الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

.. وتَحقَّق طموح زايد

.. وتَحقَّق طموح زايد
4 أكتوبر 2019 01:40

آمنة الكتبي (دبي)

عاد هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، إلى الأرض، بسلامة الله وحفظه، على متن مركبة «سويوز أم أس 12» في ختام الرحلة التاريخية إلى محطة الفضاء الدولية، والتي حملت أيضاً رائدي الفضاء الأميركي نيك هيج، والروسيّ أليكسي أوفتشينين، وذلك عقب ثمانية أيام أجرى خلالها المنصوري مجموعة من التجارب العلمية المكثفة، حيث هبطت المركبة في منطقة سهلية جنوب شرق مدينة جيزكازجان في كاراغندا، وسط كازاخستان، في تمام الساعة الثانية و59 دقيقة من بعد ظهر أمس الخميس.
وكشف مركز محمد بن راشد للفضاء عن تفاصيل رحلة العودة، والتي بدأت بإغلاق مدخل مركبة «سويوز أم أس 12» في تمام الساعة الثامنة والثلث بتوقيت دولة الإمارات من صباح يوم الخميس 3 أكتوبر، وبعد إجراء فحوصات التأكد من عدم وجود أي تسرب، أُعطيت إشارة الجهوزية التامة، وانفصلت المركبة عن المحطة في تمام الساعة 11 و37 دقيقة صباحاً، متخذة مسارها في اتجاه الأرض.
وكان في استقبال المنصوري في موقع الهبوط المهندس سالم المري، مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وسعيد كرمستجي، مدير مكتب رواد الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء، إضافة إلى فريق طبي دولي متخصص، في حين تابع رحلة العودة إلى الأرض من مركز التحكم التابع للمحطة الأرضية لوكالة الفضاء الروسية في موسكو كل من حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء ويوسف حمد الشيباني، مدير عام المركز بالإضافة إلى عدد من أعضاء فريق المركز.
وقد تم نقل رواد الفضاء فور هبوطهم لإجراء الفحوصات اللازمة وفق الإجراءات المتبعة مع الرواد لدى عودتهم من الفضاء، وبعد انتقال الرائدين أليكسي أوفشينين وهزاع المنصوري إلى مركز يوري غاغارين لتدريب رواد الفضاء في مدينة النجوم، في موسكو، قامت الدكتورة حنان السويدي، بمعاينة هزاع المنصوري للتأكّد من حالته الصحية.

قصة نجاح
قال حمد عبيد المنصوري، «اليوم وبكل فخر نستقبل سفير الإمارات في الفضاء، هزاع المنصوري، عائداً إلى الأرض حاملاً نتائج تجارب علمية مهمة للبشرية والمجتمع الدولي، أجراها على متن محطة الفضاء الدولية، ليفتح الطريق أمام الشباب العربي لآمال وأحلام جديدة في هذا القطاع».
وأضاف: «اليوم نحقق نقلة تاريخية في قطاع الفضاء باكتمال قصة نجاح جديدة لدولة الإمارات، انطلق خلالها أحد أبنائها حاملاً معه (طموح زايد) وعلم الدولة ليرتفع عالياً بين نجوم السماء. المنصوري اليوم نموذج يحتذى به ليس لشباب الإمارات فحسب، وإنما للشباب العربي جميعاً وقدوة تنير الطريق أمام الأجيال القادمة».
من جانبه، قال يوسف حمد الشيباني: «نعيش اليوم لحظات تاريخية مضيئة في الإمارات، بعودة أول رائد فضاء إماراتي، بحمد الله، سالماً إلى الأرض، ونثبت أننا قادرون على تحويل أحلامنا إلى واقع، ليس هذا فحسب، بل قادرون على إحياء النهضة الحضارية بالعالم العربي، ونؤكد أنه لا حدود لطموحات وتطلعات أبناء الإمارات في أي زمان ومكان».
وأضاف: «بكل فخر وامتنان، أتوجه بخالص الشكر والتقدير لقيادتنا الرشيدة التي وفرت جميع الإمكانات اللازمة للتأسيس لقطاع فضاء وطني قوي، وأود أن أشيد بجهود كل من أسهم في إنجاح المهمة، ومنهم أول رائدي فضاء إماراتيين: هزاع المنصوري، وسلطان النيادي، وشركاؤنا الاستراتيجيون في وكالات الفضاء العالمية، وفريق العمل من شباب الوطن في مركز محمد بن راشد للفضاء، ونعاهد القيادة الرشيدة على مواصلة العمل لتحقيق المزيد من الإنجازات في قطاع الفضاء بأيدي أبناء الإمارات».
وقال المهندس سالم المري: «اليوم نرى أهداف برنامج الإمارات لرواد الفضاء تتحقق بعودة أول رائد فضاء إماراتي سالمًا إلى الأرض، متسلحاً بخبرة عملية حول المهمات المأهولة للفضاء، ستساعد هذه الخبرة في بناء قدرات الأجيال القادمة من المهتمين في قطاع الفضاء، مما يضمن استدامة البرنامج» .
وأضاف: «يقف وراء نجاح هذه المهمة فريق كبير من مركز محمد بن راشد للفضاء، اهتمّ بكافة جوانب المهمة بكفاءة عالية جداً، ومنهم الفريق العلمي الذي ساهم بتحديد التجارب العلمية للمهمة، وفريق المحطات الأرضية في دبي، وموسكو وهيوستن، الذي جعل التواصل بين هزاع والجمهور ممكناً، والفريق الإداري الذي اهتم بالتفاصيل حيث لا مجال للخطأ، كل هؤلاء والشركاء المحليون في الدولة هم جزء أساسي من نجاح المهمة».

رحلة الهبوط
أوضح مركز محمد بن راشد للفضاء، أن عملية الانفصال بدأت قبل حوالي ثلاث ساعات ونصف من لحظة الهبوط إلى الأرض، وبعد دقائق من عملية الانفصال، عملت محركات المركبة بشكل أسرع، للوصول إلى مسافة آمنة من المحطة، ثم بدأت بالهبوط بسرعة معينة، ومن ثم وجهت المركبة نفسها لتدخل في ما يُعرف بـ«مناورة الكبح»، وذلك للتخفيف من سرعة الهبوط.
وذكر المركز أنه عند وصول المركبة إلى ارتفاع نحو 128 كم من سطح الأرض، بدأت مرحلة «واجهة الدخول»، حيث تخلصت من ثلثي كتلتها، وبدأ احتكاكها بالغلاف الجوي، وفي هذه المرحلة عمل الطاقم على إبطاء سرعة نزول المركبة، وبعد إجراء هذه الخطوة بدأت المركبة بالهبوط بسرعة 230 متراً في الثانية، وتم تخفيض سرعتها تدريجياً إلى أن وصلت إلى أمتار قليلة في الثانية. وقبل دقائق من الهبوط، بدأت مرحلة نشر المظلات، وفيها تم فتح أربع مظلات، منها واحدة كبيرة تسمى «المرساة» أو «السحب» تبلغ مساحتها 24 متراً مربعاً، والتي عملت على إبطاء هبوط المركبة بشكل كبير، حيث وصلت سرعة نزولها إلى نحو 79 متراً في الثانية.
وفي المرحلة الأخيرة من الهبوط، تم إطلاق مظلة عملاقة بلغت مساحتها 10767 متراً مربعاً، للتحكم بزاوية ودرجة نزول المركبة، إضافة إلى إبطاء حركتها بشكل كبير جداً لتصل إلى 7 أمتار في الثانية، وقبل الهبوط الرئيسي بثوانٍ بدأت ثلاثة محركات صغيرة بالعمل، لتخفيف سرعة هبوطها إلى أبعد درجة للنزول بشكل مريح.
وعقب هبوط المركبة، وتحديد موقعها في منطقة سهلية جنوب شرق مدينة جيزكازجان وسط كازاخستان، هرع فريق من المنقذين المختصين إلى المكان، وتم قطع حبال المظلة، لمنع سحب الرياح للكبسولة، وفتحت صمامات نظام التنفس في المركبة الفضائية، وتم مساعدة رواد الفضاء وإخراجهم من المركبة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©