ما لديهم مرايا معفرة
إن مسحتها عزيزي القارئ
عليك أن تتوقف لتقرأ حظك اليوم،
سترى أسناناً مسلحة بالجوع،
أيادي ممدودة كالسكاكين
أقداماً تشبه الخرائط الممزقة،
هنا سترى الشوارع،
المصنوعة من الليل،
الممزقة كالأثواب القديمة،
هنا ترتفع الحياة إلى السقف،
ثم تسقط ميتة في الأطباق الفارغة،
سيصبح الشاعر
الذي يُحدث التماثيل ليلاً،
ببضع كلمات صماء: حجراً
لن يتوقف «رياض الصالح حسين»
عن مد أصابعه في الشقوق،
ليكتب قصيدته الأخيرة بالدم
ستنحني قامة «سارتر»،
سيصرخ: إن «الوجودية» صورة عمياء
هنا عزيزي القارئ مرايا معفرة
إن مسحتها عليك أن تعبر،
قبل أن تُقذف بالحجارة..
(3)

الأصوات منسحبة إلى البعيد
يحملها الهواء الأسود،
ليصنع ضباباً محكماً
وأنتم تعانون من الصلابة
قل لي أيها السائر:
كيف تمر على تلك المسكينة،
دون أن تذوب عظامك،
أنا أبكي كل يوم،
حتى تنضج ثمار الشجرة الوحيدة
أبكي حتى تتكون غيمة في السماء
أبكي حتى يختفي تاريخي،
وأصبح بيتاً مهجوراً على الطريق
أنتم أقوياء حقاً،
شظايا منثورة على الطريق
تنفذ بمهارة إلى قدم غريب
قذائف مستقبلية
عظام قادرة على ذبح العنق
أود أن أعبر لكم عن قوتي:
سألقي قصيدة على،
جسد الرجل الأخرس،
ليسيل منه الكلام دماً
بالحكاية المزهرة فوق جسدي،
سأبدد ظلام الرجل الأعمى
ليبتلع الضوء كله،
ثم يتساقط كقطرات الندى
بالإيقاع الصاخب،
سأثني الرجل المستقيم
إلى أن يصير نطفة
سأمرر أغنية مذبوحة
في جسد الرجل الأملس
ليصبح شارعاً لمتداولي الحزن،
إذا حكيت لك عن جولاتي،
في وسط المدينة،
سأوسع شرايينك المتصلبة،
إذا أمسكت بيدي،
ومشينا معاً
إلى نهاية الشارع،
إلى آخر القصيدة،
ستبدأ الحكاية من جديد...

(4)
لن أسمح لأحد
بالبكاء في هذه القصيدة،
أريدها جافة
يشققها النهار،
لتصبح شظايا على الطريق
انتهى الوقت
لن أسمح لأحد بأن يلف ويدور
على الجميع أن يقف انتباهاً
أريد أن أدقق النظر
وأفكر،
كيف أنسف كل الأشياء،
وأنا نائمة على سريري
النقود:
أوراق هشة،
يسهل تمزيقها،
دون أن تُجرح يدي
العيادات الصحية:
أكياس من القطن،
سأطيرها في الهواء،
حتى تصبح سحابة ضائعة،
لا يعرفها أحد
المقابر:
عشش متجانسة،
تصلح لتربية الدجاج
البنايات المرتفعة:
زجاجات،
مفتوحة على الغيوم السوداء،
لا تتلقى العناية
سأفرغها على الطريق السريع
الطرق التي قطعتها
وأنا أنظر إلى البعيد:
بضعة أحذية قديمة
أمي التي ودعتها ذات صباح،
هي وجهي الضائع في المدينة
وبيتي القديم،
يوجد خلف هذه القصيدة،
كشظية على الطريق...

(5)
في هذا الليل
أود أن أقول كل شيء
أن أكتب حكايتي حتى تسود يدي
أريد أن أهْذي إلى أن أصير رماداً
(لابد من تبديد هذا الجسد،
فكل ما لا يفنى لا قيمة له)
واحد في طريق العودة
آخر في طريق الذهاب؛
شكلاً هندسياً يسهل محوه
حرفاً لا قيمة له
رقماً لا يخل بالأمن العام
الرصيف جرح مستقيم
الطريق،
لا يحب من يرجعون إلى الخلف
في رأسي يقبع الزمن
ساحرة أنا في الليل!
سأترك لكم التفاصيل
لأرتكن إلى هذا الجدار،
ثم أشقه بكلمة
ساحرة أنا في الليل!
من نباح الكلب
أصنع عظمة
من صمتي ربطة عنق
من الليل قبضة يد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©