الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مفكرون أوروبيون: التطرف لا دين له ومحاربته هدف إنساني

مفكرون أوروبيون: التطرف لا دين له ومحاربته هدف إنساني
27 يناير 2020 01:24

أبوظبي (الاتحاد)

في إطار الحملة الأوروبية لمكافحة التطرف والإرهاب، استضافت جامعة أنتويرب البلجيكية المرموقة، الأربعاء الماضي، ندوة بعنوان «الجهود الفكرية في مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة»، وهذه الندوة التي عُقدت في القاعة الرئيسة في مقر كلية علوم الأديان والإنسانيات في جامعة أنتويرب، نُظمت من قبل كلية علوم الأديان والإنسانيات في الجامعة، ودائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في باريس، والأكاديمية الأوروبية للتنمية والأبحاث في غانت.
وقد شارك في الندوة عدد كبير من الأكاديميين والباحثين والمختصين من دول أوروبية عدة: فرنسا، وإسبانيا، وبلجيكا، وهولندا، وألمانيا، والسويد، من بينهم: رئيس بلدية أنتويرب كريستوف بوسيوت، وكوين ميتسو، عضو مجلس النواب الفيدرالي البلجيكي، والبروفيسور كريس فونك، عميد كلية علوم الأديان والإنسانيات في جامعة أنتويرب، والبروفيسور توم زوارت، مدير مدرسة حقوق الإنسان، منسق مدرسة القانون في جامعة اتريخت الهولندية، والدكتور ماغنوس نوريل، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، والبروفيسور جان فان ريث، أستاذ تاريخ الدراسات الشرقية في كلية علوم الأديان والإنسانيات في جامعة أنتويرب، والكاتب والناشر السويدي يوهان ويستيرهولم، والبروفيسور يوهان تاميرمان، عميد كلية اللاهوت البروتستانتي في بروكسل، والمحامي البلجيكي الشهير والتر دايمن، المتخصص في قضايا التطرف والإرهاب، والبروفيسور مارك كولز، أستاذ علم الجريمة والدراسات الأمنية في جامعة غانت، والبروفيسور مارتن دو كونينغ، أستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة أمستردام، والبروفيسور فارنير دو سويغر، الأستاذ المحاضر في جامعة كامبريدج، والدكتور إبراهيم ليتوس، مدير الأكاديمية الأوروبية للتنمية والأبحاث في غانت، وجان فالير بالداكينو، رئيس دائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في باريس.
وأكد الدكتور نضال شقير، أستاذ التواصل الاستراتيجي والعلاقات الحكومية في باريس، خلال الكلمة التمهيدية للندوة، أن «هذا النشاط حيوي ومهم، ويأتي في إطار حملة كبيرة تهدف إلى الترويج لدعم وتشجيع الاستثمار في الجهود الفكرية لمواجهة الأفكار المتطرفة التي غزت واستحوذت على عقول الكثيرين، خاصة من الشباب في المجتمعات الأوروبية».
بعدها شدد البروفيسور كريس فونك عميد كلية علوم الأديان والإنسانيات في جامعة أنتويرب على أهمية التسامح والحوار بين الأديان كافة للحد من آفة التطرف التي غزت العالم، معتبراً أنهما السبيل الوحيد لعالم أفضل وآمن للجميع.
وشدد عميد كلية علوم الأديان والإنسانيات في جامعة أنتويرب على أهمية دور المفكرين في محاربة التطرف والإرهاب من خلال نشر المعرفة، وأثنى على جهود سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي في هذا الإطار، خاصة كتابه «السراب» الذي رُشح لجائزة نوبل للآداب لعام 2019، والذي يعتبر مرجعاً مهماً وأساسياً يسلط الضوء على خطر الجماعات الإسلامية المتطرفة.
ومن جهته، اعتبر البروفيسور توم زوارت، مدير مدرسة حقوق الإنسان، منسق مدرسة القانون في جامعة اتريخت الهولندية، أن الجاليات المسلمة في أوروبا ترفض بشكل صريح ما يفعله المتطرفون الإسلاميون، سواء كانوا في أوروبا أو خارجها. وأثنى على كتاب «السراب» ووصفه بالموسوعة الغنية في مجاله.
وقام البروفيسور جان فان ريث، أستاذ تاريخ الدراسات الشرقية في كلية علوم الأديان والإنسانيات في جامعة أنتويرب بمقاربة تاريخية توضح سوء الفهم حول بعض الأبحاث التي تروج للتطرف والفهم المغلوط للنصوص الدينية، وتمنى الالتزام بروح النصوص الدينية التي تناهض الأفكار المتطرفة والمضللة. واعتبر ريث أن «السراب» كتاب مميز يستحق التقدير والإشادة لما يقدمه من طروحات متقدمة في نشر التسامح وشرح طرق عمل الجماعات المتطرفة.
أما الكاتب والناشر السويدي يوهان ويستيرهولم، فقد أكد أن مكافحة التطرف في أوروبا تواجه عقبات عدة، خاصة لجهة العمل على الجيلين الثاني والثالث من المهاجرين، معتبراً أن للكتاب والباحثين دوراً محورياً في مكافحة الأيديولوجيات الإسلامية المتطرفة، خاصة جماعة «الإخوان المسلمين» التي تعتبر خطراً حقيقياً يحدق بالمجتمعات الأوروبية ويقوض أمنها. وفي هذا الإطار، اعتبر ويستيرهولم أن كتاب «السراب» يعتبر من أهم الكتب التي نشرت في السنوات الأخيرة وأغناها من حيث المعلومات الفريدة والمفصلة عن طرق عمل الجماعات الإسلامية المتطرفة.
وناقش الدكتور ماغنوس نوريل الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الدور الذي يجب أن يضطلع به المفكرون في مكافحة ظاهرة التطرف، وأكد أننا بحاجة إلى المزيد من المبادرات لتشجيع دور المفكرين في مواجهة الأفكار المتطرفة، وشدد على أن التطرف لا دين له على الرغم من انتشار التطرف الإسلامي بشكل موسع في السنوات الأخيرة، داعياً إلى قراءة كتاب «السراب» لما فيه من معلومات قيمة ومهمة في هذا الإطار.
واعتبر البروفيسور يوهان تاميرمان، عميد كلية اللاهوت البروتستانتي في بروكسل، أن الجهود الفكرية لمكافحة التطرف والإرهاب هي واجب وهدف إنساني نبيل، وشدد على أهمية الدراسات الدينية في مكافحة هذه الآفة الخطيرة، خاصة أن هناك من يستخدم النصوص الدينية بمفهوم خاطئ للتحريض على العنف والدعوة إلى التطرف، مشيداً بكتاب «السراب» الذي يظهر زيف الجماعات الإسلامية. هذا فيما شدد المحامي والتر دايمن، المتخصص في قضايا التطرف والإرهاب، على أهمية الشجاعة في مواجهة التطرف.
هذا واختتمت الندوة بعرض فيلم تفصيلي عن كتاب «السراب» ناقشه جان فالير بالداكينو، رئيس دائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في باريس الذي شدد على مزايا هذا الكتاب الفكرية التنويرية، وكيفية استغلاله لنشر التوعية من خطر الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تستعمل الدين لأهداف سياسية مشبوهة.

كتاب «السراب»
أثنى البروفيسور مارك كولز، أستاذ علم الجريمة والدراسات الأمنية في جامعة غانت، مع البروفيسور مارتن دو كونينغ، أستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة أمستردام، والبروفيسور فارنير دو سويغر، الأستاذ المحاضر في جامعة كامبريدج، على كتاب «السراب» كمثال جدي يحتذى به في هذا الإطار.
وبدوره، أكد كوين ميتسو، عضو مجلس النواب الفيدرالي البلجيكي، أن التطرف مفهوم قديم، وأن هناك العديد من المسلمين ضحايا للمتطرفين الإسلاميين، معلناً جهوداً حثيثة للحد من التطرف والعودة بالمتطرفين إلى الطريق السوي. ودعا ميتسو إلى تجديد الخطاب الديني، وأشاد بأهمية كتاب «السراب» باعتباره تجربة فكرية رائدة في مجال مكافحة الأيديولوجيات المتطرفة. أما الدكتور إبراهيم ليتوس، مدير الأكاديمية الأوروبية للتنمية والأبحاث في غانت، فقد دعا إلى تضافر الجهود والاستثمار في الجهود الفكرية لمواجهة الأيديولوجيات المتطرفة التي تعتبر تهديداً حقيقياً للمجتمعات الإنسانية، وركز على أهمية كتاب «السراب» كمثال يحتذى به في إطار الجهود الفكرية لمكافحة التطرف.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©