الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«صور من المملكة» تزيّن «إكسبوجر»

«صور من المملكة» تزيّن «إكسبوجر»
22 سبتمبر 2019 04:43

أزهار البياتي (الشارقة)

في تظاهرة فنية لروافد الإبداع والجمال التقى بين ربوع الشارقة نخبة من المصورين العالميين من العرب والأجانب، بالإضافة إلى المواهب الصاعدة، مشاركين في مهرجانها الدولي الرابع للتصوير الفوتوغرافي «إكسبوجر» 2019، مسهمين بسلسلة من المعارض الفردية والجماعية المدهشة، التي تلقي الضوء على قضايا مختلفة من شؤون الحياة، ليبرز من بينهم السعودي زياد العفرج، الذي رصد من خلال عدسته مشاهد استثنائية لسعوديات ناجحات، من اللواتي حققن قفزات ناجحة ومنجزات يشار لها بالبنان في مجالات عدة.

صور مضيئة
تميّز العفرج بأسلوب طرحه لثيمة معرضه الخاص، تحت عنوان «صور من المملكة (The Face)»، مستعرضاً لوحات فنية لصور فوتوغرافية التقطها لسيدات من مختلف شرائح المجتمع السعودي، من اللواتي استطعن وضع بصمة وعلامة في روافد العلم والمعرفة والفنون والآداب، إلى جانب شخوص المتميزات في عالم المال والأعمال، قائلاً: «أردت أن أظهر للعالم صوراً مضيئة عن مجتمعنا السعودي والخليجي، وكيف وصلت النساء العربيات إلى أعلى المناصب، عاكسات الوجه المعاصر والمتطّور لنسيجنا الاجتماعي، بعد أن تم فتح أبواب واسعة أمام المرأة للتعلم والعمل والإبداع، كونها شريكة حقيقية في بناء الوطن، وعضواً فاعلاً في الحراك الثقافي والاجتماعي».

الجانب الآخر
ويتابع العفرج: «في كل لوحة وصورة، حاولت أن أظهر الجانب الآخر من وجه المرأة السعودية، وهي محاطة بدعم وحب عائلتها، ومثبتة جدارتها وحضورها».
ويكمل العفرج: «من خلال صور «وجوه من المملكة»، أضع أمام الجيل الجديد نماذج ناجحة من النساء العربيات الواعدات، من صاحبات المواهب والحضور الواثق في ميادين مختلفة، باعتبارهن أيقونات بديعة يمكن الاقتداء بهن».

شغف وعشق
رغم دراسته للهندسة وترؤسه قسم التصوير الفوتوغرافي في «عرب نيوز»، إلا أن العفرج، قرّر متابعة شغفه الكبير وعشقه لعالم للكاميرا، موضحاً: «لطالما كنت مرتبطاً ببيئتي، وشغوفاً بتفاصيل الحياة فيها بكل ما تحمله من قصص إنسانية، وكوني فرداً متعلقاً بالبصريات، أردت أن أروي حكايات من نسيجنا المجتمعي وأرويها عبر العدسة والصورة».

تجارب وخبرات
وعن أهمية تواجده في إكسبوجر الشارقة، يقول: «المهرجان فرصة كبيرة لكل مهتم بهذا المجال، كونه يفتح منصات للحضور والاحتكاك بالمصورين العالميين، مما يفتح أبواباً للتبادل الفني والحوار الحضاري، والتعرف على التجارب والخبرات العالمية في مختلف فنيّات التصوير».

فرانكي كوين: «22 ملم» مساحة كافية لـ«صراع من أجل البقاء»
روى المصور الإيرلندي العالمي، فرانكي كوين بدايات علاقاته بفن التصوير، وقال: «كانت إيرلندا الشمالية بلادي تعيش واقعاً مضطرباً، الصراعات تملأ الشوارع والخطر يكمن في كل زاوية، ومن أجل حمايتي اشترى لي والدي كاميرا مستعملة بعدسة 22 ملم، وقال لي اذهب ومارس التصوير ولا تتورط في الصراع، فوثقت بهذه الكاميرا تاريخ الصراع الذي امتد لعشرات السنين».
تابع كوين: «جزء كبير تحقق من أمنية والدي، فقد وفرت لي الكاميرا الحماية من طرفي الصراع، كل منهما اعتبرني محايداً ولست منحازاً للطرف الآخر».
كوين الذي تحدث خلال جلسة حوارية بعنوان «مشروع الصورة» ضمن فعاليات المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» 2019، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، قدم للمشاهدين ومن خلال صوره حكاية مفصلة عن بلفاست بشكل خاص وإيرلندا الشمالية بشكل عام، وتناول في جلسته تفاصيل الصراع اليومي وضحاياه وتداعيات الإضراب الشهير عن الطعام الذي خاضه المعتقلون السياسيون الإيرلنديون في ثمانينيات القرن الماضي.
وأوضح كوين، أن بلاده بكاملها في تلك الفترة كانت تعيش حالةً قاسية من الجوع، وقدم من خلال صوره مشاهد تظهر بؤس الفقر في الأحياء الإيرلندية في تلك المرحلة وتوثق ملامح الناس في البيوت التي تفتقد لأدنى مقومات العيش.
وعن اختياره التصوير باللونين الأبيض والأسود قال كوين: «حاولت أن انسجم في صوري مع حالة بلادي التي لم تكن تحتمل الألوان في تلك المرحلة، حيث كل شيء كان مقسماً إلى جزأين إما بطريقة مادية عبر الحواجر الإسمنتية أو بالطريقة المعنوية التي أسست للصراع».
وأضاف «لقد شاهدت وحضرت أكثر من 84 جنازة لضحايا الصراع، فكيف يمكن أن أقدم صور الموت والحزن بالألوان».
لم يكتف كوين بعرض الصور القاتمة في ألبومه، بل قدم لجمهوره مجموعة من الصور التي تتناول حياة الناس ولعب الأطفال في الشوارع، وقال: «كانت هذه الحياة العادية تمضي بكل ثقة وسط إعصار من الأحداث، أذهلتني قدرة الناس على ابتكار العيش والفرح وسط كل الظروف».
ووجه كوين نصيحة للمصورين قال فيها: «كمصور عليك أن تكون قريباً من الحدث، فأن تكون إلى جانب قضية معينة هو أن تعكس مدى قدرتك على الاقتراب والتماهي معها. لقد نزلت إلى الشارع وعشت كلّ تلك الظروف التي عاشها المتظاهرون ومشيت معهم، ووثقت حياة الناس، والكثير من الأحداث التي شكّلت مرحلة مهمة وحاسمة من تاريخ إيرلندا».

فرانس لانتنج: الحيوانات سفيرة النظام البيئي
استضاف المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» 2019 المصور العالمي فرانس لانتنج، المتخصص في تصوير الحياة البيئية حيث قدم جلسة بعنوان «وجها لوجه مع الحياة» استعرض فيها أسرار الطبيعة وتحدث عن مستقبلها كاشفاً عن قلقه من المتغيرات التي تحدث بسبب المناخ والتمدد السكاني.
وقضى فرانس لانتنج أربعين عاماً في تصوير الحياة البيئية، درس من خلالها سلوكيات الحيوانات المختلفة والحشرات، وتابع أعمال العلماء وأبحاثهم المتخصصة في دراسة البيئة وتطور الكائنات الحية، وتنقل بين كندا وهولندا وأميركا الشمالية والكونغو والأمازون والقطب الشمالي، والكثير من المناطق النائية التي تضم في كنفها أنواعاً من الحيوانات النادرة.
وقال لانتنج: «نظامنا البيئي يمتلك قوانينه الخاصة لحفظ الحياة والتنوع على الأرض، والخطورة تكمن في مخالفة هذه القوانين».
وتابع لانتنج الذي عمل لسنوات مع ناشونال جيوغرافيك: «الحيوانات سفراء للنظام البيئي وهناك الكثير لنتعلمه منها كي نحافظ على التنوع والموارد، لهذا بدأت رحلتي في تصوير الحيوانات بمحاولة رؤية العالم من وجهة نظرها. وقد استغرقني تصوير أحد الفيلة ساعات طويلة مستلقياً في الوحل لأنها الطريقة الوحيدة التي مكنتني من التقاط صورته في لحظة يمارس فيها سلوكه الطبيعي».

غابرييل ويكبولد يطرح إشكاليات العصر وراء الوجوه
أخذ المصور العالمي غابرييل ويكبولد زوار المهرجان الدولي للتصوير إكسبوجر2019 في رحلة بصرية تطغى عليها رؤيته الفلسفية حول علاقة الإنسان بمحيطه، حيث نجح خلال جلسة حملت عنوان «دلالات جديدة للتصوير المعاصر» في تحويل سؤال الهوية الإنسانية إلى مشروع تجريبي يطرح إشكاليات علاقة الإنسان المعاصر بالطبيعة والتحولات التي يحدثها الزمن على الوجوه.
في مجموعته التي حملت عنوان «سذاجة»، قدم ويكبولد مجموعة من الصور التي تعالج مفهوم علاقة الإنسان بالطبيعة، حيث تضمنت الصور لقطات متنوعة لوجوه يوحدها اللون الأبيض وتزين كلاً منها قطعة من خيرات الأرض كالفاكهة والخضر.
وفي مجموعة أخرى بعنوان «من دون عيوب» قدم ويكبولد موقفه المعارض لمحاولات تجميل صور البورتريه، بغرض محو أثر للشيخوخة أو لعيوب في الوجوه، بما يعكس الهوس بالجمال الخارق وخوف الإنسان المعاصر من التقدم في العمر».
أما في مجموعة «أنا متصل إلكترونياً» فكشف ويكبولد عن «الاختناق الإلكتروني» الذي يعيشه الإنسان المعاصر، عارضاً على الجمهور مجموعة صور لوجوه تلفها خيوط متشابكة تعبيراً عن شبكة الإنترنت. وأضاف: «إن البشر مزيج واسع من العواطف والانفعالات التي يلخصها الوجه بتكويناته الجمالية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©