السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

التيارات البحرية.. القاتل الخفي

التيارات البحرية.. القاتل الخفي
22 سبتمبر 2019 04:56

سعيد أحمد (أم القيوين)

تجتذب شواطئ الدولة كثيراً من الأسر المواطنة والمقيمة والسياح، وتعتبر مقصداً للجميع للاستمتاع بالطبيعة البحرية، خصوصاً في موسم الصيف، حيث تشهد الشواطئ إقبالاً بالآلاف من الجمهور، وقد بات من الضروري تكثيف الجهود للحد من حوادث الغرق، التي تتكرر دوماً بسبب «التيارات البحرية»، وعدم التزام بعض الأشخاص بالتعليمات والإرشادات التحذيرية، وكذا عدم إلمامهم بالسباحة.
ورغم التحذيرات المتكررة من الجهات المختصة، فإن البعض يتجاهل تلك التحذيرات معرضين أنفسهم ومن معهم للخطر، عندما ينزلون إلى البحر في أماكن وجود التيارات البحرية، وفي أوقات المنع بسبب ارتفاع الأمواج واضطراب البحر.
وشهدت بعض شواطئ الدولة وقوع عدد من حوادث الغرق لمواطنين ووافدين من جنسيات مختلفة، كانوا يمارسون السباحة في البحر، وسحبتهم التيارات البحرية، ولم يتمكنوا من الإفلات منها.

3 وفيات
سجلت إمارة أم القيوين 3 حالات غرق على شواطئها خلال العام الجاري، بسبب ممارسة السباحة في الأماكن الخطرة التي توجد فيها التيارات البحرية، إضافة إلى عدم الالتزام بالتعليمات والإرشادات الخاصة بالسباحة في الشواطئ.
وقال العميد محمد إبراهيم البيرق، مدير عام العمليات الشرطية بالقيادة العامة لشرطة أم القيوين: إن حوادث الغرق تزداد في فترة الصيف، نظراً للإقبال الكبير من مرتادي الشواطئ على ممارسة السباحة في البحر، حيث يجهل البعض أساسيات السباحة ولا يلتزمون باتباع التعليمات والتحذيرات، التي تجنبهم الغرق، مشيراً أن أسباب الغرق على الشواطئ، تكمن في عدم الإلمام بالاستخدام الصحيح لوسائل السلامة والسباحة، وعدم تقدير المسافة أثناء دخول البحر، حيث يقطع البعض مسافة طويلة، وعندما يشعر بالتعب والإجهاد لا يستطيع العودة. وكذلك ممارسة السباحة في الأحوال الجوية السيئة أثناء هبوب رياح شديدة وارتفاع الأمواج، وانشغال الأسر وإهمالهم مراقبة أبنائهم، وكلها عوامل تؤدي إلى حوادث الغرق.
وتابع: يجب توفير منقذين ودوريات إنقاذ على شواطئ أم القيوين، وإنشاء وحدة إنقاذ بحري، وتحديد أماكن السباحة التي تخلو من التيارات البحرية، ووضع لوحات تحذيرية بعدة لغات على امتداد الشاطئ، للحفاظ على سلامة الجمهور، لافتاً إلى أن شرطة أم القيوين حرصت على إطلاق برامج وحملات توعوية بالتنسيق مع الشرطة المجتمعية وإدارة الدفاع المدني وبلدية أم القيوين، استهدفت تنبيه مرتادي الشواطئ حول أهمية اتباع الإرشادات والنصائح أثناء السباحة، وعدم الدخول في الأماكن الممنوعة، والتوقف عن ممارسة السباحة في حال اضطراب البحر.

3 ورديات إنقاذ
وقال العميد راشد جاسم مجلاد، نائب مدير الإدارة العامة للدفاع المدني بعجمان: إن فرقة الإنقاذ البحري تمكنت خلال العام الجاري من إنقاذ 5 حالات من جنسيات مختلفة من الغرق، تتراوح أعمارهم ما بين 30 إلى 35 عاماً، لافتاً إلى أن موسم الصيف بدأ، ويتطلب من الجهات المعنية تكثيف جهودها للحفاظ على سلامة مرتادي الشواطئ.
وأشار إلى أن الإدارة أنشأت نقطة إنقاذ بحري على شاطئ عجمان مزودة بسيارات إسعاف وإنقاذ، وقاربين أحدهما مخصص لإطفاء الحرائق، ودراجات بحرية، وتضم منقذين يعملون على 3 ورديات طوال الأسبوع، إضافة إلى أبراج مراقبة على امتداد الشاطئ، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق مع البلدية لوضع اللوحات الإرشادية والتحذيرية في الأماكن المحظور فيها السباحة.
وأوضح أنه يجب على مرتادي الشواطئ اتباع التعليمات والإرشادات، قبل النزول إلى البحر والاطلاع على نشرة الأحوال الجوية، مؤكداً أن معظم حوادث الغرق التي تقع، تكون نتيجة عدم إلمام الأشخاص بالسباحة أو بسبب ارتفاع أمواج البحر، ووجود التيارات البحرية، وكذلك عدم التزام بعض مرتادي الشواطئ بالتعليمات والتحذيرات، وعدم قراءة اللوحات الإرشادية التي وضعت لسلامة الجميع.
وأضاف: إن معظم السائحين والمقيمين يذهبون إلى البحر للسباحة والاستجمام، فيغفلون عن أنفسهم وأطفالهم، أو يقصدون مواقع غير مخصصة للسباحة، أو يختارون أوقاتاً محظورة لممارسة السباحة خلالها، كفترة الليل، لافتاً إلى أن الإدارة بالتعاون مع بلدية عجمان حددت على الشواطئ الأماكن المخصصة للسباحة، وفترة الصيف تعتبر من أكثر الشهور ارتفاعاً في حوادث الغرق في مختلف مناطق الدولة، نتيجة زيادة أعداد مرتادي الشواطئ، وإقبالهم على ممارسة السباحة في هذه الشهور بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

صيف آمن
بلدية الشارقة، من جهتها، وفرت منقذين على شواطئ الإمارة والمناطق التابعة لها، يتواجدون من الساعة الـ7 صباحاً إلى الـ7 مساء يومياً، ووضعت أبراج مراقبة ولوحات تحذيرية وإرشادية، بهدف توعية مرتادي الشواطئ بمخاطر السباحة في أماكن تواجد التيارات البحرية وفي حال ارتفاع الأمواج.
وأطلقت القيادة العامة لشرطة الشارقة على بحيرات الممزر بالإمارة، الحملة الإرشادية والتوعوية لمرتادي المسطحات المائية، والمقامة تحت شعار «بسلامتك نسعد.. نحو صيف آمن»، لرفع الوعي المجتمعي عند ارتياد البحر.
وقال المقدم إبراهيم مير، نائب مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بشرطة الشارقة: إن الحملة التوعوية المشتركة التي أطلقتها إدارة الإعلام والعلاقات العامة، بالتعاون مع قسم الإنقاذ بشرطة الشارقة، تستهدف تنوير الجمهور بمختلف فئاته العمرية، بأهمية اتخاذ الحيطة والحذر عند ارتياد الشواطئ والمسطحات المائية، والتقيد بالإرشادات والتعليمات المبينة على اللوائح المثبتة على امتداد الشواطئ، والتي وضعت من أجل سلامة الجمهور.
وأضاف: إن الحملة تستمر لمدة شهر، وتشمل مدينة الشارقة، ومنطقة الحمرية، والمنطقة الشرقية، ويتم خلالها توزيع مطويات توعوية صممت بصورة مبتكرة وجاذبة للنظر، على هيئة «سترة نجاة»، بهدف تشجيع الجمهور بأهمية ارتداء السترة، كأحد أهم عوامل الوقاية والسلامة من حوادث الغرق. وتحتوي المطوية على العديد من النصائح والإرشادات التوعوية، بلغات عدة لرفع الوعي الأمني بين الجمهور، ومن ضمنها التأكد من النشرة الجوية، وحالة البحر قبل ارتياده، وتجنب السباحة في الأماكن المحظورة والتي تكثر بها التيارات، وعدم مغامرة الأشخاص الذين لا يجيدون السباحة، وتجنب الثقة الزائدة بالنفس عند السباحة، بالدخول في المياه لمسافات طويلة بعيدة عن الشاطئ.
ومن جانبه، قال المقدم فيصل جاسم الدوخي، مدير فرع الإنقاذ بإدارة المرور والدوريات: إن شرطة الشارقة تسعى دائماً إلى تعزيز الأمن والسلامة في كافة المرافق، بالتعاون مع الجهات والدوائر الحكومية، انطلاقاً من استراتيجية وزارة الداخلية الرامية إلى تعزيز الأمن والأمان، لافتاً إلى أن قسم الإنقاذ، يعمل على توفير منظومة متكاملة تهدف لسلامة مرتادي المسطحات المائية على مدار الساعة، ليتمكن مرتادو الشواطئ من قضاء وقت ممتع في جو آمن، وذلك من خلال نشر الدوريات والآليات البحرية ذات المهام المتعددة، والمزودة بأفضل المعدات اللازمة في الإنقاذ البحري، وتشتمل على زوارق إنقاذ كبيرة، مشيراً إلى أن منظومة السلامة والإنقاذ الشاطئية لا تكتمل أهدافها إلا من خلال الإسهام الإيجابي بالوعي والتعاون مع الأجهزة الشرطية، واتخاذ تدابير السلامة، حتى تكتمل المنظومة، وتسهم في تحقيق أهدافها بما يتوافق مع رؤية وزارة الداخلية.

لوحات تحذيرية
ومن جانبها، طالبت القيادة العامة لشرطة دبي الجمهور بضرورة الامتثال لنصائح رجال الإنقاذ المتواجدين على شواطئ الإمارة، والتقيد بالإرشادات والتعليمات الموضحة على اللوحات التحذيرية التي وضعت على امتداد الشواطئ، وعدم ارتياد البحر في حال اضطرابه وارتفاع الأمواج أو في أماكن وجود التيارات البحرية، حفاظاً على حياتهم، وتجنب تعرضهم لحوادث الغرق.
ودعت مرتادي البحر لتوخي الحيطة والحذر، والاتصال على رقم الطوارئ بغرفة العمليات في شرطة دبي في حال وقوع حالات طارئة وأن يتم وصف المكان بدقة ووضوح من أجل الاستجابة السريعة للبلاغ، لما لذلك من أهمية بالغة في مساعدة المحتاجين للإنقاذ.

لا تحاول السباحة ضد التيار
وقال المساعد جمال عبيد الرميثي، الذي يملك 30 عاماً خبرة في مجال الإنقاذ البحري، ويعمل في الإدارة العامة للدفاع المدني بعجمان: هناك أشياء أساسية يجب أن يتبعها السباح حال تعرضه للتيارات البحرية، وهي عدم الخوف، لأن الخوف يضيع التفكير ويشتت ذهن الشخص، ويجب السباحة مع اتجاه التيار وليس العكس، حتى لا يتعب ويرهق نفسه، لافتاً إلى أن نسبة نجاة السباح من التيارات تعتمد على قدرته في التعامل مع الموقف.
وأضاف: إن الجهات المختصة في الدولة، وضعت لوحات تحذيرية على الشواطئ في أماكن وجود التيارات البحرية، كما أن الإدارة العامة للدفاع المدني بعجمان وفرت أطواق نجاة مزودة بحبال، تم وضعها على شواطئ الإمارة لكل 100 متر، يستخدمها المنقذون ومرتادو الشواطئ لرميها على الغريق لكي يمسك بها، ويتم سحبه من البحر.
وأشار الرميثي إلى أن قوة التيارات البحرية تختلف من مكان إلى آخر حسب عمق المياه وارتفاع الأمواج، ويمكن للسباحين أن يشعروا بوجودها قبل دخولهم للأعماق، محذراً الأشخاص الذين لا يجيدون السباحة بعدم المخاطرة والدخول للبحر، لأن نجاتهم قد تكون صعبة.
وقال: إن دوريات نقطة الإنقاذ البحري بعجمان، تقوم بجولات يومية على الشاطئ، وتتوقف عند أماكن تجمع الأسر والأطفال، بهدف توعيتهم وتقديم النصائح والإرشادات لهم بعدم ارتياد البحر في حال ارتفاع الأمواج أو في فترة الليل، ومراقبة الأطفال وعدم تركهم بمفردهم، حفاظاً على سلامة الجميع من حوادث الغرق.

أجهزة كشف التيارات
ويقول عبدالله راشد بوهارون من هواة «السباحة والغوص» في أم القيوين: أثناء اكتمال القمر في بداية الشهر الهجري أو في نصفه، تشتد قوة التيارات البحرية، وينصح مرتادو الشواطئ بعدم السباحة في هذه الأيام، لأنهم سيتعرضون للخطر ولن يستطيعوا الإفلات من التيارات، التي ستسحبهم بقوة إلى الأعماق ولمسافات طويلة قد تصل إلى كيلومترات.
وأشار إلى أنه يمارس السباحة والغوص بشكل مستمر، ويستخدم الأجهزة الذكية للكشف عن أماكن التيارات البحرية ومعرفة مدى قوتها، قبل النزول إلى المياه، مشيراً إلى أنه من خلال خبرته «يجب على الشخص إذا تعرض للغرق، أن يتجنب الشرب من مياه البحر، وأن يسبح في نفس اتجاه التيارات ويحافظ على هدوئه حتى يتمكن من الوصول إلى الشاطئ».
وقال أحمد سيف النعيمي من عجمان: إن التيارات البحرية تشكل خطراً على حياة من يمارس السباحة في البحر، لأنها تسحب الشخص إلى الأعماق وتجعله يدور في دوامة تؤدي إلى غرقه، وخاصة إذا كان الشخص لا يجيد السباحة ولا يعرف كيفية التصرف مع هذا الموقف، لافتاً إلى أنه يجب على مرتادي الشواطئ أخذ الحيطة والحذر وعدم الدخول في الأماكن الممنوعة. وأضاف: إن ممارسة السباحة ممتعة وخطرة في الوقت نفسه، لافتاً إلى أنه يذهب إلى شاطئ عجمان للسباحة ويشاهد المنقذين واللوحات التحذيرية بعدة لغات في أماكن وجود التيارات البحرية، كما يلاحظ وجود حملات توعية للدفاع المدني والشرطة، تهدف إلى تثقيف الجمهور بمخاطر السباحة في أماكن وجود التيارات البحرية.
ولفت إلى أن مرتادي الشواطئ في الدولة ينحدرون من ثقافات مختلفة، ومعظمهم ليس لديه دراية بالتيارات البحرية، وبعضهم يتجاهل الإرشادات والتعليمات، ويحتاجون إلى قوانين صارمة.

عوامل طبيعية
أوضح أحمد الزعابي، مدير إدارة الأبحاث البحرية بوزارة التغير المناخي والبيئة، أن التيارات البحرية هي حركة المياه في البحار والمحيطات في اتجاهات محددة وبأشكال منتظمة، وتزداد في المسطحات المائية قليلة الممرات البحرية (المضايق).
وأشار إلى أن التيارات البحرية تتشكل نتيجة عدة أسباب، منها قوة الطرد المركزية وحركة دوران الأرض حول محورها «المد والجزر» واختلاف درجات الحرارة والرياح والجاذبية بين الأرض والقمر، مشيراً إلى أن خطورتها تتمثل عندما تتحول الطاقة الموجية إلى تيار قوي ومضاد في الاتجاه، حيث يعمل هذا التيار لتكوين تجويفات في منطقة انكسار الموجة، مما يزيد من قوة سحب التيار، وقد سجلت أكثر حوادث غرق السباحين بهذا التيار.
وأكد أنه لا يمكن التخلص من التيارات البحرية بسبب ارتباطها بالقمر والجاذبية ودرجة الحرارة والرياح ونسبة المياه وغيرها، وهو نظام فيزيائي موجود منذ وجود الأرض، لكن الإنسان ممكن أن يغير اتجاهاتها نتيجة التطور والبناء في البحر.

العلم الأحمر
أكد المقدم علي عبدالله القصيب النقبي، رئيس قسم الإنقاذ البحري بشرطة دبي، أن في القسم 75 غواصاً ويمتلك أسطولاً بحرياً من الزوارق والآليات المتطورة بأحدث المواصفات، يضم 18 زورقاً و10 دراجات هوائية و4 دراجات مائية و8 دوريات إنقاذ على الشواطئ، مؤكداً أن نقاط الإنقاذ تتمركز في 8 مواقع مختلفة بالإمارة، بهدف المحافظة على الأرواح والممتلكات.
وطالب المقدم علي النقبي، الجمهور بضرورة الامتثال لنصائح رجال الإنقاذ المتواجدين على شواطئ الإمارة، والتقيد بالإرشادات والتعليمات الموضحة على اللوحات التحذيرية التي وضعت على امتداد الشواطئ، وعدم ارتياد البحر في حال اضطرابه وارتفاع الأمواج أو في أماكن وجود التيارات البحرية، حفاظاً على حياتهم، وتجنب تعرضهم لحوادث الغرق.
وأكد على أهمية الالتزام بالتعليمات والاشتراطات التي تنشرها وتضعها البلدية وشرطة دبي على حد سواء، والاستجابة لإشارة رفع العلم الأحمر الذي يعني عدم السباحة لما في ذلك من خطر على حياتهم، مؤكداً أن الشرطة جاهزة دائماً للتعامل مع الحالات الطارئة على الشواطئ على مدار 24 ساعة والاستجابة لها في أقل وقت ممكن.
وأشار إلى أن شرطة دبي حددت نقاط إنقاذ بحرية للتعامل مع الحالات الطارئة في مختلف أرجاء الإمارة، تضم غواصين ومنقذين، إضافة إلى زوارق ودراجات مائية ودراجات برمائية مع طواقمها، جاهزة لخدمة أفراد الجمهور في حال وقوع أي خطر.
ودعا النقبي، مرتادي البحر لتوخي الحيطة والحذر، والالتزام بالإرشادات والتعليمات كافة، والاتصال على رقم الطوارئ بغرفة العمليات في شرطة دبي في حال وقوع حالات طارئة، وأن يتم وصف المكان بدقة ووضوح من أجل الاستجابة السريعة للبلاغ، لما لذلك من أهمية بالغة في مساعدة المحتاجين للإنقاذ.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©